عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

الخليج والحرب

الخليج والحرب

ووجهت التهديدات “الإسرائيلية” المتصاعدة بشن هجوم على المفاعلات النووية الإيرانية، بردود أفعال عالمية متباينة، وزاد من سخونتها نشر الوكالة الدولية للطاقة تقريرها المؤلف من 15 صفحة، وذكرت فيه أن لدى الوكالة الدولية معلومات تشير إلى أن إيران أجرت اختبارات “تتعلق بتطوير أداة نووية متفجرة”، وشملت الأبحاث نماذج كمبيوتر لا يمكن استخدامها إلا لتطوير ما يسهم في إطلاق قنبلة نووية.

وسارعت روسيا إلى القول إن التقرير شكّل مصدراً للتوترات، وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف انتقد تهديدات “إسرائيل” بتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران، محذراً من إمكان أن تؤدي هذه التهديدات إلى صراع مسلح وحرب كبيرة في الشرق الأوسط. وأضاف أن بلاده طالبت إيران أكثر من مرة بإثبات سلمية برنامجها النووي، وقال “للأسف لا يوجد حتى الآن أي تحرك في هذا الاتجاه”، ودعا وزير الخارجية “الإسرائيلي” ليبرمان إلى فرض عقوبات دولية “تشلّ” إيران، وقال في نبرة تحريضية “إذا لم تتخذ الولايات المتحدة تدابير لفرض مثل هذه العقوبات الصارمة على إيران، فإن هذا يعني أن الأمريكيين والغرب يقبلون بإيران نووية”.

يذكر أن صحيفة “جيروساليم بوست” الصهيونية كانت قد ذكرت الأسبوع الماضي أن وكالات الاستخبارات “الإسرائيلية” لعبت دوراً في مساعدة الوكالة في جمع المعلومات المتضمنّة في تقريرها عن إيران. أما الصين فقد طلبت من إيران التعاون بصدق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

العالم كله منهمك بالتهديدات الصهيونية وردود الأفعال، ويحلل إمكانية قيام الكيان الصهيوني بمغامرة خطرة، ولم يصدر أي رد فعل من جامعة الدول العربية، أو مجلس التعاون الخليجي، بينما إيران تهدّد وتتوعد برد قاس على الهجوم “الإسرائيلي” المحتمل، مشيرة إلى أن الرد سيطال القوات الأمريكية في الخليج ومصالحها في العالم، وهذا يعني أن المنطقة ستكون في حالة حرب عند انطلاق الصواريخ المدمرة من الطائرات المهاجمة، وقد يكون الرد الإيراني عشوائياً بحيث يورّط المنطقة كلها، إن لم يورّط الدول المجاورة أيضاً مثل أفغانستان والصين وروسيا والعراق وتركيا، والسؤال الذي يفرض نفسه وينقسم إلى قسمين هو: هل دول المنطقة مستعدة لحرب جديدة؟

يجب توقع أسوأ الاحتمالات، وهو تفكير منطقي في إدارة الأزمات من حيث وضع سيناريوهات عديدة للأزمة، وما تقدم واحد منها، وقد لا يكون الأسوأ، ولهذا، يجب على مجلس التعاون اعتبار نفسه طرفاً حقيقياً في أي تصريح أو قرار أو بيان أو تحرك مهما كان شكله أو حجمه أو نوعه، ويجب أن يوضح المجلس مواقفه من تصريحات القادة الصهاينة، ومن العقوبات التي لم تأت بأي نتيجة تُذكر، وأن يدخل في التفاصيل الصغيرة لكل إجراء محتمل، وهذا لا يعني أن يساند أي هجوم على إيران، أو يشجع إيران على امتلاك السلاح النووي، وإنما يعني أن يكون منخرطاً بوعي ويقظة بكل ما يتعلق بمصير المنطقة. الكيان الصهيوني في أزمة: عداء كامل مع الفلسطينيين، مشكلات مع تركيا، مشكلات مع إيران، يعيش توتراً معقداً نظراً لما يجري في الشارع العربي من احتجاجات، ليس لأنه يشجع أو يستنكر، بل لأنه لا يعلم ما ينتظره في السنوات المقبلة، فضلاً عن العزلة غير المعلنة، ونظرة حلفائه له (وظهرت في الحوار الخاص الذي انتشر بين الناس ووسائل الإعلام بين ساركوزي وأوباما، وقال فيه ساركوزي إن نتنياهو كاذب، ورد أوباما أنه مضطر إلى التعامل معه)، وهذا يعني أن هذا الكيان سيتحول شيئاً فشيئاً إلى شوكة في حلق أوروبا وأمريكا، ولهذا، وكالعادة، قد يقوم بضربة استباقية تعيد خلط الأوراق من جديد، وهذه الضربة لن تكون بحجم ضربة لمقاتلي حماس أو الجهاد، ولن يتلقى رداً بحجم رد صواريخ حماس الصغيرة، ولن تكون حرباً بحجم حربه مع حزب الله في لبنان، بل ستكون هذه الضربة معقدة إلى درجة قد تجرّ المنطقة، كما قال الرئيس الروسي، إلى حرب كبيرة، وميدفيدف يدرك ما يقول، لأن الحرب ستكون على أبواب بعده الاستراتيجي، لكن الكيان الصهيوني لن يأبه لمثل هذه التعقيدات، ويهمه أن تشتعل المنطقة كي يستفرد بالفلسطينيين، ويشغل أمريكا بحرب مع إيران، وينشر الفوضى في المنطقة، وستكون فوضى عارمة.

المهم في الأمر يتعلق بمطلبين، أولاً: أن تتابع الأمانة العامة لدول مجلس التعاون ما يحدث أولاً بأول، وثانياً: أن تهيئ الناس بشرائحهم وأجناسهم لظروف الحرب وكيفية التعامل في أوقات الأزمات، وتضع خططاً وبرامج لإدارة الأزمة، ولا يجوز أن تحيا شعوب المنطقة وكأن الأمر لا يعنيها بينما يغلي العالم من حولها.

صحيفة الخليج الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...