الأحد 11/مايو/2025

تغيير دور منظومة القبة الحديدية لتقصير مدة الحرب المقبلة

تغيير دور منظومة القبة الحديدية لتقصير مدة الحرب المقبلة
يدرس الجيش الاسرائيلي تغيير الدور المناط بمنظومة القبة الحديدية في حال نشوب حرب مستقبلية بحيث تقوم على حماية المواقع الإستراتيجية التابعة للجيش وليس حماية مناطق التجمعات السكانية كما هو حال في أوقات التصعيد الروتينية، ويدعي الجيش أن المنظومة سجلت نجاح بنسبة 75% خلال فترات التصعيد الثلاث الأخيرة حيث تمكن جنود معترضي سلاح الجو الذين يشغلون المنظومة من التصدي للصواريخ التي أطلقتها المنظمات الفلسطينية من قطاع غزة باتجاه “إسرائيل”.

وحسب الجيش فإن مدلول ذلك أن خمس أو ربع الصواريخ التي تطلقها القبة الحديدية فشلت في اعتراض الهدف المناط بها، حيث سجل خلال شهر نيسان/ أبريل الماضي نجح ثمانية من عشرة عمليات اعتراض، وفي شهر آب/ أغسطس سجل من اثنان وعشرين نجاح من أصل ثمانية وعشرين عملية اعتراض، وفي شهر تشرين الأول/ أكتوبر ثلاثة من أصل خمسة عمليات. وبناء على حسابات أخرى تتعلق بطبيعية صواريخ المنظومة ذاتها فإنه خلال الثلاثة شهور يحسب لها ثلاثة من تسعة، أي بمجموع كلي نجح ثلاثة وثلاثين عملية اعتراض مقابل فشل أربعة وأربعين عملية.

وأضافت الصحيفة أن هذا الانجاز في الفترة الأخيرة يجعل المنظومة سلعة ناجحة لترويجها عالمياً، موضحة أن بعثة الحرس الوطني الأمريكي التي زارت “إسرائيل” مؤخراً أعجب بالمنظومة وسارعت لشرائها وإدخالها إلى حيز العمل. وأكدت الصحيفة أن الجيش يعتبر هذه النتائج انجاز يحسب لمطوري المنظومة والجنود القائمين على تشغيلها مقارنة مع أدائها الذي كان صفر دفاع جوي في السابق، ولكن بالقابل كتبت الصحيفة أنه ليس هناك في الحقيقة ما يواسي سكان المدن الإسرائيلية الذي اعتادوا على الاعتماد على الأقل وبشكل جزئي على القبة الحديدية الدفاعية الممنوح لتجمعاتهم السكنية كون هذه المنظومة ستكون مهمتها حماية قواعد سلاح الجو والمواقع الإستراتيجية خلال الحرب، باستثناء التجمعات السكانية القريبة من هذه المواقع فستحظي بالحماية.

وحسب صحيفة فإنه سيكون أحد المواضيع التي سيدرسها الجيش الاسرائيلي في سيناريو الحرب القادمة وخلال عام 2012، دور القبة الحديدية خلال الحرب والذي سيختلف عن جولات التصعيد خلال الحياة الروتينية، ومهمة الحماية الأساسية المناطة بالجبهة الداخلية والتي ستكون التأمين المستمر والوظيفي للجيش الاسرائيلي والبنى التحتية الإستراتجية الخاصة به والمساعدة في الجهود البرية لتحقيق الانجازات السريعة وتقصير مدة الحرب.

وأشارت الصحيفة إلى أن أشد ما يقلق قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية في الوقت الحالي الخوف من وصول رؤوس حربية كيميائية وبيولوجية من المستودعات السورية إلى أيدي منظمة حزب الله وحركة حماس أو منظمات أخرى، لافتة إلى أن 40% من سكان “إسرائيل” لا يملكون لغاية الآن كمامات واقية ضد الأسلحة الكيميائية.

وحسب الصحيفة فإن التهديد المركزي المتوقع هو استهداف تجمعات مؤهلة بالسكان مثل “غوش دان” أو “خليج حيفا”، حيث لا توجد الكمامات الواقية لآلاف السكان، إضافة إلى تعطل عمليات شراء وصيانة هذه الأقنعة، وعملية معالجة هذه المشكلة تحتاج إلى تخصيص ميزانية سنوية بقيمة ربع مليار دولار.

وأفادت الصحيفة أن قيادة الجبهة الداخلية برئاسة اللواء “آيل ايزنبرغ” ستقسم “إسرائيل” خلال الحرب إلى 290 قطاعاً وفي كل قطاع سيشغل إنذار مركزي في حال تعرضه لهجوم بالصواريخ، ويهدف هذا التقسيم إلى عدم تعطيل كافة القطاعات القريبة من المكان المستهدف، كما سيبث هذا الإنذار عبر الهواتف النقالة وشاشات التلفاز ومحطات الإذاعة وأجهزة الحاسوب، مشيرة إلى أن الجيش عبر عن غضبه من شركات الاتصالات التي تعيق ومنذ ستة شهور عملية التنسيق مع قيادة الجبهة لتفعيل نظام الإنذار عبر الهواتف لأسباب تجارية.

ولفتت إلى أن الجيش الاسرائيلي يأخذ أرقام وإحصائية حرب لبنان الثانية التي اندلعت في شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس عام 2006 في عين الاعتبار، مشيرة إلى أنه خلال الاثنين والثلاثين يوماً للحرب تعرضت الجبهة الداخلية الإسرائيلية لأكثر من 400 صاروخ أسفرت عن مقتل نحو 43 إسرائيلياً، لذلك ستدرس هذه المعطيات جيداً في جولات التصعيد في الجنوب خلال عام 2012 في حال سقوط 100 رأس حربي قاتل.

وقالت الصحيفة أنه في حال تمكنت الجيوش والمنظمات المحيطة “بإسرائيل” إطلاق أكثر من 60 ألف صاروخ وقذيفة هاون خلال حرب مستقبلية فسينتج عن ذلك حوالي 600 قتيل إسرائيلي.

وختمت الصحيفة بقولها في الجيش يأملون أن تنتهي الحرب خلال أيام قليلة قبل أن يطلق معظم هذا التسليح وتوفير الأضرار الجسيمة التي ستنتج عن ذلك حتى على الجانب الاقتصادي، حيث بلغت الأضرار الناتجة عن حرب عام 2006 نحو 1.6 مليار دولار و50 مليون دولار في اليوم الواحد.

هآرتس، 2/1/2012

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات