الأحد 11/مايو/2025

حل السلطة

حل السلطة

كثر في المدة الأخيرة الحديث عن حل السلطة الفلسطينية، والملاحظ أن هذا الحديث خرج من دائرة المناورة، إلى دائرة الحديث الجدي، كخيار أخير في ظل إصرار العدو الصهيوني على المضي قدماً في تهويد الأرض والقدس، والذي تجلى بأبشع صوره برفع وتيرة الاستيطان في القدس، ببناء ألفي وحدة سكنية جديدة، رداً على قبول اليونسكو، فلسطين كدولة كاملة العضوية.

سبق ذلك كشف وزير داخلية الكيان الصهيوني “ايلي يشاي” عن خطة صهيونية لبناء مليون وحدة سكنية، خلال عشر السنوات القادمة، لحسم قضية القدس، والقضاء على أزمة السكن في “إسرائيل”.

تصريحات المسؤولين الفلسطينيين والتي تنضح مرارة وإحباطاً، لما أل إليه الوضع في الأرض المحتلة، جاءت بعد أن تأكدوا وعلى رأسهم رئيس المنظمة والسلطة، محمود عباس، أن تل أبيب وواشنطن عازمتان على إفشال إقامة الدولة الفلسطينية، وأن هذا العداء الصريح، وغير المبرر، وخاصة من واشنطن بعد قرارها وقف المساعدات لليونسكو، رداً على قرارها قبول فلسطين… يؤكد بأن لا بد من وقفة مراجعة صريحة وشجاعة لمسيرة المفاوضات، والعملية السلمية برمتها، والتي انتهت نهاية مأساوية، بعد أن استغلها العدو لفرض الأمر الواقع، فتمكن من سرقة الأرض “54% “من أراضي الضفة الغربية، و”86%” من أراضي القدس، وتهديدات المسؤولين الفلسطينيين بقلب الطاولة.. وأن المنطقة مقبلة على انفجار كبير، كما صرح مؤخراً نبيل أبو ردينة وغيره، يؤشر إلى حقيقة توجهات المنظمة، بعد أن أعلن أكثر من مسؤول أن استمرار الحال من المحال.. وأن” فتح” حزب السلطة لم تعد تقبل بأن تكون حارسة للعدو وللمستوطنين، وأن لا بد من قرارات جريئة لإعادة الوضع المقلوب إلى طبيعته، ومواجهة الحقائق التي ترتسم على الأرض، وتشير بأن استمرار الأوضاع، يعني بصريح العبارة الموافقة من “فتح” والفصائل الأخرى، السكوت عن تصفية القضية.

لقد كتبنا أكثر من مرة، بأن المستفيد الوحيد من “أوسلو” هو العدو الصهيوني، الذي حصل على اعتراف لم يكن يحلم به، بعد أن تنازلت المنظمة عن “78% من فلسطين التاريخية، وحولت ما تبقى “الضفة الغربية وغزة” إلى أراض متنازع عليها، وأجلت البحث في القضايا الرئيسة إلى المرحلة النهائية “القدس، اللاجئين، المستوطنات، الحدود والمياه” ومن هنا فإلغاء السلطة، وهي ثمرة من ثمار “أوسلو”، يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، ويضع الاحتلال أمام مسؤوليته الأولى، بعد أن نابت السلطة عنه في إدارة المناطق المحتلة، وبعد أن تولت الجهات الأمنية ملاحقة المطلوبين لسلطات الاحتلال، وكسر نواة الانتفاضة الصلبة، فتحول الاحتلال من عبء، إلى احتلال ديلوكس، باعتراف الجنرال ديسكويين رئيس الشين بيت.

باختصار…. إن حل السلطة يعني قلب الطاولة في وجه العدو، وإعلان الانتفاضة الثالثة، ونهاية مرحلة الجليد، مرحلة الضياع.

[email protected]

صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات