المصالحة الفلسطينية… لغز

بعد ثورة انتخابات 2006، حدثت صدمة أصابت المكونات غير المنسجمة للنظام السياسي الفلسطيني بدوار، فحماس فازت بالأغلبية وأرادت أن تترجم فوزها الانتخابي بممارسة حقها القانوني والدستوري، وفتح و م . ت . ف صاحبة السبق التاريخي وحق الامتياز بتشكيل السلطة عز عليها ترك المقاعد وتسليمها لحماس، كل ذلك وسط أجواء دولية وعربية غير راضية عن مبدأ الانتخابات وترفض النتائج وتتدخل بشكل يومي في الشأن الفلسطيني وتريد الحفاظ على شكل السلطة ودورها وفقاً لما تم البناء عليه، وقطع الطريق على إقامة نموذج ديمقراطي عربي يترجم إرادة الشعوب من خلال صندوق الاقتراع، وقد تواصلت الجهود الدولية وبشكل مكثف للوصول لمقاربة فلسطينية فلسطينية واستخدمت خلالها جميع وسائل الترغيب والترهيب، ولم تنجح ولذا بقيت الأزمة قائمة، حتى بدأت تخف حدتها مع إطلالة الربيع العربي.
يشكل الربيع العربي والانطواء الأمريكي وانشغال الأوروبيين بأزماتهم فرصة مواتية للفلسطينيين لإعلان إنهاء الانقسام والوصول للوحدة، ومع أنه تم التوقيع على وثيقة المصالحة، ورغم انخفاض وتيرة شروط الرباعية، إعلامياً تماهياً مع ما يسود المنطقة من تغيرات، إلا أن المصالحة أمامها تحديات استراتيجية تتعلق بالشأن السياسي، وهو ما عبر عنه الرئيس الفلسطيني عندما قال سنبحث في اللقاء مع الأخ خالد مشعل حول مستقبل القضية الفلسطينية.
وتقديري أن هناك مسألتين هامتين تشكلان العقبة الكبرى، الأولى تتعلق بشكل النضال الفلسطيني، والثانية تتعلق بالبعد السياسي للمؤسسات الفلسطينية ودخول حماس فيها ومنها الحكومة م . ت . ف، والمسألتان متلازمتان، وتصطدمان مباشرة مع تحفظات وشروط الرباعية التي ترى أن المصالحة الفلسطينية يجب أن تتم وفق شروطها، مع أن بنود المصالحة الأخرى ليست بمستعصية ويسهل الوصول لتوافقات حولها وهي ليست محل الخلاف وإن كانت تستخدم بطريقة إعلامية من أجل تحميل الآخر المسؤولية عن عدم نجاح جهود المصالحة. وعليه فإن التوافق حول ملفات وبنود المصالحة الأخرى وإن كان مهماً لا يشكل حلاً ومخرجاً كلياً، بل يعمل على ترحيل الملفات المتأزمة ويعمل على تأجيل الحديث حول الأزمة الأساسية على أمل الوصول للانتخابات والتي بتقديري ستعيد فتح ملفات الأزمة من جديد.
من وجهة نظر حماس ربما تكون هذه الفترة الزمنية مواتية لأحداث تغيير فلسطيني واختراق في الموقف الدولي تجاه حماس خاصة وأن العالم بدأ يعيد حساباته مع المنطقة برمتها، ويساعد نجاح الحركة الإسلامية في الانتخابات في العالم العربي، على إضفاء مرونة نسبية على سياسة الغرب وعلاقتها مع الإسلام السياسي، وهذا ربما يشكل رافعة ويفرض حالة من الأمر الواقع على الرباعية لا مناص من التعامل معها بمعايير جديدة.
فتح والرئيس أبو مازن لا يستطيع تجاهل التأثيرات الناتجة عن الربيع العربي، ويحاول الاستفادة من ذلك وبحذر وبأناة وبخطوات غير مستعجلة ومتوازنة حسب تعبير الرئيس فهو يفكر بالموازنة بين الداخل والخارج، والمقاربة المتدرجة والمتأنية التي تحافظ على مسافة كافية مع جميع الأطراف، حتى الوصول للانتخابات والتي يعول أن تكون نتائجها كافية لإمساك فتح بزمام القرار الفلسطيني كله وبشكل رسمي من خلال صندوق الاقتراع.
وتقديري أن أهم ملف من وجهة نظره يجب المسارعة في معالجته هو تشكيل قيادة فلسطينية موحدة تتولى مسؤولية ملء الفراغ الناتج عن الانقسام وترهل مؤسسات م . ت . ف وتتولى متابعة جميع الشؤون الفلسطينية الاستراتيجية والمرحلية بما فيها بنود المصالحة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تطالب بتحرك دولي عاجل لوقف مسلسل الإرهاب الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت حركة حماس، بتحرك دولي عاجل وجاد لوقف المسلسل الإجرامي، وردع حكومة الاحتلال "الإرهابية"، التي تمعن في ارتكاب...

بعد ساعات من ولادة طفلته.. استشهاد صحفي بمجزرة إسرائيلية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد الصحفي الفلسطيني يحيى صبيح، اليوم الأربعاء، في مجزرة ارتكبها جيش الاحتلال بقصفه مطعماً شعبياً غربي مدينة غزة،...

32 شهيداً وعشرات الجرحى في مجزرة إسرائيلية استهدفت مطعمًا بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، عصر اليوم الأربعاء مجزرة دامية غربي مدينة غزة أسفرت عن 32 شهيداً وعشرات الجرحى، وسط...

الاحتلال يرتكب 4 مجازر دامية في غزة استهدفت مدرستين وسوقًا شعبيًا ومطعمًا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي 4 مجازر دموية خلال 24 ساعة آخرها قصف مطعم مكتظ، وقبلها...

القسام يوقع قوة صهيونية من 10 جنود بين قتيل وجريح في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري، لحركة حماس، تنفيذ كمين لقوة صهيونية راجلة من 10 جنود وإيقاعها بين قتيل وجريح في...

38 شهيدًا و145 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، وصول 38 شهيدا، منهم 4 شهداء انتشال، و145 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال 24 ساعة...

مخطط إسرائيلي لإقامة أحياء استيطانية في قلقيلية وبيت لحم
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، عن مخطط تعمل عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل بناء مجموعة من الأحياء...