الأحد 11/مايو/2025

مشعل: لا يستطيع أحد الآن الانفراد بإدارة مؤسسات السلطة والمنظمة

مشعل: لا يستطيع أحد الآن الانفراد بإدارة مؤسسات السلطة والمنظمة
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” خالد مشعل؛ إن المصالحة الوطنية بالنسبة لحماس “هي ضرورة وليست مصلحة عابرة، وإن الانقسام حالة طارئة واستثنائية”.

وفي حوار خاص ومطول مع “المركز الفلسطيني للإعلام” الخميس (22-12)، أبدى مشعل تفاؤله بالمرحلة المقبلة، وقال: “متفائلون تفاؤلَ من يعمل وليس من ينتظر وآن الأوان لأن نطوي صفحة الانقسام”.

وبشأن الجديد والتطور الذي دفع بملف المصالحة إلى هذه المرحلة، قال مشعل: “هناك ظروف نضجت للخروج من حالة الانقسام، وعدة عوامل أنضجتها”.

وتاليًا نص الحوار كاملا:

·        كثيرون باركوا لحماس وفتح ما تم إنجازه في ملف المصالحة، ألا تعتقد أن المباركة لا زالت مبكرة باعتبار أنكم لا زلتم في الحكومة الأولى؟

·        المباركة ضرورية، وفرص النجاح عالية، وأنا متفائل، ولكن تفاؤل من يعمل وليس من ينتظر، ودعوتي للجميع أن نتعاون في إنجاح هذا المشروع لأجل شعبنا وقضيتنا، وآن الأوان لأن نطوي صفحة الانقسام، هذه الصفحة التي أرهقتنا جميعًا، ونأمل في أن ننجز هذا المشروع في أقرب وقت ممكن.

·        ولكن لعل أول ما يتبادر إلى أذهان أنصار حماس وتحديدًا في الضفة الغربية في هذه الأجواء الايجابية هو موضوع المعتقلين السياسيين، ماذا تقول في شأنهم؟

·        خلال لقائي بالأخ أبي مازن، أكدنا على ضرورة غلق هذا الملف بسرعة، ودخلنا في تفاصيل الملف، وآمل أن يتم هذا الأمر في الأيام القليل القادمة، ولذلك عمليًّا شكّلت لجنة فصائلية تحت عنوان “الحريات السياسية” وبإشراف مصري، وهو دور نرحب به؛ فالإخوة المصريون لهم دور مقدر وكبير وهو موضع شكر، ولكن هذا لا يغني عن تعاوننا المباشر لإنهاء هذا الملف نحن وحركة فتح وباقي الفصائل .

·        تتحدثون بآمال وتمنيات طيبة، ولكن ماذا عن التجارب السابقة؟

·        نحن حريصون أن نتكلم بواقعية إيجابية، وأنا كما أقدر بأن الانسان الفلسطيني والعربي والمسلم ينتقد البطء وخيبة الأمل لديه، والضيق من التباطؤ في تطبيق المصالحة، أتمنى منه في المقابل استحضار حجم العوائق الداخلية والخارجية، الموضوعية والذاتية، فهناك أطراف عديدة خاصة من عدونا الصهيوني ومن القوى الغربية التي تضع اشتراطات وتلوح بالعقوبات وتهدد الشعب بمنع الأموال في حال ذهبوا إلى المصالحة، واستحضار إرث السنوات القاسية التي أغرقتنا في وحل الانقسام وعانينا منه في الأعوام الماضية، فالخروج منه ليس سهلا، وكذلك هناك أخطاء وعوامل ذاتية في تحمل المسؤولية عنها بدرجات متفاوتة كلها، ولكن أقول اليوم نضج الظرف حقيقة للخروج من حال الانقسام.

·        ما الذي أنضجها؟

هناك عدة عوامل أنضجتها؛ أولها أن الانقسام أصبح عبئًا علينا جميعًا كفلسطينيين وهو حالة استثنائية مؤقتة فرضت علينا و بالتالي حالة مؤقتة وليست دائمة، وثانيًا إن الافق السياسي مغلق، فمن كان يمكن أن يعتبر المصالحة ليست أولوية، اكتشف أنه لا يستطيع أن يبقى في هذا المربع وأن هذا المشروع وصل إلى طريق مسدود وأنه لا غنى له عن الالتفات للوضع الداخل”.

أما العامل الثالث فهو انشغال المنطقة بالربيع العربي الجميل، وإن كان صرف الأنظار مؤقتًا عن القضية الفلسطينية، ومن حق الشعوب لعربية الانشغال بهمومها المحلية والوطنية ولكن ليست بديلا عن فلسطين، وهذا أعطانا رسالة وردًّا مهمًّا بأن علينا كفلسطينيين أن ننشغل ببيتنا الداخلي، ويجب أن أشير إلى عامل مهم آخر، وهو الثورة المصرية العظيمة التي غيرت الروح في مصر وبالتالي أثرت في إدارة هذا الملف بنفس جديد وهذا ما نقدره كفلسطينيين.

·        لغط كثير أثير حول انضمام حماس والجهاد الإسلامي لمنظمة التحرير، هل من الممكن توضيح هذه المسألة؟

·        الموضوع ليس عملية انضمام، هناك اتفاق في ملف المصالحة له عدة عناوين متعددة، منه عنوان السلطة وتوحيد مؤسساتها وإنهاء الانقسام على الأرض والانقسام السياسي في مؤسسات السلطة وبناها التنظيمية والأمنية والسياسية، وهناك أيضًا عنوان متعلق بالمنظمة، بأنه لا بد من تفعيل وإعادة بناء المنظمة من خلال انتخاب مجلس وطني جديد ولجنة تنفيذية جديدة، إذًا، هناك مشروع كلنا توافقنا عليه، وليس انضمام أحد للآخر”، الآن هناك مرحلة انتقالية من خلال ما سمّي بلجنة المنظمة أو الإطار القيادي المؤقت والجميع يشترك فيه وصولا لانتخابات المجلس الوطني، وهو أمر متفق عليه منذ اتفاق مارس 2005، واتفقت مع الأخ أبو مازن على موعد 22-12، وتم بحمد الله وسنلتقي مجددًا في الثاني من شباط/فبراير القادم، وقبل هذا الموعد ستكون تحضيرات بلجان متعددة حتى نرتب ونسوي الأمور ونحضر لعملية الانتخابات وانتخابات المجلس الوطني في الداخل والخارج، ونحن نقول: الآن لا أحد يستطيع الانفراد بالقرار السياسي ولا الانفراد بإدارة مؤسسات السلطة والمنظمة.

·        هناك من يقول إن حماس بدخولها الإطار القيادي للمنظمة ستعترف بالكيان الصهيوني، بماذا تعلق؟

·          دعني أقول أولا بأن العدو الصهيوني أعفانا بأن نختلف بالسياسة في الوقت الحاضر، فالطريق مسدود، وحكومة الاحتلال متعنتة، والولايات المتحدة الأمريكية منشغلة عنا بانتخاباتها، والعالم حاليًّا يدرك من هي العقبة الحقيقة في طريق السلام، ولكن يقف إما عاجزًا أو منافقًا ولا يضغط على الطرف الذي يتحمل تعطيل كل الجهود التي بذلت.

هناك أولويات نحن مشغولون بها الآن، وعندما نستكمل مؤسسات المنظمة ونعيد بناءها وفق صناديق الاقتراع والانتخابات، عندها نتدارس سياسات المنظمة وبرنامجها السياسي، والحديث عن البرنامج السياسي للمنظمة بكل تفاصيله ومفرداته  يحتاج لوقت من ناحية، ومن ناحية أخرى إنضاجه أكثر يكون عندما نستكمل مؤسسات المنظمة.

·         قرار المصالحة وإنهاء الانقسام بهذه السرعة، ألم يكن مفاجئًا؟

·        المصالحة ضرورة وليست حاجة عابرة ولا تتغير بتغير الظروف وهي ضرورة مبدئية وضرورة وطنية، والانقسام حالة طارئة، وبالتالي الدوافع الموجبة للمصالحة كبيرة ولكن عوامل الشد العكسي هائلة خاصة التدخلات الخارجية، وعقب الانقسام مباشرة اتصلت بأطراف عربية على رأسها الطرف المصري، وقلت لهم نحن جاهزون لتسوية ما جرى لأن ما حدث لم يكن خيارنا إنما اضطررنا له رغمًا عنا، وبالتالي نحن امتلكما الرغبة والنية والإرادة نحو المصالحة من اليوم الأول، نعم جرت إعاقات طيلة سنوات الانقسام، ولكن عندما تغيرت الظروف، انعكس ظلال ذلك بإيجابية على هذا الملف وساعد في تقريب المسافات ووضعنا في هذا المناخ الإيجابي.

هل حماس جاهزة للانتخابات في أيار القادم، وقد أصاب تنظيمها ما أصابه في الضفة الغربية؟

         نعم صحيح نحن اتفقنا أن الانتخابات في مايو/أيار القادم، ولكن لا بد من توفير الأجواء الطبيعية في الضفة والقطاع على حد سواء، وتوفير فرص متكافئة للجميع وإتاحة حرية العمل والحرية السياسية حتى نستطيع الاشتراك في الانتخابات، أما إذا كانت أيدينا مغلولة وغُيب البعض ومُنع البعض، فلا معنى للانتخابات، ولذلك نرى أن الإسراع في تطبيع المصالحة وإنجاز حكومة وحدة وطنية يقربنا من توفير هذه الأجواء، وما يهمني تحديدًا ألا تكون إعاقات فلسطينية – فلسطينية لعملية الانتخابات وهذا الأمر بأيدينا، أما المعيقات الصهيونية، فهذا احتلال ومتوقع منه ذلك.

·        ومتى ستبصر حكومة الوحدة الوطنية النور، ولماذا ربط إنجازها برغبة محمود عباس؟ أم أنه من الممكن إجراء الانتخابات في ظل حكومتين؟

·        استمرار وجود حكومتين هو استمرار للانقسام، ولا يمكن أن نذهب إلى انتخابات إلا في ظل حكومة وحدة وطنية، لكن في اللقاءات الاخيرة مع أبو مازن لمست أن هناك اعتبارات ظرفية في السياق العام، ووجدنا أن ثمة منطقًا في بعض التأني الذي لا يعطل الخطوة، وآمل أن لا يطول ذلك، ولذلك ثٌبّت في اجتماع الفصائل أنه مع نهاية يناير القادم ستكون الظروف قد نضجت، وبالتالي ندخل فبراير بخطوات عملية في بناء الحكومة.

·        ما الذي تغير إقليميًّا ودوليًّا لتحقيق هذا الإنجاز، وما هو دور الربيع العربي في ذلك، وكيف سيتعامل الغرب معه برأيكم؟

·        أولا، لا بد من القول إن هناك فارقين جعلا السلوك الأمريكي والغربي يختلف عند الحالة الفلسطينية، الفارق الأول فارق “إسرائيل” ذلك الكيان الذي -للأسف- عنده تضطرب المواقف الغربية وتبدو في أسوأ حالاتها من ازدواجية للمعايير ومخالفة للقيم السياسية التي يؤمنون به في عالم السياسة والديموقراطية، أما الفارق الثاني فهو فارق الظرف الحالي، فما يجري في المنطقة الآن أكبر من أن تتجاهله الولايات المتحدة أو تتصدى له، فما جرى ليس تجربة ديموقراطية في بلد عربي أو إسلامي من خلال ظاهرة عابرة فتعمد لتغييرها أو عزلها ولا تعترف بمخرجاتها، بل هناك الآن تسونامي ديموقراطي، وإرادة لشعوب عربية تعبر عن تطلعاتها،

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات