الأحد 11/مايو/2025

تحديات انجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية

تحديات انجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية

بعد لقاء مشعل – عباس، الأخير في القاهرة، أكّد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس أن «صفحة الانقسام انطوت»، وقال «أطمئن شعبنا وأمتنا أننا فتحنا صفحة جديدة وكبيرة حقيقية من الشراكة في كل ما يتعلق بالبيت الفلسطيني».

من جهته، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «لا يوجد خلافات إطلاقاً بيننا الآن وقد اتفقنا أن نعمل كشركاء بمسؤولية واحدة».

فعلى ماذا اتفق القائدان الفلسطينيان؟

حسب ما ورد اتفقا على إنهاء ملف المعتقلين السياسيين فورًا، وخلال أيام قليلة، وناقشا إستراتيجية الخروج من المأزق الحالي الذي تعيشه القضية الفلسطينية في ظل مأزق المفاوضات، وكذلك تحديد موعد (22-12) لعقد أول لقاء للإطار القيادي لمنظمة التحرير، إضافة إلى البرنامج الموحد والمصالحة. كما اتفق الطرفان على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في شهر مايو.

فما الجديد الذي طرأ منذ تم توقيع وثيقة المصالح في القاهرة يوم 4 مايو 2011؟

في حفل توقيع اتفاق المصالح الذي سمي «الورقة المصرية» تحدث عباس ومشعل، في خطابيهما، بلغة متفائلة، بل شديدة التفاؤل، الأمر الذي أوحى للعديد من المراقبين أن مسيرة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية سوف تنطلق دون أية عقبات جدية وإنها سوف تصل إلى بر الأمان سريعاً ودون إبطاء.

اليوم بعد أن تعلمنا من التجربة ينبغي أن نتوخى الحذر من الإفراط في التفاؤل لأن هناك العديد من التحديات التي تتطلب من عباس ومشعل التصدي لها بالأفعال وليس بالأقوال، واهم تلك التحديات وجود أصحاب مصالح خاصة في غزة ورام لله، نمت في ظل الانقسام وهؤلاء يعتبرون أن من شأن استعادة الوحدة الوطنية أن تحد من مصالحهم.

التحدي الثاني يتمثل في العامل الخارجي، حيث وجهت كل من الولايات المتحدة الأميركية، و”إسرائيل” إنذاراً مزدوجاً للرئيس عباس، تحذرانه فيه من «مغبة» التصالح مع حركة حماس، وإدخالها مرة أخرى في حكومة فلسطينية انطلاقاً من إصرارهما على أن حماس مازالت حركة إرهابية، وتريان في دخولها الحكومة الفلسطينية، عبر مصالحة، خطوة تقضي على العملية التفاوضية، وهذا تهديد بات مثيراً للسخرية، ولكن من الواضح أن هاتين السياستين، الأميركية والإسرائيلية، همهما إبقاء الانقسام قائماً، أي إبقاء حالة الضعف الفلسطيني قائمة.

تشكل هذه التحديات الداخلية والخارجية عقبات لا يستهان بها، وعليه إذا كان لقاء عباس- مشعل قد نجح في الجهاد الأصغر، فما زال عليهما أن يستعدا جيداً للجهاد الأكبر من أجل استعادة الوحدة الوطنية الشاملة في إطار «م. ت. ف» ومواصلة النضال المشترك على أساس برنامج وطني مشترك يعمل به الجميع ويحاسبون على أساسه.

صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات