محللون: خطاب عباس إيجابي والعبرة بالتطبيق (تقرير)

بالقدر الذي بدت فيه تصريحات رئيس السلطة محمود عباس خلال الخطاب المركزي في ذكرى وفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات إيجابية كما وصفتها حركة “حماس”، يرى محللون فلسطينيون أن الأهم هو الإجراءات العملية على الأرض، وخلق مناخات إيجابية تساهم في تحقيق المصالحة.
ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، في تصريحات لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أن التصريحات الإيجابية قبيل اللقاء المفترض بين عباس ومشعل مهمة، ولكن الأهم هو الإجراءات على الأرض التي تعطي المؤشرات الحقيقية للنوايا الجادة لتحقيق مصالحة فلسطينية حقيقية وفق ما تم التوافق عليه في الورقة التي وقعت في القاهرة.
الاختبار الحقيقي
يقول الصواف: “منذ ستة أشهر حتى اللحظة لم يتغير شيء على أرض الواقع، إلا ما تحدثت عنه وسائل الإعلام عن تخلي حركة فتح عن سلام فياض كمرشح لرئاسة الوزراء، هذا التخلي الذي اعتبرته حماس خطوة إيجابية بين يدي اللقاء بين مشعل وعباس”.
ويشدد على أن ذلك خطوة سياسية بالدرجة الأولى بحاجة إلى خطوات أكثر أهمية وهي: الإفراج عن المعتقلين السياسيين، والتي لابد أن يتبعها وقف كل أشكال الملاحقات الأمنية والاستدعاءات والفصل الوظيفي على خلفية الانتماء السياسي، والسماح للجمعيات الخيرية والتعليمية والطبية الخاصة بالعمل الحر، ورد الأموال التي صودرت من قبل السلطة خلال سنوات الانقسام.
ويتابع الصواف: ما لم يكن هناك إجراءات عملية على الأرض توحي بأن هناك تغييرًا، تبقى هذه اللقاءات مجرد مضيعة للوقت، لا تسمن لا تغني من جوع، وقد تأتي بمردود عكسي نحن في غنى عنه؛ لأننا بحاجة إلى وحدة موقف وإنهاء للانقسام والبناء لمرحلة جديدة تتطلبها ظروفنا وأوضاعنا وتطورات الحالة من حولنا، وهذا يحتاج سرعة بناء إستراتيجية وحدوية قادرة على مواجهة المستقبل.
تغيير في المضامين
ويرى الصواف أن التغيير الذي جاء في خطاب عباس هو تغيير في مضامين الخطاب، وقال “هذه المضامين لا زالت قيد الاختبار العملي، ومجال الاختبار هو تطبيق اتفاق المصالحة على الأرض حتى يلمس المواطن ذلك”.
ويضيف: “صحيحٌ أن الخطاب إيجابي، ولكن هذا يحتاج إلى ترجمة عملية، أنا لا أعتقد أن أبو مازن يمكن أن يتنازل عن استراتيجياته، وأن هذا الخطاب -على الأقل وما لم يتم تحقيق خطوات عملية- يبقى خطابًا تكتيكيًّا ويثير القلق”.
وشدد على أن المطلوب من السيد عباس خطوات في اتجاه تعزيز المضامين الإيجابية، وهذا ما ننتظره ونتمنى أن يتحقق قبل اللقاء مثل الإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف الملاحقات والاستدعاءات كخطوة أولى.
الربيع العربي
أما الكاتب ومدير عام جريدة فلسطين إياد القرا، فيرى أن عباس يحاول أن يستوعب المتغيرات التي تدور في الساحة العربية، وإعطاء المصالحة فرصة أكبر للنجاح وخاصة أن فريقه هو من تأخر في تنفيذ المصالحة.
وقال القرا لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” : في ظل الثورات العربية وتغير بعض الأنظمة أصبح موقف السلطة ضعيفًا، إضافة إلى فشل مساعيه في الأمم المتحدة، وتخلي بعض الأصدقاء عنه، وانغلاق آفاق التسوية بأي شكل مع الاحتلال.
ورأى أن التغيرات في موقف عباس وخطابه تنبع من قراءته لازدياد شعبية حماس، وأنها باتت تتمتع بشعبية عالية جدًّا بعد إتمام صفقة شاليط، إضافة إلى الجمود التنظيمي داخل حركة فتح، وتفكك منظومتها خاصة بعد فصل تيار محمد دحلان.
وقال: “كل هذه العوامل تدفع عباس للتحرك نحو المصالحة لعلها تفتح له آفاقًا عربية جديدة، أو على الأقل يعيد ترتيب أوراقه وتحريك القضية السلمية، وإدخال أطراف أخرى باعتبار أن الأمر قد يرتبط بمحاولات لإجبار الكيان الصهيوني والولايات المتحدة للتوجه له لوقف المفاوضات مع حماس مقابل إعادة تنشيط “عملية السلام”.
الارتباطات الأمنية
ويرى القرا بدوره أن المهم هو التطبيق العملي على الأرض، لافتًا النظر إلى صعوبات التطبيق في الضفة الغربية المحتلة “إذا ما علمنا أن الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية تعمل في سياق أمني له ارتباط مباشر بالاحتلال وتوجيه من الأجهزة الأمنية الأمريكية”.
وشدد على أن إنهاء ملف الاعتقال السياسي، أحد الملفات ذات الحساسية العالية لإثبات صدقية أي مصالحة والتجربة أثبتت في كثير من الأحيان أن أي اتفاق مصالحة كان يصطدم بإجراءات ومضايقات تقوم بها الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية.
فسحة أمل
أما الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون فيرى أن خطاب عباس حمل نقاطًا إيجابية اتجاه ملف المصالحة ما وسع فسحة الأمل لدى الجمهور الفلسطيني.
ويضيف المدهون لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: أعتقد وجود توافق كبير في مختلف القضايا العالقة بين حماس وفتح، والمعضلة تكمن في التفاصيل، وسنلاحظ وجود إجراءات تعقد تطبيق أي اتفاق ينتج عن لقاء القمة المرتقب بين الرئيسين” .
وطالب بأن يتم معالجة الاستراتيجيات قبل الإجراءات التكتيكية كإصلاح منظمة التحرير، والاتفاق على البرنامج السياسي الذي يجمع الحد الأدنى من طموح الشعب الفلسطيني، والخطوات العريضة للرؤية المستقبلية.
وتمنى من الطرفين معالجة كل التجاوزات الإعلامية والأمنية الموتّرة لهذا اللقاء كي نكون أمام فرصة ذهبية لتحقيق حلم الفلسطينيين بتحقيق المصالحة بلقاء مشعل وعباس.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تقتل امرأة فلسطينية كل ساعة في قطاع غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل بالقصف المباشر على قطاع غزة ما معدله 21.3 امرأة...

الصحة تحذر من تسارع مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وزارة الصحة من أن مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية في "تسارع خطير"، فميا أفادت بأن مستشفيات القطاع استقبلت...

الأونروا تحذر من ضرر غير قابل للإصلاح مع إطالة أمد الحصار الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إطالة سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال المساعدات إلى...

السفير الأمريكي في إسرائيل يجدد دعم واشنطن لتهجير الفلسطينيين من غزة
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد السفير الأمريكي لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي مايك هاكابي، دعم واشنطن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، رغم...

جيش الاحتلال يعلن استعادة رفات جندي قٌتل في اجتياح لبنان 1982
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، استعادة رفات جندي إسرائيلي من الأراضي السورية في عملية وصفة بالخاصة....

مسيرة احتجاجية في ستوكهولم تنديدا بالإبادة الإسرائيلية في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام انطلقت في العاصمة السويدية ستوكهولم، السبت، مسيرة احتجاجية تنديدا بقرار إسرائيل توسيع الإبادة على قطاع غزة. ووفق الأناضول؛...

1500 مواطن فقدوا بصرهم جراء الإبادة في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن نحو 1500 مواطن فقدوا البصر جراء حرب الإبادة، و 4000 آخرون مهددون بفقدانه؛ مع نقص...