الطريق إلى منظمة التحرير

ليست مشاركة حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” في الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية مسألة عابرة، لكنها في الوقت نفسه ليست تحولاً نوعياً في مسار الوحدة الفلسطينية، بل مجرد خطوة أولى في الطريق إلى تحقيق ذلك.
وجود “حماس” و”فتح” في الاجتماع القيادي المؤقت للمنظمة يمثّل إنجازاً كبيراً للقضية الفلسطينية، ليس فقط على المسار الوحدوي، بل حتى على المستوى الأساسي الخاص في سياق النضال التحرري. فللمرة الأولى في التاريخ الفلسطيني يضم اجتماع القيادة الفلسطينية الحركتين الإسلاميتين اللتين كانتا إلى الأمس القريب تعيشان في نزاع مع المنظمة على الخيارات السياسية والاستراتيجية الخاصة بإدارة الصراع مع العدو “الإسرائيلي”.
المشاركة التاريخية لا تعني طي صفحة النزاع، ولا تعني أن الحركتين أصبحتا جزءاً من المنظمة وهيكليتها السياسية، وأنهما اعترفتا بميثاقها وبالاتفاقات التي وقعتها. ولعل هذه النقاط ستكون محل النقاش الأساسي في الطريق للوصول إلى ضم “حماس” و”الجهاد الإسلامي” إلى المنظمة. وقد أكد مسؤولو الحركتين أن المشاركة في الاجتماع الإطاري لا يعني الدخول الفعلي إلى المنظمة، واضعين مجموعة من الشروط لإتمام العمل في هذا المجال.
ما حدث ليس عابراً ويعد نقلة نوعية في العلاقات الفلسطينية، غير أن الطريق لن تكون مفروشة بالورود للوصول إلى التفاهم النهائي على إدخال الحركتين وغيرهما إلى منظمة التحرير التي من المفترض أن تمثّل الإطار القيادي الجامع للفصائل الفلسطينية كافة. الشروط لن تقف عند الحركتين، بل ستتمدد إقليمياً ودولياً، لتدخل معايير الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عنصراً أساسياً معطلاً في طريق هاتين الحركتين، إضافة إلى معايير بعض الفصائل الفلسطينية الأخرى التي تتعارض بشكل أساسي مع رغبات حركتي حماس والجهاد الإسلامي. على سبيل المثل، فإن حركة “فتح” والفصائل الأخرى الحالية في المنظمة لن تنظر إلى تعديل الميثاق بسلاسة في ظل الالتزامات التي قدمتها المنظمة منذ اتفاقات أوسلو إلى اليوم، والارتباطات المتصلة بهذه الالتزامات، وخصوصاً الدعم المالي المقدّم من الأطراف الدولية.
وإذا كان تم تجاوز مثل هذه النقط بحد أدنى من الحلول الوسط، التي لا تغضب خصوصاً المجتمع الدولي، فإن عملية توزيع الحصص داخل المنظمة سيكون محل خلاف، ولاسيما لصعوبة إجراء انتخابات المجلس الوطني في الظروف الحالية، أو ما قد يؤدي إلى اندثار بعض الفصائل التاريخية في حال تمت هذه الانتخابات. كذلك فإن الحصص ستكون مرتبطة بالمناصب القيادية في المنظمة، فدخول “حماس” خصوصاً، سيعني تقاسماً أساسياً للحصص في هيئات منظمة التحرير المختلفة، ولا سيما اللجنة التنفيذية، وهو أمر ليس سهلاً.
الطريق إلى منظمة التحرير لاتزال طويلة وغير ممهدة، ورغم المشاركة في الاجتماع القيادي المؤقت، فإن الوصول إلى النهاية لايزال طويلاً.
صحيفة الخليج الإماراتية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

27 شهيدًا و85 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 27 شهيدًا، و85 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ 24 ساعة الماضية؛ جراء العدوان...

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها...

الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم لليوم الـ103
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ103 على التوالي، ولليوم الـ90 على مخيم...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...

استطلاع: نتنياهو يحصل على 48 مقعدًا والمعارضة 62
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام كشف استطلاع رأي نشرته صحيفة معاريف، اليوم الجمعة، أن ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيحصل على 48 مقعدًا في...

الاحتلال يعترف بمقتل جنديين في اشتباكات رفح ويكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نشرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، تفاصيل ثقيلة لخسائر صفوف جنوده خلال اشتباكات وقعت يوم أمس في...

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، 4 فلسطينيين خلال اقتحامات متفرقة في مدينة الخليل جنوبي الضفة...