الإثنين 12/مايو/2025

عماد الحوتري.. هل تحمل رياح الوحدة الأمل بحريته؟ (تقرير)

عماد الحوتري.. هل تحمل رياح الوحدة الأمل بحريته؟ (تقرير)

شابٌّ عرف الطريق فسار نحو هدفه بخطىً واثقة، لم تثنه الصعاب ولا حلكة زنازين أجهزة أمن السلطة، عن مواصلة مشواره فاختار سبيل المؤمنين واتخذ منه معراجًا نحو الأهداف العظيمة.

ولد الأسير السياسي لدى أجهزة أمن السلطة، عماد مروان يعقوب حوتري، في مدينة قلقيلية في الثامن عشر من تموز لعام 1984، لأسرة ملتزمة أحكام الإسلام محققة رضى الله عنها بكل ما تملك من وسائل.

نشأ أسيرنا في مدينته قلقيلية شبلاً من أشبال المساجد على موائد القرآن، متلقيًا حبّ الوطن من مساجد آمن روادها بأنّ قضيتهم الوطنية عادلة وهي تستحق كلّ الأثمان في سبيل التحرر والاستقلال.

لم تكن طفولته كغيره من الأشبال، وإنما كانت محلَّ اهتمامه بقضايا أمته ووطنه مما دفعه للمشاركة في فعاليات انتفاضة الأقصى الثانية بإلقاء الحجارة على الاحتلال، والهتاف في مسيرات كانت تجوب المدينة.

وفي سابقة هي الأولى من نوعها، طلب الاحتلال الصهيوني من أسيرنا ترك صلاة الفجر إلا أنه رفض ذلك وقال لهم ” سأصلي وأصلي وأصلي رغم أنوفكم وأنوف أذنابكم”.

موعد مع الاعتقال

تعرض أسيرنا السياسي للاعتقال على أيدي قوات الاحتلال مرات متكررة، كان آخرها عام 2008، مواجهًا وحشية في التحقيق وقساوته حتى أورثه مرضًا في ظهره أعياه كثيرًا ولم يشفع له إلا أن يحكم في محاكم المحتل.

أمضى عماد سنوات عدة في سجون الاحتلال متنقلاً بين مجدو والرملة والنقب، محافظًا على زاد الثقافة وبناء الشخص والنهل من الكتب التي لا ينضب معينها.

عرف عنه حبه للوحدة الوطنية، وكراهيته للتشرذم والفرقة، معللاً ذلك بالضعف الذي يعاني منه النسيج الفلسطيني نتيجة الانقسام المرير.

أفرج عن أسيرنا من سجون الاحتلال في العام 2009، بعد أن أمضى سني حياته في سجون ضمت بين حناياها مكونات العمل الفلسطيني.

أجهزة أمن السلطة

وبمجرد الإفراج عن أسيرنا الحوتري من سجون الاحتلال، أرسلت أجهزة أمن السلطة له استدعاءً لمراجعة مقراتها الأمنية محذرةً إياه من عواقب عدم الذهاب.

وتوجه أسيرنا إلى مقر “المخابرات”، ليتم اعتقاله هناك والتحقيق القاسي معه بهدف انتزاع معلومات إضافية منه حتى أفرج عنه لاحقًا.

وبعد خروجه من جهاز المخابرات تسابقت أجهزة أمن السلطة من الوقائي والاستخبارات بالتناوب على استدعائه واحتجازه والتحقيق معه، على خلفية انتمائه لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وعن أعماله داخل السجن لدى الاحتلال، متعرضًا للضرب والتعذيب الشديد، والمنع من النوم والزيارة، حتى الرشق بالمياه والمنع من الخروج إلى دورة المياه.

وأخيرًا أصدرت محاكم أمن السلطة مجموعة من القرارات القاضية بالإفراج عنه دون أن تمتثل الأجهزة لهذه القرارات أو أن تطلق سراحه، بل قامت بفصله من عمله في بلدية قلقيلية، كجابٍ للكهرباء مودعةً اسمه في قائمة ضحايا سياسة الفصل العنصري من العمل على أساسٍ سياسيٍّ.

حكمٌ جائر وسوء معاملة

أثناء وجوده في سجن أريحا، أصدرت محكمة أمنية تابعة لأجهزة السلطة قرارًا جائرًا يقضي باعتقال أسيرنا لأربع سنوات على خلفية انتمائه لحركة “حماس”.

ويعاني عماد إلى الآن، من آلام في الظهر إضافةً إلى سوء المعاملة المستمر في سجن الجنيد، حيث انتهى به المطاف. ورغم جهود المصالحة والوساطات، لم يتم الإفراج عنه حتى اللحظة، لكنه ينتظر أن تتحقق حريته بعد لقاء المصالحة الأخير.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات