السبت 10/مايو/2025

إلى فتح وحماس: العالم منشغل عنكما؟!

إلى فتح وحماس: العالم منشغل عنكما؟!

لماذا لا نعتبر لقاء القمة بين محمود عباس وخالد مشعل جزءاً من الربيع العربي الذي يسود المنطقة، ولماذا لا ننظر إلى الاتفاق على استراتيجية فلسطينية لترتيب البيت الداخلي والعمل بروح الشراكة بين فتح وحماس على أنه خطوة حقيقية على طريق التنفيذ الفعلي للمصالح الوطنية بين رام الله وغزة؟

والذي لا بد من قوله للطرفين هو أن العالم منشغل عنهما، فلكل دولة همومها وقضاياها وخياراتها السياسية مما يحرم القضية الفلسطينية من الأولوية التي حظيت بها على الساحة الدولية في مراحل سابقة. فالشرق الأوسط غارق حتى أذنيه في المظاهرات والاحتجاجات والثورات والانتفاضات، وأوروبا تطغى عليها المشكلات الاقتصادية ونقص السيولة، والولايات المتحدة بدأت تستعد للانتخابات الرئاسية الجديدة. أما بقية الدول فإما أن تكون غير مهتمة على الإطلاق أو عاجزة عن التصرف.

أما عندما نسمع بنيامين نتانياهو ينتقد اجتماع عباس ومشعل ويهاجم المصالحة الفلسطينية، فهذا ما يؤكد لنا أن فتح وحماس على صواب وأنه لا يوجد أمام الحركتين من خيارات سياسية سوى التصالح بغض النظر عن الضغوط الغربية والإسرائيلية التي تمارس على السلطة الفلسطينية بشكل خاص والتهديد بحرمانها من المساعدات الاقتصادية والمالية، سواء ما يقدمه المانحون الغربيون، أو أموال الضرائب التي أوقفت “إسرائيل” تقديمها للفلسطينيين.

ثم إن هذا الاجتماع المهم على طريق المصالحة، يثبت للشعب الفلسطيني أنه لا بديل أمامه سوى توحيد الصفوف، فالهمّ واحد والقضية واحدة والعدو واحد ولا يفرق بين حمساوي وفتحاوي.

ولم يكن خالد مشعل بعيداً عن الحقيقة عندما قال إن اللقاء المباشر بينه وبين عباس أزال الالتباس والركام والصور المنقولة بشكل ملتبس، وهيأ الأجواء للمزيد من التفاهم والجدية والتوافق لإدارة المرحلة المقبلة بمسؤولية مشتركة.

ومع إدراكنا لطبيعة الألغام التي ستزرع على طريق المصالحة، فلا بد من التذكير بأن “إسرائيل”هي المسؤولة أولاً وأخيراً عن اندفاع الفلسطينيين نحو المصالحة، فهي التي عطلت التوصل إلى أي اتفاقيات مع أبو مازن وهي التي أضعفته واستهدفته بسمومها وهي التي واصلت سياسة التهويد وسرقة الأرض وتوسيع الاستيطان، وهي التي منعت جلسات التفاوض من تحقيق نتائج فعلية.

على ضوء هذه الصورة يجب ألا نستغرب ما شهدته القاهرة من تفاهمات بين عباس ومشعل، كما يجب أن نعتبر هذه التفاهمات جزءاً من الواجب الوطني لفتح وحماس، وإقراراً من الحركتين بأن أياً منهما لا تستطيع إقصاء الأخرى أو إنكار وجودها، كما أن اللقاء كان النتيجة الطبيعية لسياسة “إسرائيل” التنكيلية بالقضية وبالشعب الذي ضاق ذرعاً بعيشة النكد تحت نير الاحتلال.

صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات