مساحة فلسطينية للتفاؤل بالعام الجديد

أيام معدودة وتدق عقارب الساعة معلنة ميلاد عام جديد.. فهل ما زلنا نملك مساحة للتفاؤل بعام فلسطيني خال من التجاذبات السياسية التي تحركها أجندات خارجية ومصالح فئوية ضيقة لشرائح استشرى فيها الفساد.
انعقاد اجتماع الإطار القيادي الوفاقي لمنظمة التحرير الفلسطينية المنوط به الوصول إلى صيغة توافقية لإصلاح المنظمة تنظيمياً وتفعيل دورها السياسي الذي تم تهميشه لصالح رموز متنفذة بالسلطة التي جاءت من خلال اتفاقيات أوسلو، ولفائدة رموز أجهزة تقتات على التنسيق الأمني المتواصل مع الكيان الصهيوني، وصولاً إلى برنامج سياسي توافقي، يعد خطوة إيجابية تحمل العديد من المضامين، فاختيار العاصمة الأردنية عمان لاجتماع الإطار القيادي لـ م.ت.ف هو إعلان فلسطيني لرفض فكرة الوطن البديل من قلب العاصمة الهاشمية، وتأكيد على العلاقات التاريخية الوثيقة بين الشعبين الشقيقين، وإعادة اعتبار لقضية اللاجئين الفلسطينيين والتي تضم الأردن التجمع الأكبر لهم، وهو – الاختيار – بمثابة إعادة إحياء للعلاقة الفلسطينية- الأردنية التي تضررت منذ خروج الفلسطينيين عن المسار التفاوضي المشترك الأردني- الفلسطيني وتوقيعهم اتفاقية أوسلو بشكل سري ومنفرد.
إن انعقاد الإطار القيادي المؤقت للمنظمة في الأردن والتوجه لإشراك الجاليات الفلسطينية في الخارج بانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني هو نجاح للقوى التي جاهدت من أجل إبقاء قضية اللاجئين الفلسطينيين حية ومتفاعلة في وقت بدا التنازل عنها وشيكاً.
معالجة الملفات الأخرى التي تضمنتها اتفاقيات المصالحة وأهمها ملف الاعتقال السياسي والمجلس التشريعي هي الترجمة الحقيقية لهذه الاتفاقيات على الأرض، وهي الحكم على مصداقية الأطراف خاصة فريق أوسلو في انتهاج المسار التصالحي الفلسطيني- الفلسطيني، ووفقاً لهذه المصداقية يمكن المضي قدما نحو تكريس الوحدة الوطنية الفصائلية والمجتمعية والسياسية في إطار برنامج مشترك ينطلق من الثوابت الوطنية الفلسطينية، ويركز على القواسم الكفاحية المشتركة لا على تأجيج عوامل الفتنة والتشرذم والتفتت والانقسام.
المصالحة التي حملت بشائرها الأيام الأخيرة من هذا العام الذي يرتب حقائب سفره إلى عمق التاريخ تبعث في النفس تفاؤلاً بأن يجتاز الشعب الفلسطيني هذه المحنة القاسية التي نتجت عن الانقسام، وينطلق مع مطلع العام الجديد إلى إعادة بناء مؤسساته الوطنية على أسس كفاحية تزامنا مع اتخاذ الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية «182» دولة قراراً يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتصدياً لمشروع القانون الصهيوني باعتبار القدس عاصمة أبدية للدولة العبرية واستمرار الاستيطان مما يضفي للمقاومة الفلسطينية بكافة الأشكال شرعية أممية عالية.
مع بداية العام الجديد ومع هذه المستجدات والتطورات ومع ما تشهده المنطقة العربية من ثورات الربيع العربي، لنطلق مساحة للتفاؤل والحلم المشروع بترسيخ المصالحة الوطنية وتوحيد الصف الوطني الفلسطيني.
صحيفة الوطن القطرية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...

الأمم المتحدة تحذّر من استخدام المساعدات في غزة كـ”طُعم” لتهجير السكان
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت هيئات الأمم المتحدة من مخاطر استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كوسيلة للضغط على السكان ودفعهم قسرًا للنزوح، مع...

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...