الثلاثاء 13/مايو/2025

الرئيس عباس بين اللجنة الرباعية والتفاهم مع حماس

الرئيس عباس بين اللجنة الرباعية والتفاهم مع حماس

من المقرّر أن يعقد ديفيد هيل المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط والوفد المرافق من اللجنة الدولية الرباعية اليوم الثلاثاء، سلسلة لقاءات منفصلة مع عدد من كبار المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين، للبحث معهم في إمكانية العودة إلى طاولة المفاوضات بعد مرور أكثر من عام على وقفها بسبب رفض حكومة الاحتلال تمديد فترة تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة.

هدف اللجنة الرباعية بسيط. فهي تريد أن تلتزم «إسرائيل» خطياً في رؤيتها لحدود الدولة الفلسطينية المستقلة المجاورة التي يدعمها المجتمع الدولي. فقد رفضت حكومة نتانياهو في الإجابة عن هذا السؤال خلال المفاوضات السابقة وترى اللجنة أن اشتراط “إسرائيل” أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح وأن يعترف الفلسطينيون بـ«إسرائيل» كدولة يهودية لا ينبغي أن يمنع الإسرائيليين من توضيح ماهية رؤيتهم لحدود الدولة الفلسطينية وكيفية تنظيم الأمن الإسرائيلي.

يوم 24 ديسمبر الجاري سوف يعقد لقاء يضم جميع الفصائل الفلسطينية على طرفي الانقسام، ومن المفترض أن ينصب البحث على ضرورة تنفيذ اتفاق 4 مايو 2011، الذي وقعت عليه بالإجماع فصائل المقاومة الفلسطينية والشخصيات الوطنية، والمعطل حتى الآن عن التنفيذ بعد ثمانية شهور ضاعت على الشعب الفلسطيني.

أعلن الرئيس محمود عباس أن يوم 4 مايو 2012 سيشهد انتخابات برلمانية ورئاسية جديدة في الضفة الغربية وقطاع غزة تشارك فيها كل الأطراف بما فيها حماس وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية ولكن هذا يفترض، أن يكون عباس قد عالج الانقسام مع حركة حماس، وتوصل معها إلى اتفاق يعيد الوحدة الداخلية الفلسطينية. حتى يمكن تحقيق ذلك يُقال إن حماس وفتح ينبغي أن تتفقا على استخدام المقاومة الشعبية (عكس المقاومة المسلحة) كوسيلة لتحقيق استقلال فلسطين، وأن تبدي حماس استعدادها لمراجعة موقفها في شأن الاعتراف ب”إسرائيل”، وأن التفاهمات على إجراء الانتخابات ستؤدي لتحقيق أهداف مرحلية أكثر أهمية، لأنه إذا نجحت الانتخابات بتوحيد الفلسطينيين، فإن هذا سيمكنهما من توحيد الفلسطينيين في حملة منسقة غير عنيفة لإنهاء هذا الاحتلال.

بالمقابل يشكل الارتباط الأمني بين السلطة في رام الله و”إسرائيل” ومواصلة الرهان على نتائج الانتخابات القادمة في “إسرائيل” وأميركا علها تأتي بجديد، من أكبر العقبات التي ينبغي تجاوزها لتحقيق المصالحة، ولكن فك الارتباط الأمني يعني بالضرورة إنهاء العمل باتفاقيات أوسلو وملحقاتها وإنهاء لمؤسسات سلطة أوسلو المقامة بموافقة “إسرائيل” والمجيء بسلطة بديلة رغماً عنها، ومن غير المحتمل أن يقدم عباس على هكذا خطوة، وإنما يراهن على أن الكنيست الإسرائيلية سترحل في السنة المقبلة، وأن “إسرائيل” ستشهد انتخابات مبكرة، تعيد إلى الحكم حزب «كاديما» أو حزب «العمل»، مما يفتح الباب للعودة إلى المفاوضات.

صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات