الثلاثاء 13/مايو/2025

منصور: هناك من يعطّل المصالحة والأجواء في الضفة محبطة (مقابلة)

منصور: هناك من يعطّل المصالحة والأجواء في الضفة محبطة (مقابلة)

عبرت النائب عن كتلة التغيير والإصلاح في مدينة نابلس منى منصور عن إحباطها الشديد من الأجواء التي تمر بها الضفة الغربية بعد سلسلة اللقاءات التي وصفت بالناجحة بين حركتي حماس وفتح بالقاهرة الشهر الماضي.

واعتبرت منصور أن ما تم الاتفاق عليه لم تطبق أيٌّ من بنوده خصوصًا ملف المختطفين في سجون السلطة الفلسطينية.

وأضافت منصور خلال حوار أجراه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” في مدينة نابلس الثلاثاء (13-12) إن الأجواء الإيجابية التي سادت لقاءات القاهرة لم تنعكس بالمطلق على الضفة الغربية وبأن هذه الأجواء لم تصل بعد، وهنالك من يعطلها.

وتابعت: “الحريات كلها مضيّق عليها والمؤسسات ما زالت مغلقة، والملاحقات الأمنية في ازدياد”، مشيرة إلى أنه “من المؤشرات الخطيرة التي تصلنا هو تعرض عدد كبير من المختطفين للتعذيب على يد الأجهزة الأمنية خلال التحقيق معهم على خلفية نشاطهم السياسي”.
 
وتاليًا نص المقابلة كاملة:

·        كيف  تصفين الأجواء في الضفة الغربية بعد لقاء عباس-مشعل الأخير في القاهرة؟

·        بصدق وبصراحة؛ لم نلمس أية أجواء حقيقية للمصالحة، وللأسف الشديد سمعنا بهذه الأخبار عبر وسائل الإعلام ولكننا لم نلمس شيئًا واقعًا على الأرض حتى الآن؛ فالمعتقلون ما زالوا في السجون بل ازداد عددهم بعد اللقاء، والحريات كلها مضيّق عليها، والمؤسسات ما زالت مغلقة، والملاحقات الأمنية في ازدياد، والفصل الوظيفي على خليفة الانتماء السياسي ما زال مستمرًّا.

·        ما هي المؤشرات برأيك التي ستوفر أجواء من المصالحة الحقيقية؟

·        الأجواء الإيجابية هي التي يجب أن تسود؛ فيجب التوقف عن الاعتقالات السياسية وهذا يعد مؤشرًا حقيقيًّا لأجواء حقيقية، ولكن للأسف الذي حدث أن الاستدعاءات ازدادت وتيرتها بشكل كبير هذا عدا عن الاعتقالات، وما زال المختطفون يعرضون على المحاكم المدنية وظن البعض أنها ستكون أفضل من المحاكم العسكرية، ولكنها أسوأ للأسف من التي سبقتها.

ومن المؤشرات الخطيرة التي تصلنا هو تعرض عدد كبير من المختطفين للتعذيب على يد الأجهزة الأمنية خلال التحقيق معهم على خلفية نشاطهم السياسي، وتتنوع هذه الأساليب من الشبح المتواصل والضرب بالعصي أو ما يسمى “بالفلقات”.

وكل ما نسمع به الآن في الإعلام هو إجراء الانتخابات بشهر مايو من العام القادم، وكأن الملفات العالقة قد حلت جميعها وبقي هذا الملف، وبرأيي إن البعض يراهن على أنه بعقده لهذه الانتخابات بشكل سريع سيخرج حماس من الباب التي دخلت منه ألا وهو الانتخابات.

·        برأيك ما هو السبب الحقيقي وراء ازدياد عدد حالات الاعتقال السياسي في الضفة خصوصًا بعد الأجواء الإيجابية التي سادت لقاء عباس-مشعل؟

·        المعادلة في الضفة الغربية متشعبة نوعًا ما، فهنالك عدة أطراف تعمل في الساحة، وكل طرف من هذه الأطراف في واد والآخر في واد، ولهم مصالح مشتركة كالأجهزة الأمنية مثلا.

وبذكرنا للأجهزة الأمنية فهي غير معنية بالمصالحة بالمطلق، فهم يعتاشون على هذه الاعتقالات، فإذا توقفت فما هو العمل المطلوب منهم؟

ويجب علينا أن لا ننسى أنه هنالك أطراف في الأجهزة الأمنية تخشى من أن يتم محاسبتها بعد إتمام عملية المصالحة، ولذلك فهي غير مستعدة لدفع ثمن ما ارتكبت من جرائم بحق المختطفين السياسيين في سجونها.

ويمكننا أن نضيف إلى العوامل السابقة، جملة الضغوط الدولية التي تتعرض لها السلطة من قبل أمريكا والكيان من أجل عدم إكمال المصالحة، فهذه الأطراف لها دور مهم بوجهة نظري في عدم تطبيق أهم بنود المصالحة ألا وهو ملف المختطفين السياسيين.

·        ما هو المخرج لأزمة المختطفين السياسيين برأيك؟

·        برأيي أنه لا يوجد أفضل من المصارحة وليس المصالحة، وكما فهنا من الإخوة الذين التقوا بوفد فتح في القاهرة قالوا لنا أنهم لمسوا جدية في المصالحة، ولكننا لم نلمس هذه الجدية هنا على أرض الواقع.

والمطلوب هو أن يخرج رئيس السلطة محمود عباس ويصارح شعبه، لأننا نلاحظ زيارات مكوكية متكررة من قبل زعماء ولجان متعددة ولم نلمس نتائج إيجابية على الأرض لهذا الحراك الدبلوماسي.

وهنا أحذر من أنه وصلتنا بعض المعلومات التي لم نتأكد منها بشكل كامل، من أنه لن يطلق سراح أي مختطف سياسي قبل تاريخ 15/1/2012 وهو موعد اجتماع اللجنة الرباعية الدولية، وهذا إن صح فهو دليل على الضغوط الكبيرة التي تمارس ضد السلطة في هذا الموضوع.

·        ما هي رسالتك للمختطفين السياسيين وأهاليهم؟

·        هذا الملف أدمى قلوبنا كنواب للمجلس التشريعي، وللأسف فقد أغلقت بوجهنا السبل في محاولات حله والتخفيف عن الأهالي، وأصبحنا نخجل منه للأسف الشديد لعدم قدرتنا على إحراز أي تقدم به، كل ما أطلبه من المختطفين وأهاليهم هو استذكار موقف رسولنا صلى الله عليه وسلم عندما كان يعذَّب آل ياسر، وكان يمر عليهم رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وهو قادر بعد مشيئة الله أن يفك محنتهم ويخفف عنهم، إلا أنه قد قال لهم :”صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة”.

هذا المثال العظيم لرسولنا الكريم يجب أن يكون لنا قدوة في الثبات على مواقفنا وأن نسال الله تعالى الأجر والعافية والثبات على دينه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات