المفاوض الفلسطيني استسلم لإرادة المفاوض الإسرائيلي

كانت الطغمة المستفردة بالقرار الرسمي الفلسطيني تؤكد أن لا لقاءات دون وقف الاستيطان، ولكن تهافت موقفها والضغوط العربية والأميركية دفعت بها لاستئناف المفاوضات في عمان، في ظل تواصل الاستيطان، ودون الاعتراف الإسرائيلي بخطوط حزيران (يونيو) مرجعية للعملية التفاوضية، ما يعني بلغة أخرى أن المفاوض الفلسطيني تخلى عن آخر سلاح بين يديه واستسلم لإرادة المفاوض الإسرائيلي، وبهذا حقق الجانب الإسرائيلي فوزاً، وألحق هزيمة بالفريق الفلسطيني المفاوض الذي انتهك موقفاً وطنياً تشكل حوله إجماع، لأن شرط وقف المفاوضات، وشرعية خطوط يونيو، هما الحد الأدنى الذي أجمع الفلسطينيون عليهما وطنياً، وهذا الإجماع هو الذي أسهم في توفير الأجواء والمناخات الضرورية للدخول في رسم آليات تطبيق اتفاقات إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة.
وبدلاً من أن يصون المفاوض الفلسطيني هذا الإجماع، ويتمسك به، ويستقوي به على الطرف الآخر، بادر إلى تجاوزه وانتهاكه، وذهب بقرار منفرد إلى المفاوضات، متجاوزاً حتى الشروط التي كان هو نفسه قد وضعها.
لا تزال الطغمة المستفردة بالقرار الرسمي الفلسطيني منذ ما قبل أوسلو وحتى الآن، تطبخ في مطبخها المصغر، القرارات الفلسطينية وتنفذها، خارج إطار الهيئات الشرعية، وتتخذ من القرارات المنفردة ما يخدم توجهاتها السياسية، متجاهلةً أن شرط انتصار النضال الفلسطيني يقوم على الوحدة الوطنية.
رغم أنه تم الاتفاق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على عدم التصريح لوسائل الإعلام بما يدور من مباحثات بينهما، إلا أن مصادر فلسطينية مطلعة كشفت عن أن الجانب الفلسطيني وافق على صيغة تبادل الأراضي مع الجانب الإسرائيلي بنسبة 2%، مع توسيع نطاق السيطرة الفلسطينية في المناطق المصنفة بـ «جيم» وفق اتفاقية أوسلو، فبحسب اتفاق أوسلو فقد قسمت المناطق الفلسطينية المحتلة إلى 3 مناطق (ألف وباء وجيم) حيث ألف تخضع بشكل كامل للفلسطينيين وباء مشتركة، أما (جيم) فتخضع إداريا وعسكريا للسلطات الإسرائيلية، وتشكل هذه المنطقة 60 بالمائة من مجموع مساحة الضفة وتحتوي على أهم الأراضي الخصبة والغنية بالمصادر الطبيعية، وحسب ما ورد في أحدث تقرير للاتحاد الأوروبي إنه مع تزايد عدد المستوطنين بشكل مستمر وإذا لم يتم وقف الوضع الحالي فان فرص إنشاء دولة فلسطينية على حدود عام 1967، تبدو بعيدة الآن أكثر من أي وقت مضى.
في اعتقادي يبدو أن الوحدة الوطنية الفلسطينية ستبقى متعثرة في أحسن الحالات وليس هناك من أمل في تحقيقها سوى في أرض الميدان من خلال نزول الجماهير إلى الميادين والساحات في كل مكان، داخل الوطن وفي الشتات للمطالبة بإسقاط الطغمة المستفردة بالقرار.
صحيفة الوطن القطرية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...