تحديات انجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية

بعد لقاء مشعل – عباس، الأخير في القاهرة، أكّد خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس أن «صفحة الانقسام انطوت»، وقال «أطمئن شعبنا وأمتنا أننا فتحنا صفحة جديدة وكبيرة حقيقية من الشراكة في كل ما يتعلق بالبيت الفلسطيني».
من جهته، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس «لا يوجد خلافات إطلاقاً بيننا الآن وقد اتفقنا أن نعمل كشركاء بمسؤولية واحدة».
فعلى ماذا اتفق القائدان الفلسطينيان؟
حسب ما ورد اتفقا على إنهاء ملف المعتقلين السياسيين فورًا، وخلال أيام قليلة، وناقشا إستراتيجية الخروج من المأزق الحالي الذي تعيشه القضية الفلسطينية في ظل مأزق المفاوضات، وكذلك تحديد موعد (22-12) لعقد أول لقاء للإطار القيادي لمنظمة التحرير، إضافة إلى البرنامج الموحد والمصالحة. كما اتفق الطرفان على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في شهر مايو.
فما الجديد الذي طرأ منذ تم توقيع وثيقة المصالح في القاهرة يوم 4 مايو 2011؟
في حفل توقيع اتفاق المصالح الذي سمي «الورقة المصرية» تحدث عباس ومشعل، في خطابيهما، بلغة متفائلة، بل شديدة التفاؤل، الأمر الذي أوحى للعديد من المراقبين أن مسيرة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الداخلية سوف تنطلق دون أية عقبات جدية وإنها سوف تصل إلى بر الأمان سريعاً ودون إبطاء.
اليوم بعد أن تعلمنا من التجربة ينبغي أن نتوخى الحذر من الإفراط في التفاؤل لأن هناك العديد من التحديات التي تتطلب من عباس ومشعل التصدي لها بالأفعال وليس بالأقوال، واهم تلك التحديات وجود أصحاب مصالح خاصة في غزة ورام لله، نمت في ظل الانقسام وهؤلاء يعتبرون أن من شأن استعادة الوحدة الوطنية أن تحد من مصالحهم.
التحدي الثاني يتمثل في العامل الخارجي، حيث وجهت كل من الولايات المتحدة الأميركية، و”إسرائيل” إنذاراً مزدوجاً للرئيس عباس، تحذرانه فيه من «مغبة» التصالح مع حركة حماس، وإدخالها مرة أخرى في حكومة فلسطينية انطلاقاً من إصرارهما على أن حماس مازالت حركة إرهابية، وتريان في دخولها الحكومة الفلسطينية، عبر مصالحة، خطوة تقضي على العملية التفاوضية، وهذا تهديد بات مثيراً للسخرية، ولكن من الواضح أن هاتين السياستين، الأميركية والإسرائيلية، همهما إبقاء الانقسام قائماً، أي إبقاء حالة الضعف الفلسطيني قائمة.
تشكل هذه التحديات الداخلية والخارجية عقبات لا يستهان بها، وعليه إذا كان لقاء عباس- مشعل قد نجح في الجهاد الأصغر، فما زال عليهما أن يستعدا جيداً للجهاد الأكبر من أجل استعادة الوحدة الوطنية الشاملة في إطار «م. ت. ف» ومواصلة النضال المشترك على أساس برنامج وطني مشترك يعمل به الجميع ويحاسبون على أساسه.
صحيفة الوطن القطرية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يقتحم مجمع المدارس في حلحول ويشدد إجراءاته العسكرية في الأغوار
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الطلبة بالاختناق، اليوم الأحد، جراء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة مجمع المدارس في بلدة حلحول...

إصابة مواطنين برصاص الاحتلال في بنت جبيل جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شخصان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، في بلدة مارون الراس الحدودية، قضاء بنت جبيل، جنوب لبنان....

حماس: الموقف العربي من حرب التجويع والإبادة لا يرقى لمستوى الجريمة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام شددت حركة "حماس" على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جريمة حرب مركبة في غزة، باستخدامها التجويع سلاحا ضد...

السلطة تقطع رواتب عدد كبير من الأسرى في سجون الاحتلال
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام أقدمت السلطة على قطع رواتب عدد من الأسرى والأسيرات، والمحررين والمحررات، في خطوة أثارت استياء واسعًا في...

الأورومتوسطي: إسرائيل تقتل امرأة فلسطينية كل ساعة في قطاع غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل بالقصف المباشر على قطاع غزة ما معدله 21.3 امرأة...

الصحة تحذر من تسارع مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وزارة الصحة من أن مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية في "تسارع خطير"، فميا أفادت بأن مستشفيات القطاع استقبلت...

الأونروا تحذر من ضرر غير قابل للإصلاح مع إطالة أمد الحصار الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إطالة سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال المساعدات إلى...