القضية منسيّة والقدس تستغيث

“إسرائيل” تعدّ الأوضاع الحالية التي يمر بها العالم العربي، مثالية بالنسبة إليها كي تواصل عدوانها على الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، وبخاصة القدس ذات الحساسية العالية والمكانة العظيمة لدى الشعوب العربية والإسلامية.
فبعد أن كانت القضية الفلسطينية تحتل سلم الأولويات في التغطية الإعلامية في معظم وسائل الإعلام العربية والعالمية، وتأخذ حيزاً كبيراً فيها، أخذت تتراجع شيئاً فشيئاً، وتكاد تتلاشى وتتبخّر أخبارها من النشرات الفضائية وعناوين الصحف العربية والعالمية، نظراً إلى سخونة الملفات الأخرى المتعلقة بما يسمى “الربيع العربي”.
هذه الأوضاع وجدت فيها “إسرائيل” بيئة مناسبة للتمادي في عدوانها، ولتطلق العنان لعتاة التطرف من المستوطنين الإرهابيين كي يعيثوا فساداً في الضفة الغربية، وترفع من وتيرة عدوانها المتواصل على غزة، وتسرّع الاستيطان والتهويد في القدس، حيث لا حسيب ولا رقيب.
هذه السياسة العدوانية “الإسرائيلية” كانت واضحة في موضوع القدس، إذ سرّعت من حملتها التهويدية في المدينة، فعملت على طرد المقدسيين منها بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال سحب بطاقات الهوية والإبعاد عن المدينة حيناً، وتسريع بناء جدار الفصل العنصري لفصل الأحياء العربية وجعلها خارج المدينة حيناً آخر، كما يجري في مخيم شعفاط الواقع في الشطر الشرقي منها. كما أن حفرياتها أسفل المدينة تجري بشكل مطّرد لإضعاف أساسات المسجد الأقصى تمهيداً لانهياره في النهاية، كي تقيم مكانه هيكلها المزعوم. أما جسر باب المغاربة فهي تنتظر اللحظة الحاسمة لهدمه وبناء جسر معدني مكانه يسهّل على قواتها اقتحام ساحات المسجد الأقصى ونشر الموت فيها خلال لحظات من خلال الدفع بأكبر عدد ممكن من جنودها وآلياتها.
أما في موضوع الاستيطان فحدث ولا حرج، فمخطط “عشرين عشرين” في المدينة يجري على قدم وساق، وإقامة الوحدات الاستيطانية لم يتوقف. وبالمقارنة مع المشروعات الاستيطانية في السنوات السابقة يتضح أن العام الحالي يشهد حرباً استيطانية وبالذات في المدينة المقدسة، إذ أصبحت المستعمرات تطوقها تطويق السوار للمعصم، وتتذرع “إسرائيل” بربط هذه المستعمرات بالطرق للإجهاز على ما تبقى من حلم للفلسطينيين في إقامة دولتهم، فهذه الشوارع الاستيطانية تخالها مدارج لهبوط الطائرات، ما يؤكد النوايا الخبيثة للسيطرة ونهب الأرض الفلسطينية وإنهاء أي رابط بين الفلسطينيين ومدينتهم.
آخر ممارسات هذه السياسة كانت بتهجير بدو الجهالين من جنوب المدينة وهدم بيوتهم لتطبيق مخطط “إي-1” الاستيطاني في المدينة الذي يهدف إلى ربط شطريها الغربي والشرقي لتفويت الفرصة على الفلسطينيين في إقامة دولتهم وجعل الشطر الشرقي عاصمة لتلك الدولة.
كل ذلك يجري تحت سمع وبصر العالم “الحر” من دون أن يحرك ساكناً، بل إن المدينة ليست على جداول أعمال القيادات أو الجامعة العربية، وموضوع دعمها ودعم صمود أبنائها لا يخرج عن سياق خطب رنانة تلقى في المحافل، أما التطبيق وخاصة في الشق المالي فيبقى حبيس الخطب والأدراج، وتبقى المدينة تستغيث علّها تجد من يلبي نداءها.
صحيفة الخليج الإماراتية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسيرة احتجاجية في ستوكهولم تنديدا بالإبادة الإسرائيلية في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام انطلقت في العاصمة السويدية ستوكهولم، السبت، مسيرة احتجاجية تنديدا بقرار إسرائيل توسيع الإبادة على قطاع غزة. ووفق الأناضول؛...

1500 مواطن فقدوا بصرهم جراء الإبادة في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن نحو 1500 مواطن فقدوا البصر جراء حرب الإبادة، و 4000 آخرون مهددون بفقدانه؛ مع نقص...

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، حملة دهم واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، تخللها...

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....