الأحد 11/مايو/2025

أسئلة المصالحة الفلسطينية

أسئلة المصالحة الفلسطينية

طرح لقاء القاهرة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس يوم الـ24 من شهر نوفمبر 2011 جملة من الأسئلة والإحالات بعد أن أعلن عن التوصل إلى جدول زمني للمصالحة ينتهي في شهر مايو 2012 بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وانتخابات للمجلس الوطني.

هناك تحديات كثيرة خارجية وموضوعية تتصل بالواقع الفلسطيني المنقسم حاضراً ومنذ نحو خمسة أعوام.

من التحديات هو كيفية مواجهة قرار الاحتلال بعدم تقديم مستحقات السلطة الفلسطينية التي يجمعها الاحتلال. وهناك قرارات وإرادة الولايات المتحدة والدول الأوروبية المانحة التي ترفض المصالحة والوحدة وتهدد بوقف المساعدات عن السلطة وتمويلها إن حدث وتمت المصالحة الفلسطينية، خاصة بين حركة فتح وحركة حماس.

هل هناك من يعوض النقص في التمويل من العرب وغير العرب المناصرين للقضية الفلسطينية والداعين إلى المصالحة والوحدة الفلسطينيتين؟ هذا من جهة أما داخلياً ومن جهة أخرى فثمة أسئلة قائمة وما زالت تشكل عقبات في طريق الوحدة وليس فقط المصالحة. من هذه الأسئلة:

ماذا عن بقاء أو عدم بقاء سلام فياض رئيس وزراء السلطة وهناك ضغوط أميركية وأوروبية لكي يبقى في موقعه؟ وماذا بشأن التعاون الأمني القائم بين السلطة في رام الله والاحتلال؟

هل حقا سيتم الالتزام بما قيل إنه جدول زمني يضمن الإفراج عن المعتقلين لدى الطرفين في رام الله كما في القطاع؟

هل تنازلت حماس عن المقاومة المسلحة واكتفت بمقولة (المقاومة الشعبية)؟ أم أن إعلان قيادة السلطة دعمها المقاومة الشعبية يعني إيمانها أيضاً بالمقاومة المسلحة بغض النظر عن الفارق بين العبارتين المذكورتين؟

وهل انتهى مسار المفاوضات وليس غير المفاوضات وعدنا إلى حقيقة أن العدو لا يسلم بحقوقنا المشروعة إلا حين توجعه ضرباتنا الشعبية بالكفاح المسلح الذي هو حق من حقوق الشعوب التي تتعرض أوطانها للاحتلال؟

وهل أن المصالحة مرهونة بحكومة وحدة وطنية اليوم أم ما قيل بأن حكومة الوحدة الوطنية يجب أن تتشكل بعد الانتخابات؛ أي في نهاية شهر مايو القادم؟

وهل تم الاتفاق على استراتيجية فلسطينية؟ أم أن الاتفاق بين الطرفين كان حركة تكتيكية تفرضها المتغيرات والتطورات الجارية في المنطقة العربية؟

أسئلة عديدة وكثيرة يطرحها اليوم الشعب الفلسطيني خاصة أنه اكتوى بنار الإحباط طوال فترة الانقسام.. فكم من مرة جرى اتفاق وتخلى الطرف المعني في رام الله عنه؟ اتفاق مكة المكرمة واتفاق صنعاء واتفاقية القاهرة قبل خمس سنوات واتفاق القاهرة قبل خمسة أشهر، بحيث قيل إن المصالحة في الامتحان الأخير وإن اتفاق القاهرة الذي أبرم قبل خمسة أشهر هو طريق الحل.

نحن نتمنى من قلوبنا أن يكون الطرفان قد توصلا فعلاً ليس إلى مجرد مصالحة، بل إلى الوحدة الوطنية التي هي ورقة القوة الفلسطينية ورافعة الفعل والموقف العربيين حيال القضية العربية المركزية – فلسطين.

نتمنى لولا أننا ندرك أن الخلاف ليس هامشياً أو طفيفاً، بل هو خلاف بين اتجاهين أحدهما يؤمن بفلسطين العربية من البحر إلى النهر واتجاه يقول بأن الاحتلال والدولة الصهيونية أمر واقع يجب الإقرار به ويكفي استعادة حقوقنا في المحتل من أراضينا في يونيو سنة 67. لكي تطمئن قلوبنا يجب أن نتأكد من أن طرف رام الله تراجع عن استراتيجية المفاوضات مهما كان الثمن.. مع التوقف عن التعاون الأمني مع الاحتلال تحت أي ظرف.

*كاتب فلسطيني

[email protected]

صحيفة الوطن العمانية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات