الإثنين 12/مايو/2025

مقبرة شهداء الجيش العراقي بجنين .. تاريخٌ سُطّر بالدم (تقرير)

مقبرة شهداء الجيش العراقي بجنين .. تاريخٌ سُطّر بالدم (تقرير)

على الرغم من مرور أكثر من 61 عامًا على نكبة فلسطين عام 1948م، إلا أن الفلسطينيين لا يزالون يستذكرون بطولات الجيش العراقي الذي تمركز في مدينة جنين شمالي الضفة المحتلة.

وكانت عصابات الصهاينة قد احتلت مدينة جنين وقراها عام 1948م إلا أن الجيش العراقي استطاع استعادة المحافظة بشكل كامل رغم الأوامر التي تلقاها قائد الجيش بالانسحاب من المنطقة مما سمي بجيش الإنقاذ العربي في ذلك الوقت وكاد أن يحرر مدينة حيفا حيث كان سهل مرج بن عامر مفتوحًا أمامه لولا الأوامر التي وصلت للجيش بالتوقف عن القتال من قبل قيادته في بغداد والتهديدات التي تلقاها الجيش بقطع الإمدادات عنه في حال إكمال مسيره.

خمسون جنديًّا شهيدًا

واستشهد في هذه المعركة أكثر من خمسين جنديًّا عراقيًّا بين جنود وضباط ودفنوا في مقبرة خاصة لهم بالقرب من بلدة قباطية جنوب مدينة جنين.

ووضعت الشواهد على قبور الشهداء بأسمائهم ورتبهم العسكرية، فيما يتوافد المواطنون بشكل دوري لقراءة الفاتحة على روح الشهداء مستذكرين بطولاتهم التي ساهمت في تحرير مدينة جنين على يد كتيبة واحدة فقط.

شرف الأمة

ويقول أحد كبار السن والذي التقاه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” داخل المقبرة: “هؤلاء الأبطال هم شرف الأمة، فهم دافعوا عنا حتى الشهادة في وقت كنا فيه بأمس الحاجة للمساعدة”.

ويضيف: “لقد وقف الجيش العراقي بجانبنا في وقت تخاذلت فيه الجيوش العربية عن نصرتنا في المعركة، وبقي حتى النهاية، ودفع ثمنًا كبيرًا لذلك”.

وقال مواطن آخر متسائلا: “هل كان الجيش العراقي موجودًا في معركة 48م؟ هذه المعلومة أسمعها لأول مرة، ولأول مرة أعرف أن هنالك مقبرة لجيش عربي في فلسطين، ولولا الصدفة التي قادتني للوقوف بجانب المقبرة لشراء بعض الحاجيات لم أكن لأعلم هذه المعلومة”.

اهتمام متواصل

وتحتوي المقبرة على أسماء الشهداء، حيث تُعرف أسماء 30 شهيدًا وهنالك أكثر من 20 آخرين مجهولي الهوية، وتحتوي شواهد القبور أيضًا من أي المدن هم؛ حيث تنوعت المدن العراقية بين الجنوب كالديوانية والوسط كبغداد والشمال ككركوك والموصل وأربيل.

ويقوم مواطنو بلدة قباطية بشكل دوري بالاعتناء بالمقبرة؛ حيث يتم تنظيفها من الحشائش، وصيانتها بشكل دوري.

وتقوم فعاليات كثيرة في الضفة الغربية بزيارة المقبرة بشكل دوري للتعريف بأهميتها وتاريخ هؤلاء الجنود كما قال لنا أحد المتواجدين بالمكان.

والتقطت عدسة “المركز الفلسطيني للإعلام” صورًا عديدة للمقبرة:

 

 

 
 

 

 

 
 

 

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات