محررات يعانين آثار قسوة السجون (تقرير)
رغم فرحتهم بالنصر والتحرير، وفرحتهم بلقاء الأهل والعيش معهم أول عيدهم بعد أن غيّبهم الاحتلال قصرا باعتقالهم وعزلهم، إلا أن هذه الفرحة لم تكتمل لدى هؤلاء الأسرى جراء ما ألحقه الاحتلال بهم من تعذيب نفسي وجسدي.
ولا زالت ذكريات السجن الأليمة تطارد الأسرى المحررين، وتأبى الرحيل عن أذهانهم ولا تفارقهم، فهذه التجربة بكل تفاصيلها محفورة في مخيلاتهم وعلى أجسادهم؛ مما يجعل سنوات الاعتقال عصية على النسيان، وحتى مع اقتراب العيد فإن ثمة ما ينغص على المحررين فرحتهم بقدومه وهم خارج الأسر بسبب الأمراض والآلام التي خلفها فيهم.
وتأتي أجواء العيد صعبة على الأسيرة المحررة أمل جمع، وهي تمكث منذ ثلاثة أيام في مستشفى نابلس التخصصي لتلقي العلاج بسبب تدهور حالتها الصحية جراء التحقيق القاسي الذي كانت تتعرض له في السجون الصهيونية.
تقول أمل التي أمضت أربع سنوات من اعتقالها في المستشفيات بسبب تردي وضعها الصحي: إن إدارة السجون كانت تماطل كثيرًا في علاجها، مع العلم أن سبب مرضها هو التحقيق القاسي الذي كانت تتعرض له في السجون.
وتشير إلى أن الفحوصات الطبية التي أجريت لها في مستشفى نابلس التخصصي أثبتت أنه كان هناك أخطاء طبية تعرضت لها أثناء علاجها في السجن، وأن هناك حاجة لإعادة إجراء عملية كانت قد أجريت لها فترة اعتقالها.
وتعود أمل بذاكرتها فتحدثنا عن مشاعرها عند سماعها خبر صفقة تبادل الأسرى فقد كانت أول أسيرة تسمع الخبر عبر إذاعة الأسرى التي تبث من قطاع غزة، وتقول “أسرعت وأخبرت الأسيرات فعمت الفرحة كل الغرف”، وتضيف: ” لكن الأمر لم يؤكد حتى جاء الخبر اليقين وقامت إدارة السجون بإبلاغنا رسميًا”.
وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت أمل في التاسع من أيار (مايو) عام 2004 بتهمة الانتماء لكتائب شهداء الأقصى، وحكم عليها بالسجن 38 عامًا خفضت بعدها إلى 18 عامًا، وتم الاستقرار في النهاية على 11 عامًا، أمضت منها ما يزيد على سبع سنوات ثم أفرج عنها بموجب صفقة تبادل الأسرى.
معاناة أخرى
وتروي الأسيرة المحررة لطيفة أبو ذراع هي الأخرى معاناتها في السجون الصهيونية، حيث تعرضت للعزل الانفرادي وتتحدث بمرارة عن أطول فترة عزل قضتها، والتي امتدت مدة سنة ونصف السنة، وتم منع أشقائها من زيارتها بالإضافة إلى منع أبنائها من زيارتها بعد تجاوزهم عمر 16 إلا مرة في السنة.
كما فقدت لطيفة 25 شخصًا من معارفها وهي في السجن، من بينهم ابن عمها محمد، واشتد حزنها جراء ذلك، فكانت تلك الأيام من أصعب أيام حياتها داخل المعتقلات الصهيونية، كما تزوجت ابنتها وتزوج ابنها في غيابها دون أن تشهد الفرحة التي تتمناها كل أم لأبنائها.
ولكن أبو ذراع تحدت الظروف الصعبة بإصرارها وإرادتها فاستطاعت أن تحول تجربة السجن الأليمة إلى تجربة مفيدة فكانت تكتب القصائد والمقالات، وتعطي دورات تثقيفية، بالإضافة إلى توثيق العلاقات مع العديد من الأسيرات.
وتصف الأجواء التي خرجت بها من السجن حيث قام مندوبون من السفارة المصرية بإبلاغ الأسيرات بأن الصفقة شملتهن، وأطلعوهن على إجراءات الإفراج عنهن، ولكن قوات الاحتلال الصهيوني قامت بالتنكيد على الأسيرات والتنغيص عليهن فتم نقلهن إلى قسم مهجور من سجن (الشارون)، وبعد احتجاجهن تم نقلهن إلى قسم آخر وتم أخذ بصماتهن.
وتضيف: “كان السجن في حالة استنفار، وكان هناك مئات الجنود ثم تم التوقيع على الملفات والأوراق، وبعدها نقلنا إلى سجن (عوفر) تمهيدًا لإطلاق سراحنا، ولكن في اللحظات الأخيرة تغيرت الخطة، ونقلنا مع باقي الأسرى إلى مقر المقاطعة برام الله”، وتضيف: “لقد كان ذلك اليوم متعبًا جدًا فلم أتمكن من تناول دوائي بسبب عدم وجود أغراضي معي”.
وكانت الأسيرة المحررة لطيفة أبو ذراع قد اعتقلت في العام 2003 عندما قامت قوات الاحتلال باقتحام منزلها وتفتيشه وطلبوا منها مرافقتهم لمدة خمس دقائق، ثم أخذت إلى السجن وتم توجيه عدة تهم لها فحكمت في البداية 35 عامًا ثم خفض الحكم إلى 25 عامًا وخرجت بعد أن قضت 8 سنوات بموجب صفقة التبادل.
ورغم أن فرحتهن بالعيد كبيرة إلا أن افتقادهن لأخواتهن وإخوانهن من الأسرى هو سيد الموقف، حيث شددت الأسيرات المحررات على ضرورة العمل بكل الطرق على تحرير بقية الأسيرات خاصة والأسرى بشكل عام لأنه “لا يعرف الويل إلا من ذاق مرارة السجن”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...