الأحد 11/مايو/2025

لماذا ينظر الصهاينة للحراك العربي باعتباره هزة إقليمية؟

لماذا ينظر الصهاينة للحراك العربي باعتباره هزة إقليمية؟
مع مرور عام بالتمام والكمال على أحداث ما بات يسمى بـ”الربيع العربي”، تؤكّد أوساط إسرائيلية أن الواقع الإقليمي الجديد في المنطقة يُعيد “إسرائيل” إلى الأيام التي سبقت حرب العام 1967، لأن ما يحصل في الشرق الأوسط ليس ربيعاً، بل “هزة إقليمية”، معربة عن تخوفها من دخول ما أسمتها بـ”العوامل الإسلامية الراديكالية” بين الفجوات الناشئة في المنطقة، عوضاً عن إقامة أنظمة ديمقراطية، وهو أمر مثير للقلق، لأنها ستتحول بمرور الأيام إلى “زوبعة تعصف بالمنطقة”، متخوفة من التداعيات السلبية التي قد تنطوي عليها، بسبب حالة الضائقة والعوز التي تعانيها الجماهير العربية.

وهو ما ألمح إليه البروفيسور “رؤوفين باركو” بأن الإسلاميين العرب أعداء “إسرائيل” يطمحون للقضاء عليها، ما يتطلب منها أن تكون على استعداد وتأهب دائمين لمواجهة هذه الأخطار المحدقة، لأن العامل المشترك بين جميع التيارات الإسلامية المتنافسة في السلطة في الدول العربية هذه الأيام هو القضاء عليها، ويتميز بهذا بصورة خاصة الإخوان المسلمون والسلفيون أبطال ميادين التحرير، الذين يرون أن هذا الهدف سيتحقق في أسرع وقت، وكل ما يُحتاج إليه طائفة من الأعمال الإسلامية الطويلة النفس والدءوبة ستفضي إلى انهيارها.

هذه المخاوف الإسرائيلية تتزايد مع التقارير الاستخبارية التي تصلها من العواصم المحيطة، وتؤكد بأن ظاهرة الإسلام السياسي حول “إسرائيل” سيقوى، وأن البديل عن أنظمة الوضع الراهن سيكون الإسلاميون، بعد أن كشفت الانتخابات الأخيرة في العالم العربي الفشل المدوي لليبراليين، ما يعني ارتفاع وتيرة “صدام الحضارات”، ما يعني أن فترة من “عدم اليقين” تنتظر “إسرائيل”، بل إن هناك من ذهب أبعد من ذلك حين زعم أن “إسرائيل” بانتظارها دول تُعرف بأنها “فاشلة” كمصر وسوريا ولبنان والسعودية، ما يوجب عليها أن تحافظ على الحدود جيداً، لأن الأوضاع في تلك الدول قد تفضي إلى حرب إقليمية، وهذا أحد الإمكانات القائمة، لأنه في دول منهارة تكون جميع إجراءات اتخاذ القرارات وحساب الأخطار مشكلة جداً، متوقعة أن تشهد السنة القريبة احتمالات نشوب حرب ضئيلة، لكنها تكبر على مر الزمن.

المحاضر الجامعي في قسم الدراسات الإنسانية بكلية الجليل الغربي، “بارون فريدمان”، قال إن براعم الصحوة الإسلامية ظهرت في السنوات الأخيرة داخل الدول ذات الغالبية السنية الواضحة، وصعود الأحزاب الموالية للإخوان المسلمين، بدءً بالعدالة والتنمية في تركيا، وحماس في الأراضي الفلسطينية، وجبهة العمل الإسلامي في الأردن، والإخوان السوريون الذين يكتسبون قوة كبيرة في صفوف المعارضة خارج بلادهم، وهذه ظاهرة يمكن تفسيرها بثلاثة أسباب توضح لماذا يتوجه المواطن العربي نحو انتخاب الأحزاب الإسلامية:

1- في العالم العربي لم تقم معارضة قوية ومنظمة بديلاً عن الأنظمة المستبدة سوى الحركات الإسلامية.

2- هذه الحركات كانت دائماً لها صورة ايجابية في نظر الجماهير العربية.

3- ينجح الإسلاميون في الدعاية ضد الأنظمة العلمانية في العالم العربي، بسبب تعاون الأخيرة مع الولايات المتحدة والغرب، واعترافها بوجود “إسرائيل”.

لكن رئيس معهد الإعلام في جامعة بار ايلان والمختص بشئون الولايات المتحدة، “ايتان غلبوع”، أشار إلى أن ما يزيد من تعقيد البيئة الإقليمية أمام “إسرائيل”، أن الولايات المتحدة عملت مراراً على تعزيز دول كان استقرارها الداخلي في خطر، واستعملت إجراءات متنوعة اقتصادية وسياسية وعسكرية، لكن اليوم تضاءلت جداً قدرتها، والسياسة الأمريكية مصابة بعدم اتساق، وقرارات خاطئة، وقراءة مشوشة للخريطة، حتى أن تأثيرها في المنطقة غير موجود تقريباً، متسائلاً حول فرضية قدرة “إسرائيل” على الصمود في وجه “التسونامي” الإسلامي الذي يضرب المنطقة؟

أخيراً…فإنه إزاء تحديات الساعة، يرى صناع القرار الإسرائيلي ضرورة التوفيق بين مجالات الأمن وتوسيع طائفة ردودهم، والحكم بالموت على المسلحين، ووضع عوائق وألغام فتاكة لمواجهة الخلايا المسلحة ومخترقي الحدود، وتلغيم الجدران، ودوريات الاستطلاع على الحدود، ووضع رشاشات على مسارات الاختراق المتوقعة لجموع الغزاة الذين يخططون لاختراق “إسرائيل”، وإطلاق صواريخ على المخططين للمؤامرات، ونصب أدوات إطلاق نار ذات توجيه ذاتي، وإطلاق آلي نحو مصادر إطلاق نار، حتى لو تم ذلك من مناطق مأهولة داخل أرض العدو، والإعلان على الملأ عناوين الدول التي تقف وراء المنظمات المعادية، وأنها عنوان لـ”ضربة ثانية”!.

فلسطين أون لاين، 3/1/2012

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات