التهويد يلتهم القدس.. فأين العرب والمسلمون؟!

منذ اليوم الأول لسقوط مدينة القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بيد العدو الصهيوني في يونيو عام 1967 وهي تتعرض لهجمات استيطانية وتهويدية شرسة ومتلاحقة عمادها الحفريات التي أثبتت زيف المزاعم اليهودية بما يسمى «الهيكل»، بل إنه لم يظهر وجود أي معالم أو آثار يهودية في المدينة المقدسة وبخاصة في مربع الحرم القدسي الشريف الذي يطلقون عليه «جبل الهيكل».
وبعد أن أسقطت عمليات التنقيب والحفريات التي تهدد بانهيار المسجد الأقصى المبارك، ادعاءاتهم، لم يستسلموا لحقيقة أن هذه المدينة عربية إسلامية بتاريخها وحضارتها وثقافتها، ولم يتوقفوا عن العبث بالمدينة المقدسة وتغيير ملامحها عبر سياسة الهدم والتهجير والاستيطان والمشاريع التهويدية الأخرى الأخطر يتقدمها إقامة «الحدائق التوراتية» التي تقوم سلطات الاحتلال اليوم بمصادرة الأراضي من أجل تنفيذها في كل من العيسوية وسلوان وباب الرحمة، وتوجتها بإزالة جسر «باب المغاربة» غربي الأقصى والمفضي إلى ساحة البراق التي أسماها المحتلون (حائط المبكى). لفتح المجال أمام مزيد من عمليات تهويد المسجد الأقصى المبارك وما حوله استكمالاً للمخطط الشرير لتهويد القدس بالكامل لاستكمال المرحلة الاخيرة من حلمهم المعلن وهو أن تكون القدس العاصمة الموحدة والأبدية لكيانهم العنصري المحتل.
فالقدس اليوم تمر في مرحلة من أخطر مراحل التهويد والاستيطان، فبهدم جسر «باب المغاربة» الواقع في السور الغربي للمسجد الأقصى وإقامة جسر حديدي مكانه من شأنه أن يسهّل عملية اقتحام المستوطنين وقوات شرطة الاحتلال الصهيوني للمسجد الأقصى المبارك، وبمخطط «الحدائق التوراتية» الذي تعتزم سلطات الاحتلال إقامتها سيتمكن هذا العدو العنصري من فصل ضواحي القدس العربية عن البلدة القديمة والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، إضافة إلى تقطيع أوصال الضواحي وعزلها عن بعضها البعض، فضلاً عن خطورة تعويض الفشل في العثور على أية آثار يهودية في المدينة المقدسة وهي الأكثر مما سبق، إلى التهويد العملي عبر الاستيطان اليهودي المكثف بالتوازي مع تهجير المواطنين العرب الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم وهدم منازلهم وتحميلهم من الضرائب ما لا يطاق، والتضييق عليهم في كل مناحي وجودهم في مدينتهم ووطنهم، إلى جانب اختراع الأفكار الشيطانية مثل هدم «باب المغاربة» بزعم أنه قديم وأنه آيل للسقوط، وفكرة «الحدائق التوراتية» التي ستكون بمثابة متاحف يهودية مليئة بنماذج وشعارات ومجسمات ورموز مما وصفته أو تحدثت عنه التوراة، الأمر الذي يعني أن كل ما لم يجدوه في حفرياتهم وتنقيبهم عن الآثار المزعومة تحت الأرض سيجسدونه من خلال هذه الحدائق فوق الأرض، في مدينة هي في كل الأحوال مدينة دينية خصوصاً وأن القدس مدينة دينية وأن السياحة فيها سياحة دينية أولاً وأخيراً وبالتالي فن السلطات الصهيونية تريد من وراء ذلك اصطياد عصفورين بحجر واحد الأول استكمال المخططات التهويدية، والثاني «منح» نفسها وجودا دينيا في المدينة سيخدمه بقوة الإعلام الغربي بصورة تزرع في ذهن السائح الغربي المشبع بما تنتجه الآلة الإعلامية الغربية الخاضعة للحركة الصهيونية العالمية بما يروجه اليهود عن وجودهم «التاريخي» في هذه المدينة العربية الإسلامية على مدار التاريخ.
وما يجري من جرائم التهويد الجديدة للعاصمة الأولى للأمة الإسلامية، وهويتها الإسلامية والحضارية، يحتم على العرب والمسلمين الالتفات إلى قبلتهم الأولى لإنقاذ ما تبقى ومنع العدو الصهيوني من مواصلة اعتداءاته المتصاعدة بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك، والتحرك الفوري لوقف مخططه لهدم جسر «باب المغاربة»، وبيد العرب من أسلحة فعالة وقادرة على كبح جماح جرائم التهويد التي وصلت مرحلة من أخطر المراحل على التاريخ الإسلامي للمدينة المقدسة، ويكفى العرب التلويح بـ«المقاطعة» بكافة أشكالها ومستوياتها، بل والتلويح بـ «المعاهدات» المعلنة وبـ «التطبيع» السري والعلني.. وعندها فقط يمكن القول إن العرب والمسلمين أفاقوا ومدوا اليد إلى قبلتهم الأولى.
صحيفة الوطن القطرية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...