الأحد 11/مايو/2025

مطالبات صهيونية لسكان تل الربيع بالنزول للملاجئ في العملية القادمة على غزة

مطالبات صهيونية لسكان تل الربيع بالنزول للملاجئ في العملية القادمة على غزة
زعم رئيس هيئة الأركان العامة الصهيوني، “بيني غانتس”، أن ما وصفها بـ”قوة الردع الكبيرة” التي حصل عليها الجيش جراء عملية الرصاص المصبوب، باتت متحققة، و”لذلك من حين لآخر نقوم بالتعامل مع إطلاق للصواريخ من قطاع غزة، ونحن واعون أن مسارات التعاظم تتواصل من الأنفاق عبر الجانب المصري، لذلك لن نقدر على مواصلة العيش تحت تهديد متواصل وناشط لحركة حماس في غزة”، مقدراً أنه عاجلاً أم آجلاً، لا مفر من تنفيذ عملية عسكرية واسعة، والجيش سيعرف كيف يتصرف بالطريقة الهجومية، الصارمة والملائمة أمام جميع الجهات المسلحة في غزة، مشيراً إلى أن العملية العسكرية المفترضة مخطط لها، مبادر إليها، وسريعة جداً.

في سياق متصل، أوضحت أوساط عسكرية أنه في حال الخروج إلى عملية عسكرية واسعة ضد حماس في غزة، فإن الأخيرة لن تجد بداً من تهديد مدينة تل أبيب والمدن المجاورة لها بإطلاق الصواريخ، مما سيدفع لاتخاذ قرار بوضع سكانها في الملاجئ، أي نصف سكان الدولة، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ مواجهاتها العسكرية.

أهداف الحرب

لكن المراسل العسكري للقناة الثانية “روني دانيئيل” قال إنه “بعد خروج “إسرائيل” لعملية قبل 3 سنوات في غزة، أعاد الثقة للجيش بعد الفشل في حرب لبنان الثانية، التي قوّضت بمقدار معيّن ثقة الجيش بنفسه، وثقة الشعب بقدراته، ولهذا يمكن القول إن حرب غزة عملية ناجحة حققت الأهداف، وأعادت قوة الردع أمام حماس، لكن هناك ميزة خاصّة للردع أنه يتلاشى مع الزمن”، مما جعله لا يستبعد جولة عسكرية أخرى في غزة، محذّراً من التسلّح المتواصل للقوى المقاتلة في غزة، موضحاً أن الجيش عندما يخرج لعملية كهذه، فإنه يحدد مسبقا أهدافاً يمكن تحقيقها، ليست معقّدة كثيراً، وليست كتلك التي تلزم الجيش بالبقاء أشهر طويلة في القطاع، لأنه في تحديد المهمات المعينة والمحدودة، يمكن تحقيق النجاح.

وأضاف: في السنوات التي تلت الحرب على غزة، كان من يطلق الصواريخ بشكل رئيسي ليست حماس، إنما منظمات هامشية أخرى كالجهاد، لكن ذلك الردع شيء ينبغي تعزيزه طوال الوقت، ومع مرور الوقت، فإنّه يأخذ بالتلاشي، وفي غضون ذلك حماس تواصل الاستقواء، والجهاد تتسلّح، والجميع يراكم قدرات عسكرية، وحتى اليوم هناك في القطاع قذائف صاروخية تصل ضواحي تل أبيب، وهي مسألة تطرح احتمال حصول جولة عسكرية أخرى في القطاع، ربما لن تتجاوز أهدافها إلحاق الضرر بحماس، وتدمير قدراتها، وخلق ردع جديد.

على صعيد متصل، التأم المجلس الوزاري الصهيوني المصغر لمناقشة آخر التطورات الأمنية على الحدود مع قطاع غزة، حيث يواصل المستوى السياسي التقييمات الأمنية، لكنه لم يتخذ حتى الآن قراراً بالقيام بعملية عسكرية واسعة النطاق في القطاع. لكن المصادر السياسية أوضحت أن الأجواء السائدة بين الوزراء تشير إلى أنه لن يكون ثمة مناص من اتخاذ قرار بتوجيه ضربة عسكرية إذا استمر التصعيد الأمني وإطلاق الصواريخ، رغم الإقرار بأن حركة حماس ليست معنية بتصعيد الأوضاع، إلا أنها لم تستبعد احتمال إقدامها على إطلاق صواريخ لاحقاً.

احتلال غزة

من جهته، أكد “شاؤول موفاز” رئيس هيئة أركان الجيش الأسبق، ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أنه لا بد من العمل بحزم ضد الخلايا المسلحة في قطاع غزة، ويجب الإضرار بها بشكل رادع، وأكثر قسوة، وبيد أكثر حزماً، مثنياً على ما يقوم به الجيش من هجمات دورية، معتبراً أنها عمليات مركزة صحيحة. وشدد على ضرورة أن يكون هناك رد أكثر شمولية ضد رؤساء هذه المنظمات، ومنفذي التفجيرات، زاعماً أن عملية الرصاص المصهور ضد حماس شكلت عملاً أعاد قوة الردع للدولة، وللأسف، منذ العملية، خصوصاً في ظل الحكومة الحالية، نشهد بأن حماس رفعت رأسها في غزة، لأن هذا الردع تآكل في أعقاب انتهاج سياسة الرد غير القاسي ضد المنظمات الفلسطينية، لهذا كان يجب الرد بشكل مغاير على موجة العنف القادمة من غزة.

وأحصى “موفاز” 4 ردود خلال عام 2011، رغم احتجاز أكثر من مليون صهيوني كرهائن في الملاجئ، وكان يتوجب الرد بشكل أكثر قسوة، وليس احتلال غزة، بل العمل بشكل يدفع المنظمات للتفكير كثيراً قبل قيامها بإطلاق صواريخ بعيد المدى، زاعماً أن حركة الجهاد الإسلامي تشكل اليوم تحدياً لـ”إسرائيل” وحماس في آن معاً، لأنها تتلقى أموالاً من إيران، وتريد أن تُثبت لهم بأنها تستغل الأموال بشكل صحيح، وليس هناك خيار آخر عدا القيام بعمل عن طريق سلاح دقيق ضد من يعمل لقتل اليهود.

أكثر من ذلك، قالت محافل نافذة في قيادة اللواء الجنوبي التابع لفرقة غزة العسكرية في قيادة المنطقة الجنوبية، التي يترأسها “تال روسو” إن الجيش مستعد وجاهز لتنفيذ عملية عسكرية ثانية ضد غزة، رغم أن المنطقة اليوم بصورة نسبية أكثر هدوء، وتتطور اقتصاديا، والطرف الثاني يرد لكن بطريقة مدروسة، لكن إذا اتسعت ما وصفتها بـ”الشقوق” في جسم التهدئة، فإننا سننفذ عملية عسكرية مختلفة عن الرصاص المصبوب ومتنوعة بهدف تجديد قوة الردع، في إطار خطة يشرف عليها رئيس الأركان العامة “غانتس”، ما يعني أن عملية غزة القادمة ستكون أقصر من سابقتها أواخر 2008 ، لكنها ستستخدم قوة عسكرية أكبر بكثير.

مجلة “بمحانيه” العسكرية، 30/12/2011

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات