السبت 10/مايو/2025

نتنياهو يدافع عن الإرهاب

نتنياهو يدافع عن الإرهاب

بالرغم من تسلمه لأرفع منصب سياسي في “إسرائيل” والذي يتوجب أن يفرض عليه سمات سياسية محددة، لم يستطع رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو إلا أن يمثّل حقيقته الإرهابية برفضه توصية أوساط قضائية إسرائيلية باعتبار عصابات ما يسمى بــ”فتيان التلال”: تنظيماً إرهابياً خارجاً عن القانون مع أن تقارير إسرائيلية تؤكد أن أجهزة تطبيق القانون تتعامل معهم بقفازات حريرية إلى الحد الذي يقول فيه أحد الضباط الإسرائيليين: بأنه حتى ضباط الجيش الإسرائيلي يخشون دوماً التعامل معهم. معروف أن هذه الجماعة هي الأكثر فاشيةً في الدولة الصهيونية، وهي إحدى الجماعات التي تمارس أبشع الاعتداءات على الفلسطينيين فأحد أفرادها من المستوطنين قام عامداً متعمداً بدهس طفل فلسطيني عدة مرات وذلك للتأكد من موته المحقق، بالرغم من ذلك وبالرغم من التقاط الكاميرا لجريمته لم يجر القبض عليه من قبل قوات الاحتلال.

أعضاء هذه الجماعة وبالتعاون مع جماعات إسرائيلية أخرى شبيهة تقوم ببناء أنوية لمستوطنات جديدة في الضفة الغربية غير عابئة بمراحل التخطيط الاستيطاني التي تقوم به “إسرائيل” على قدم وساق.

أعضاء هذه الجماعة ينادون بقتل العرب جميعهم بمن في ذلك نساؤهم وأطفالهم ويقومون أيضاً بالاعتداءات على قوات الاحتلال الإسرائيلية لأنها تحاول تفريق مظاهراتهم المنادية بقتل العرب.هذا هو السبب الذي جعل بعض الأطراف القضائية الإسرائيلية توصي: باعتبار منظمتهم خارج إطار القانون وتنظيماً إرهابياً مع العلم أن اللذين قدما هذه التوصية هما وزير القضاء يعقوب نئمان ووزير الأمن الداخلي يتسحاق أهارنوفيتش هما من اليمين المتشدد، ومثلما قُلنا إن السبب بالتوصية هو قيام أعضاء المنظمة بإزعاج الجيش الإسرائيلي وليس اعتداءاتهم على الفلسطينيين.

أيضاً ومثلما يقول المحلل العسكري الإسرائيلي البارز رون بن يشاي في مقال مطولٍ له على موقع “واينت”: أن بعض كبار ضباط الجيش الإسرائيلي والكثيرين من جنوده يدعمون مجرمي”فتيان التلال” فيما الآخرون من الضباط والجنود الذي هم أيضاً لا يعترضونهملأنهم يخشون من ارتباط هؤلاء باللوبي السياسي والقضائي الإسرائيلي الذي يدعم نشاطاتهم، لذلك لا يبدو رفض نتنياهو بمعاقبتهم مستغرباً.

أيضاً ووفقاً لنفس المحلل العسكري فإن بعض الجنود والضباط الإسرائيليين يزودون اليمين المتطرف بمعلومات مسبقة عن عمليات ينوي الجيش التي القيام بها لإخلاء بعض البؤر الاستيطانية. كذلك فإن ابن يشاي يؤكد: بأن نهج”قفازات الحرير” في التعامل مع العصابات الإرهابية هو الطاغي على نشاط المخابرات العامة وشرطة الاحتلال.

ما كتبناه يؤكد حقيقة “إسرائيل” العنصرية فهذا اليمين الفاشي الذي يظهر وينمو متصاعداً عرضاً وطولاً في دولتها، لم يكن ليجرؤ على ممارسة كل اعتداءاته لو تم لجمه، فالعكس من ذلك تماماً هو الذي يدور فهؤلاء هم الأداة التنفيذية لأولئك القابعين في أعالي الهرمين السياسي والقضائي الإسرائيلي والذين يؤيدون أيديولوجيا العصابات الفاشية الإسرائيلية، إلا أنهم ولأسباب سياسية بحتةلا يجرأون على التصريح بحقيقة آرائهم المتطرفة علناً خوفاً من انعكاسات هذه التصريحات سلباً على “إسرائيل”، التي تدّعي أنها “أم الديمقراطية” ليس على صعيد المنطقة فحسب وإنما على الصعيد الدولي.

ما يجري في “إسرائيل” ليس مستغرباً على الإطلاق، فالعصابات الإرهابية الصهيونية هي التي شكلت الجيش الإسرائيلي، والقضاء هو الذي أتاح للمخابرات الإسرائيلية تعذيب المعتقلين الفلسطينيين، وهو الذي حكم بغرامة قرش واحد على الضابط المسؤول عن مجزرة كفرقاسم، وهو الذي يحكم بأبسط الأحكام على المجرمين من الجنود الإسرائيليين الذي يقتلون فلسطينيين، علناً وبقصد واضح وسياسيو “إسرائيل” مثل ليبرمان يطالبون بقتل الفلسطينيين فهم “ليسوا بشراً” ونتنياهو كان واضحاً في كتابه “مكان تحت الشمس ” وهو يمارس نفس السياسات التي نادى بها، غير أن إخراجها وهو في منصبه كرئيس للوزراء يحاول تلطيفه غير أنه هذه المرّة وبدفاعه عن الإرهابيين الصهاينة كان واضحاً في حقيقته الإرهابية وصادقاً مع نفسه… وهذه هي “إسرائيل”.

كاتب فلسطيني

صحيفة الوطن العمانية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات