الأحد 11/مايو/2025

الفلسطينيون خسروا معركة وليس الحرب

الفلسطينيون خسروا معركة وليس الحرب

خسر الفلسطينيون معركة في مجلس الأمن الدولي – هي معركة الحصول على تسعة أصوات من خمسة عشر صوتاً لمناقشة قبول فلسطين عضواً في الأمم المتحدة. لكن الحقيقة هنا لها وجه آخر فلو حصلت فلسطين على الأصوات التسعة لاستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد الطلب. كانت فلسطين قد انتصرت في معركة مشابهة في اليونسكو – حيث هزمت الولايات المتحدة ومعها دولة العنصريين الصهاينة وتم قبول فلسطين عضواً كامل العضوية في المنظمة الدولية المذكورة.

القضية الفلسطينية ليست مجرد عدد محدود من المعارك بل هي حرب بين الحق العربي الفلسطيني والباطل الصهيوني المدعوم أميركيا وغربياً بشكل عام. وفي الحروب تحدث معارك متعددة ولمدد طوال ولكن النهاية هي الحاسمة: من يحقق الغلبة أخيراً يكون هو المنتصر.

حتى في لعبة الملاكمة فثمة ملاكمون يخسرون جولات عدة ولكنهم في النهاية يحسمون المعركة بالضربة القاضية – وآنذاك تلغى حسابات الربح والخسارة في الجولات. عليه فالحرب مستمرة اليوم وغدا وإلى أن يشاء الله. وبالتالي فخسارة معركة لا تعني نهاية المطاف. بهذا المعنى عبر الفلسطينيون عن استعدادهم مواصلة القتال. المهم عدم إلقاء السلاح وعدم رفع الراية البيضاء استسلاما أمام عناد العدو وتعنته وقوته وجبروت من يسنده من قوى دولية في طليعتها الولايات المتحدة.

ومن هنا نجد أن الانتقال إلى الخطوة (ب) – البديلة للخطوة (أ) التي خسرها الطرف الفلسطيني يمكن أن تفضي إلى وضع فلسطيني أفضل في الأمم المتحدة. فتقديم الطلب للجمعية العامة للأمم المتحدة يمكن أن ينتصر فيه الفلسطينيون انتصاراً معنوياً وسياسياً. أي أن التصويت في الجمعية العامة يمكن أن يسفر عن نجاح فلسطيني يسير في الحصول على عضوية دولة مراقبة (على غرار الفاتيكان).

مع أن ذلك لن ينهي الحرب ولن يجعل الفلسطينيين يتوقفون عن القتال للوصول إلى حقهم في عضوية تامة في الأمم المتحدة وفي كامل حقوقهم في وطنهم المغتصب – ما دام مسار المفاوضات مع العدو مغلقا وما دام المحتلون يصرون على التهام الحقوق الوطنية الفلسطينية في القدس وفي الضفة وما داموا مصرين على استخدام العنف ضد شعب فلسطين ومواصلة الحصار المجرم المفروض على قطاع غزة.

المهم أن ينطلق الفلسطينيون بحثاً عن أوراق قوتهم. وفي متناول أيديهم أوراق قوة عدة أولها المصالحة والوحدة الوطنية الفلسطينية. فالذهاب إلى سوح الوغى يتطلب صلابة موقف يستند إلى وحدة الهدف ووحدة الأداة – وحدة القيادة ووحدة الإرادة والتقدم الحثيث نحو تحقيق الانتصار النهائي.

خسر الفلسطينيون معركة في مجلس الأمن الدولي كانوا في الحقيقة يتوقعون نتيجتها حتى إن حصلوا على الأصوات التسعة المطلوبة. وعليهم بالتالي أن ينتقلوا إلى مواطن قوتهم وتحصين خنادقهم وتزويد مقاتليهم بكل ما يوفر عناصر النجاح والانتصار في المعارك المقبلة وهي معارك لا حصر لها على المدى القريب وربما المتوسط أيضا.

فهل يستهل الفلسطينيون المرحلة القادمة من مراحل حربهم العادلة بتحقيق المصالحة الوطنية وصولاً إلى الوحدة الوطنية رافعة قوتهم وساندة الموقف القومي المطلوب إسناداً لهم؟

كاتب فلسطيني

[email protected]

صحيفة الوطن العمانية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....