الإثنين 12/مايو/2025

المصريون يهزمون إسرائيل

المصريون يهزمون إسرائيل

سجل المصريون نصراً تاريخياً، لا يحسب لهم، بل لأمتهم العربية جمعاء. لقد ظل الإسرائيليون يتغنون بأنهم “واحة الديمقراطية” الوحيدة في الشرق الأوسط، وإنهم “حملة مشاعل حرية الجماهير في التعبير” عن رأيها. كان إحجام معظم الناخبين المصريين عن المشاركة في الانتخابات نتيجة اليأس من نزاهتها برهاناً آخر يستخدمه الإسرائيليون لتثبيت صورتهم المتفوقة لدى الغرب.

خروج معظم الناخبين المصريين في انتخابات الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين يقدم سجلاً حياً مصوراً ومذاعاً على العالم كله يثبت أن هذا الشعب العربي يميز بحسه الصادق بين انتخابات مزيفة محسوم أمرها مسبقاً قبل فتح الصناديق.

وبالتالي فلا داعي لإجهاد النفس بالتوجه إلى لجنة الانتخابات، وبين تجربة انتخابية صادقة يشرف عليها القضاة بحق، ويحمي صناديقها ضباط من الجيش الذي تعهد بضمان انتخابات نزيهة.

سألتني القناة الأولى بالتلفزيون المصري عن مقال كنت قد نشرته عام 2005 أثناء الانتخابات أعترض فيه على تصريح لرئيس الوزراء آنذاك د. أحمد نظيف، قال فيه إن الشعب المصري غير ناضج لممارسة الديمقراطية.

قالت المذيعة ماذا تقول لرئيس الوزراء لو نشرت مقالاً مماثلاً اليوم؟ من البداية كانت وجهة نظري هي أن جماهير الشعب المصري سواء المتعلم منها أو الأمي تدرك مصالحها الوطنية والطبقية والشخصية جيداً، وبالتالي فهي تميز بين المرشح القادم ليخطب ودها، وبين المرشح النزيه الأمين الذي يريد أن يخدم وطنه وأمته، وأن يقدم خبراته في مجالي التشريع وسن القوانين اللازمة للتقدم والرقابة على أعمال الحكومة.

في تقديري أن ادعاء رئيس الوزراء بأن الشعب غير جاهز للديمقراطية كان وسيلة لتخويف الغرب من الدعوة للديمقراطية من ناحية، وإقناعه بأن صيغة الحكم القائمة في مصر آنذاك هي أفضل الصيغ المتوافقة مع زعم عدم جهوزية الشعب للديمقراطية. إن التقديرات الأولى تشير إلى طوابير النساء المحجبات والسافرات وطوابير الشيوخ والعجائز وطوابير الرجال والشباب، قد مثلت أكثر من سبعين في المائة من عدد الناخبين.

هذه الطوابير التي امتدت لمسافة كيلومترات حول اللجان رغم هطول الأمطار والبرد هي برهان قاطع على بطلان مقولة عدم جهوزية الشعب للديمقراطية، وعدم اهتمامه بممارسة حقه في الإدلاء بصوته. اليوم على “إسرائيل” أن تخجل من ادعائها بأنها واحة الديمقراطية الوحيدة وأن جمهورها هو الجمهور الوحيد الذي يحرص على التوجه بأعداد كبيرة إلى صناديق الانتخاب.

وأعتقد أن خروج أكثر الناخبين يشير إلى قضية شديدة الأهمية، وهي أن غالبية الشعب قد قررت اختيار المسار السياسي للتعبير عن إرادتها وخياراتها بعيداً عن مسار التظاهر والتجمع في مليونيات، وهو أمر يعني أن مصر قد اقتربت من اللحظة التي سيتم فيها التوافق بين الشباب المتظاهرين وبين البرلمان المنتخب من ناحية، وبين المجلس العسكري من ناحية ثانية على إقرار الانطلاق إلى الأمام نحو لحظة الانتخابات الرئاسية ليتفرغ المجلس العسكري لمهامه في الدفاع عن الوطن وتنتقل السلطة التشريعية والتنفيذية إلى برلمان ورئيس منتخبين.

صحيفة الاتحاد الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات