سوق الناصرة العريق: بين عزوف المتسوقين وعبء الضرائب

ورأى التجار أنه كان يفترض أن تضع البلدية خطة إشفاء شاملة وعصرية للحياة التجارية لسوق البلدة القديمة، لدعم التجار المتمسكين بمصالحهم، وتقديم التسهيلات داخل البلدة القديمة. وطالبوا بـ “إلغاء ضريبة المسقفات المتراكمة منذ السنوات الماضية”.

عوني أبوآمنة صاحب متجر صغير في السوق كان قد ترك السوق منذ العام 2004 الى كفر ياسيف، وذلك بناء على خطوة البلدية لإجراء الترميمات للسوق، حيث عاد قبل سبعة شهور لاستئناف عمله في سوق الناصرة الا أنه يندب حظه ويستهجن خطوة البلدية بزيادة أعباء الضرائب على سوق يفتقر لأي حراك تجاري.

ويقول: منذ عام 2004 أعلمتنا البلدية باننا معفيون من ضريبة”الأرنونا” خلال سنوات الترميم الأربع القادمة، إلا انها فاجأتنا اليوم وبعد سبع سنوات لتطالبنا بتسديد الضرائب بما فيها عن تلك السنوات، علما أن السوق يشهد حالة ركود غير مسبوقة بسبب ذلك الترميم والمخطط الفاشل، وتساءل آبو امنة ذا كان هذا المشروع لتشجيع السياحة فماذا عن الذين لايعملون بالسياحة، ناهيك عن انعدام مواقف للسيارات والمخالفات التي يتلاقاها الزبائن، وبالتالي هذا يؤثر على حراك السوق لحد كبير، كما وطالب أبو آمنة البلدية بالعمل وفق خطة إشفاء شاملة وعصرية للحياة التجارية لسوق البلدة القديمة ووضع جميع التسهيلات لحمايتهم وبقائهم داخل البلدة القديمة،واضاف اذا لم يتم سنقوم بتسليم محلاتنا بعد ان تحول السوق الى مقبرة.

عضو البلدية عن كتلة تجمع الإصلاح والتغيير المحامي يوسف نخاش استعرض بدوره الآثار والعواقب الاقتصادية وآثارها على السوق القديم كأحد أهم معالم المدينة التاريخية، وبصفته مصدر اقتصادي معيشي لقطاع كبير من المواطنين، وقال: أن ضريبة المسقفات (الأرنونا) الجديدة تشكل تجاوزا للقانون، وإجحافا بحق مواطني المدينة ويجب إلغاؤها وإعادة بحثها بصورة معمقة وجذرية وليس عشوائيا و العمل على تخفيضها، واعتبر نخاش أن زيادة الضريبة في بعض بنودها يتجاوز النسبة القانونية التي نصت عليها تعليمات وزارة الداخلية. كما أن الاقتراح وانعدام تفاصيل أساسية ضمن النص يتعارض مع تعليمات مدير عام وزارة الداخلية عام 2008.

من جانبه، استعرض عضو اللجنة المركزية للتجمع ،وائل عمري، المخاطر المحدقة بالمواطنين جراء سياسات البلدية، لاسيما السوق والبلدة القديمة، وحذر من ان المخطط سيدفع الكثيرين إلى الهجرة عن المدينة، وقال: الضريبة المفروضة على السكن في الناصرة تعادل تقريبا الضريبة المفروضة في “نتسيرت عيليت”، أما المصالح التجارية والصناعية فقيمتها في “نتسيرت عيليت” تقل بعشرات الشواقل للمتر المربع الواحد عن الضريبة المفروضة على الكراجات والورش في الناصرة، إضافة الى الفنادق وغيرها من مصالح تجارية وصناعية. وتساءل عمري هل الخدمات التي نحصل عليها في الناصرة هي نفس الخدمات التي يتلقاها المواطن في نتسيرت عليت، وحذر عمري عمري من تزايد الهجرة،   وقال إنه بحسب الاحصائيات الرسمية فان 2000 مواطن يهجرون الناصرة سنويا بسبب ضيق العيش وانعدام الفرص وقسائم البناء.

توفيق مصاروة عضو البلدية عن تجمع الإصلاح والتغيير قال إن قرار البلدية لا يرتكز على معطيات علمية ومهنية، ومن شأنه أن يزيد الواقع الاقتصادي والاجتماعي في المدينة سوءا، ولن يسهم في تقليص العجز المالي للبلدية، بدل تنجيع عملها وتقليص رواتب تدفع لما يزيد عن ألف مستخدم ببضع مئات!

وتابع مصاروة أن مجمل ما تضمنته هذه النقاط المتعلقة باعتراضنا ، وبشرح مستفيض وموضوعي وتفصيلي وهادئ، قدمته كتلة تجمع الاصلاح والتغيير أثناء الجلسة، إلا أن السيد جرايسي، مستندا لأغلبيته المطلقة داخل المجلس البلدي، عرض اقتراح القانون على التصويت والذي حظي بموافقة جميع أعضاء كتلة الجبهة، إضافة إلى تصويت أربعة أعضاء من الموحدة، ومعارضة كتلة تجمع الاصلاح والتغيير.

وعقب الناطق باسم البلدية، سهيل دياب، على رسالة التجار بدعوتهم لعقد جلسة مع إدارة البلدية لطرح القضايا ووضع خطة للتعامل معها على أساس القانون ومصلحة السكان. موضحا أن أمر الضريبة تم إقراره في المجلس البلدي بأغلبيّة ساحقة من كتلتي جبهة الناصرة الديمقراطية وقائمة الناصرة الموحدة (17 عضو من اصل 19) أي شبه إجماع المجلس البلدي. ودافع ذياب عن القرار مشيرا إلى أن القرار يتضمن تخفيضات للبلدة القديمة التي تعتبر “منطقة مفضلة” حيث فرضت رسوم ضريبية للبلدة القديمة تقل بِ 35% من الفرض على باقي الأماكن الأخرى في المدينة.

وأضاف أن البلدية تقوم بتطوير وإحياء البلدة القديمة بكل الوسائل، هنالك عدد من المشاريع المرتبطة بالبلد القديمة، منها رزمة التشجيع بالتعاون مع وزارة السياحة لإقامة غرف ضيافة ومشاريع اقتصادية ذات وجهة سياحية مع تخفيضات ضريبية لِ 4 سنوات ضمن سلّم زمني، وعليه فان كل صاحب محل تجاري أو بيت في البلدة القديمة يمكنه التوجه لقسم الجباية في البلدية ويقوم بالإطلاع على مجمل التخفيضات التي يستحقها وان يقوم بالتالي بترتيب دفع الضريبة العامة. اذ ان كل شاقل يدخل البلدية سيتحول الى مشاريع هامة لصالح سكان المدينة.

عرب48، 23/12/2011