الأحد 11/مايو/2025

مشعل: المصالحة قدرنا وخيارنا والانقسام عبء ثـقيل على الجميع

مشعل: المصالحة قدرنا وخيارنا والانقسام عبء ثـقيل على الجميع

قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” خالد مشعل إن “المصالحة قدرنا وخيارنا وعلينا أن نتحمل حتى نصل”، مؤكـدًا أن قرارات حـركته وخياراتها تـصدر عن المؤسسة وليس عن فرد، وهي نابعة عن الشورى التي تمثل الوعاء الأوسع للمكتب السياسي.

وأوضح مشعل في برنامج “لقاء اليوم” على قناة الجزيرة الفضائية مساء أمس الإثنين (26-12) أن الظروف الداخلية والإقليمية فرضت على الفلسطينيين انطلاق المصالحة، حيث بات الانقسام الفلسطيني عبئًا على الجميع، مقرًّا بأن الفلسطينيين أصيبوا بفتور جراء بطء تنفيذ المراحل المتوقعة من المصالحة.

وأشار إلى أن ظروفًا مختلفة توافرت للمصالحة؛ منها انسداد الأفق السياسي والانحياز الأميركي، وانشغال العرب بربيعهم ما يفرض ترتيب البيت الداخلي، علاوة على أن الانقسام بات عبئًا على الجميع ولا بد من التصالح والوحدة.

وبين مشعل أن نوعًا من الكيمياء والتفاهم نشأ مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ حيث جرى بينهما لقاء أول في نوفمبر/تشرين الثاني وآخر ديسمبر/كانون الأول تفاهما فيه على ملفات عديدة.

وحول صعود الإسلاميين في الربيع العربي، قال مشعل إن التيار الإسلامي هو تيار أصيل، لكن إذا كانت حماس ستحسب عليه وحده فقد “ضيقت واسعًا”، معتبرًا أن “هذه النهضة العربية العظيمة، وتمتين الجبهة الداخلية، مكسب لشعوبنا ومكسب لفلسطين”.

المقاومة الشعبية

وفيما يتعلق بالمقاومة الشعبية، أكـد مشعل أنهـا حظيت بإجماع داخل الحركة؛ موضحًا أن قرارات حماس تصدر عن المؤسسة وليس عن فرد، وأن الشورى الوعاء الأوسع للمكتب السياسي الذي يمارس دوره اليومي.

وتابع “حماس تريد أن تمارس المقاومة الشعبية، لكنها تبقي كل الخيارات مفتوحة أمام الشعب، وهو ينوع عمله حسب المرحلة، مشيرًا إلى أن الانتفاضة الأولى كانت مقاومة شعبية، لكن تطور الأحداث جعلها تتحول من حجر إلى مولوتوف ثم إلى عمليات استشهادية. أما في زمن الربيع العربي فأصبحت الشعوب مثل حركة الماء تتحول لتسونامي”.

الإطار القيادي

وحول الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، اعتبر مشعل أن يوم 22 ديسمبر/كانون الأول هو تاريخ الولادة الثالثة للمنظمة، متمنيًا أن تكون ولادة حقيقية.

وأوضح القيادي الفلسطيني أن دخول حماس في المنظمة التي لها تراث سياسي مغاير لا يدعو للاستغراب، مشيرًا إلى أن لكلٍّ برامجه، وأنه جرى في مراحل عديدة الاتفاق على قضايا كثيرة وبرامج مشتركة .

حكومة الوحدة

وفيما يتعلق بتأخر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، قال مشعل إن الحديث جرى عن أسماء شخصيات تكنوقراط وعن تشكيلة الحكومة في لقائه مع عباس، لكن تم الاتفاق على أن الأمر يحتاج لـ”طبخ على نار هادئة، وارتأينا تأجيلها حتى شهر يناير/كانون الثاني المقبل”.

واعتبر أنه لا حرج من تأجيل تشكيل الحكومة؛ فالمصالحة نفسها تأجلت لسنوات، وأكد أنه مطمئن أن ذلك ليس نابعًا من نوايا سيئة، فالجميع يريد المصالحة.

الشأن السوري

وبشأن القضية السورية، بين مشعل أن موقف حركة حماس متوازن ويراعي الواقع وينسجم مع القيم والمبادئ، وقال: “أصعب شيء في الحياة دائمًا هو أن تأخذ موقفًا متوازنًا يراعي الواقع”.
 
وأضاف: “نحن موجودون في سوريا التي احتضنتنا واحتضنت المقاومة الفلسطينية، ولدينا وفاء لهذا النظام الذي دعمنا دعمًا بلا حدود، وفي نفس الوقت لدينا وفاء للشعب السوري الذي احتضننا احتضانـًا عظيمـًا، في المقابل نحن نؤمن بقيم الحرية والديمقراطية والإصلاح ولا يمكن أن نناقضها”.
وتابع: “عندما يطلب مني التعبير عن موقف أقول: أنا مع الإصلاح ومع الديمقراطية ومع الحرية بأوسع مدى، ولا يناقض هـذا أن أكون مع المقاومة”.

وأوضح مشعل أن حماس كانت تتمنى حل الأزمة عبر استيعاب تطلعات الشعب من خلال حل سياسي يقدم الإصلاح والحرية، مع بقاء سوريا بسياستها الخارجية المميزة والداعمة للمقاومة، وتابع “مع رفضنا للعنف الداخلي والاستقواء بالخارج، لكننا لا نتدخل بسياسة النظام، فكـلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات