الفلسطينيون خسروا معركة وليس الحرب

خسر الفلسطينيون معركة في مجلس الأمن الدولي – هي معركة الحصول على تسعة أصوات من خمسة عشر صوتاً لمناقشة قبول فلسطين عضواً في الأمم المتحدة. لكن الحقيقة هنا لها وجه آخر فلو حصلت فلسطين على الأصوات التسعة لاستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد الطلب. كانت فلسطين قد انتصرت في معركة مشابهة في اليونسكو – حيث هزمت الولايات المتحدة ومعها دولة العنصريين الصهاينة وتم قبول فلسطين عضواً كامل العضوية في المنظمة الدولية المذكورة.
القضية الفلسطينية ليست مجرد عدد محدود من المعارك بل هي حرب بين الحق العربي الفلسطيني والباطل الصهيوني المدعوم أميركيا وغربياً بشكل عام. وفي الحروب تحدث معارك متعددة ولمدد طوال ولكن النهاية هي الحاسمة: من يحقق الغلبة أخيراً يكون هو المنتصر.
حتى في لعبة الملاكمة فثمة ملاكمون يخسرون جولات عدة ولكنهم في النهاية يحسمون المعركة بالضربة القاضية – وآنذاك تلغى حسابات الربح والخسارة في الجولات. عليه فالحرب مستمرة اليوم وغدا وإلى أن يشاء الله. وبالتالي فخسارة معركة لا تعني نهاية المطاف. بهذا المعنى عبر الفلسطينيون عن استعدادهم مواصلة القتال. المهم عدم إلقاء السلاح وعدم رفع الراية البيضاء استسلاما أمام عناد العدو وتعنته وقوته وجبروت من يسنده من قوى دولية في طليعتها الولايات المتحدة.
ومن هنا نجد أن الانتقال إلى الخطوة (ب) – البديلة للخطوة (أ) التي خسرها الطرف الفلسطيني يمكن أن تفضي إلى وضع فلسطيني أفضل في الأمم المتحدة. فتقديم الطلب للجمعية العامة للأمم المتحدة يمكن أن ينتصر فيه الفلسطينيون انتصاراً معنوياً وسياسياً. أي أن التصويت في الجمعية العامة يمكن أن يسفر عن نجاح فلسطيني يسير في الحصول على عضوية دولة مراقبة (على غرار الفاتيكان).
مع أن ذلك لن ينهي الحرب ولن يجعل الفلسطينيين يتوقفون عن القتال للوصول إلى حقهم في عضوية تامة في الأمم المتحدة وفي كامل حقوقهم في وطنهم المغتصب – ما دام مسار المفاوضات مع العدو مغلقا وما دام المحتلون يصرون على التهام الحقوق الوطنية الفلسطينية في القدس وفي الضفة وما داموا مصرين على استخدام العنف ضد شعب فلسطين ومواصلة الحصار المجرم المفروض على قطاع غزة.
المهم أن ينطلق الفلسطينيون بحثاً عن أوراق قوتهم. وفي متناول أيديهم أوراق قوة عدة أولها المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية. فالذهاب إلى سوح الوغى يتطلب صلابة موقف يستند إلى وحدة الهدف ووحدة الأداة – وحدة القيادة ووحدة الإرادة والتقدم الحثيث نحو تحقيق الانتصار النهائي.
خسر الفلسطينيون معركة في مجلس الأمن الدولي كانوا في الحقيقة يتوقعون نتيجتها حتى إن حصلوا على الأصوات التسعة المطلوبة. وعليهم بالتالي أن ينتقلوا إلى مواطن قوتهم وتحصين خنادقهم وتزويد مقاتليهم بكل ما يوفر عناصر النجاح والانتصار في المعارك المقبلة وهي معارك لا حصر لها على المدى القريب وربما المتوسط أيضا.
فهل يستهل الفلسطينيون المرحلة القادمة من مراحل حربهم العادلة بتحقيق المصالحة الوطنية وصولاً إلى الوحدة الوطنية رافعة قوتهم وساندة الموقف القومي المطلوب إسناداً لهم؟
كاتب فلسطيني
صحيفة الوطن العمانية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...