الإثنين 12/مايو/2025

لقاء عباس ـــ مشعل مصلحي أم لتنفيذ اتفاق المصالحة؟

لقاء عباس ـــ مشعل مصلحي أم لتنفيذ اتفاق المصالحة؟

نجاح لقاء عباس – مشعل المقرر يوم الجمعة 25 نوفمبر الجاري متوقف على انجاز اتفاق على خارطة طريق لتنفيذ اتفاق المصالحة الموقع من قبل ولم يتم العمل به لأسباب معروفة ليس من المصلحة الخوض فيها إلا إذا كان هناك إصرار على التذرع بها مجدداً.

بداية يجب التوقف عن الخوف في من كان المسؤول عن تعطيل المصالحة خلال الفترة الماضية وبدلاً من ذلك تحديد المسؤولين والمسؤوليات والأجندات الخاصة بكافة خطوات المصالحة الحقيقية على أرض الواقع. فالشعب الفلسطيني أصبح متخماً بالتنظيرات التي ليس لها تطبيق عملي على الأرض.

تنفيذ اتفاق المصالحة في إطار بناء الوحدة الوطنية الشاملة ينبغي أن يكون هدف كل فلسطيني ومن باب أولى أن يكون كذلك لدى قياداته وهذا ما سيكشف عنه اللقاء المرتقب عسى أن تكون نتائجه انطلاقا لعملية إعادة بناء وتنظيم للحركة الوطنية الفلسطينية على الأسس التي باتت معروفة ومازالت تبحث عن القيادات التي تأخذ على عاتقها تحقيقها في مؤسسات فاعلة يلمس أثرها الشعب الفلسطيني في كل أماكن وجوده.

الهوة الواسعة بين القوى السياسية الفلسطينية وجماهير شعبها برزت تجلياتها في أكثر من مناسبة، بدءاً من الانقسام السياسي/ الجغرافي بين الضفة وغزة، وامتداداته داخل المجتمع الفلسطيني في كل أماكن وجوده ومروراً بالخصوصية الفصائلية، ووصولاً إلى الأزمات الحادة التي يعاني منها المشروع التحرري للشعب الفلسطيني، تستدعي عدم الوقوف عند الحوارات الثنائية بين فتح وحماس أو جميع الفصائل لتلمس طرق علاجها والخروج منها، دون المشاركة الواسعة والمباشرة للقوى المجتمعية الناشطة في صفوف الشعب، والبعيدة عن الاستقطاب التنظيمي للفصائل.

كان السبب الحقيقي وراء عدم تنفيذ اتفاق المصالحة غياب الإرادة السياسة لدى الطرفين، تعتقد أن مبررات ذلك تتعارض تماماً مع «المصلحة الوطنية العليا»، ومواجهة استحقاقات المرحلة التي أعقبت «معركة طلب العضوية، التي كشفت بالدليل القاطع والبرهان عقم الرهانات التاريخية على النزاهة الكاذبة لواشنطن واللجنة الدولية الرباعية.

في وقفة صدق مع الذات أعلن الدكتور أحمد يوسف القيادي في حماس أن «السبب الحقيقي وراء فشل التطبيق العملي للاتفاق (اتفاق المصالحة الموقع) يعود لعدم وجود إرادة سياسية جماعية لدى الحركتين، انطلاقاً من تفسير كل حركة لمبررات المماطلة والتسويف، الذي يعني «الهروب من التنفيذ»، وهنا نأمل أن يكون لقاء عباس – مشعل وقفة صدق مع الذات مماثلة، ويتم الانتقال فوراً إلى إعادة بناء م. ت. ف. عبر إشراك جميع القوى السياسية والمجتمعية الفاعلة داخل مؤسساتها، باعتبارها الإطار الجامع ليس للقيادة السياسية، بل وللشعب الذي شكل «الميثاق الوطني» العقد السياسي والكفاحي له.

صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات