الأحد 11/مايو/2025

ألم تستهلك الرباعية الدولية دورها بعد؟

ألم تستهلك الرباعية الدولية دورها بعد؟

دعوة اللجنة الدولية الرباعية للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لتقديم اقتراحات مفصلة حول ترسيم الحدود والأمن، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، لتجاوز العقبات الحالية، واستئناف المفاوضات المباشرة الثنائية، من دون تأخير ولا شروط متبادلة، لم تحمل جديداً بل كررت ما جاء في بيان الرباعية في نيويورك في 23 سبتمبر الماضي ، وتستهدف قطع الطريق أمام الفلسطينيين بشتى الطرق، والعودة إلى المفاوضات مجدداً على القاعدة التي تراها مناسبة للأجندة الأميركية -الإسرائيلية.

الجديد في سياق هذه الدعوة، هو ما جاء على لسان بنيامين نتانياهو، حين أبدى استعداده لتجميد مؤقت للاستيطان الذي تتولاه مؤسسات القطاع العام الرسمية، على أن يتواصل الاستيطان القائم على يد شركات القطاع الخاص، وهذه اللعبة تنطوي على خدعة كشفها مستشار الرئيس عباس نبيل أبو ردينة بقوله أن ما يتولاه القطاع العام في مشاريع الاستيطان لا يتجاوز 10% من جملة هذه المشاريع، وأن القسم الأكبر (90%) يتولاه القطاع الخاص.

المرحلة المقبلة في غاية الخطورة فيما يخص القضية الفلسطينية والسلوك الفلسطيني، وهناك مخاوف تساور قطاعات واسعة من الفلسطينيين من أن ينزلق المفاوض الفلسطيني نحو الدخول في متاهة «مناقشة» اقتراح نتانياهو ومتاهة «الاستفسار» عن مضمونه أو «آليات» تنفيذه.

مثل هذا الانزلاق، والذي يتخوف البعض من أن يقع تحت اسم «التكتيك»، من شأنه أن يجر إلى ما هو أبعد، وبحيث تنفتح المفاوضات على مصراعيها، ويسقط الموقف الفلسطيني الذي رهن استئناف المفاوضات بوقف شامل للاستيطان، والانطلاق من الاعتراف بحدود الرابع من يونيو، ورسم سقف زمني للعملية التفاوضية.

هناك علامة استفهام حول ما نقلته صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مسؤولين فلسطينيين كبار من أنه «تمهيداً لتجديد الاتصالات مع إسرائيل، ستطلب السلطة من اللجنة الرباعية الضغط على “إسرائيل”، لإطلاق سراح أسرى بناء على تعهدات رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت، لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ولكن الخطير هو التصريح الذي نسبته الصحيفة إلى عريقات، بأن إطلاق سراح الأسرى ليس شرطا لتجديد المفاوضات بين الطرفين، مثلما أن تجميد الاستيطان ليس شرطاً، وإنما الشرط هو الالتزام بالتعهدات.

ألم يحن الوقت بعد، لأن تعيد السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، النظر في الحاجة إلى اللجنة الدولية الرباعية؟ هل مازالت مؤهلة كراعية للعملية التفاوضية أم أنها استهلكت وانتهت وظيفتها بعد التوجه الرسمي الفلسطيني إلى الأمم المتحدة؟

العودة للرهان على اللجنة الرباعية يشكل خطوة كبرى إلى الوراء، فالتأييد الدولي لعدالة القضية الفلسطينية، ولحقوق شعبها في تزايد، والعزلة الدولية ل”إسرائيل” وسياستها تتعمق، والإحراجات التي تواجه السياسة الأميركية المنحازة لتل أبيب، تزداد إحراجاً يوماً بعد آخر.

صحيفة الوطن القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات