الإثنين 12/مايو/2025

صفقة شاليط والاعتذار

صفقة شاليط والاعتذار

تنوعت الآراء في تحليل صفقة إطلاق الجندي الإسرائيلي شاليط مقابل 1027 أسيراً فلسطينياً من ناحية، وصدور بيان عن وزير الدفاع الإسرائيلي باراك، يعتذر فيه رسمياً عن قيام الجيش الإسرائيلي بقتل خمسة من الجنود المصريين من ناحية أخرى.

ورأى البعض أن هناك علاقة بين الأمرين مؤداها أن “إسرائيل” قررت مكافأة مصر لدورها في إتمام صفقة شاليط، ورأى البعض الآخر أن “إسرائيل” اضطرت للاعتراف بالجريمة ضد الجنود المصريين بعد أن قامت لجنة التحقيق المصرية الإسرائيلية المشتركة بكشف الحقيقة، وبعد أن استشعرت أن الرأي العام المصري أصبح معبئاً ضدها بدرجة تنذر بمخاطر على معاهدة السلام. ورأى البعض أن توقيت الصفقة والإعلان المتزامن عن الاعتذار، جاءا ليخدما صورة المجلس الرئاسي العسكري في مصر في أعقاب مشكلة مظاهرة الأقباط في ماسبيرو، ومقتل نحو ثلاثين منهم.

وفي تقديري، أن هذا رأي ضعيف للغاية، فمن المستحيل أن يتم ترتيب الصفقة والاعتذار خلال أيام قليلة، فهما من الأمور التي تستغرق وقتاً طويلاً من أجل الاتفاق عليها. وإذا كان يمكن الربط بين الصفقة والاعتذار، فلا شك أن العلاقات الدولية تحتمل مثل هذه التفاهمات، كما أنه يستحيل استبعاد احتمال استشعار “إسرائيل” لمخاطر عدم الاعتذار، خاصة بعد أن تعرضت سفارتها في القاهرة لهجوم المتظاهرين الغاضبين، والذي وصل إلى حد اقتحام المبنى، ومحاصرة ستة من رجال الأمن الإسرائيليين وتعرض حياتهم للخطر لولا تدخل الجيش المصري في عملية خاصة لإنقاذهم، بعد أن استنجد نتنياهو بالرئيس الأميركي أوباما.

لقد قوبل الإعلان عن صفقة شاليط في “إسرائيل” بمظاهرة إعلامية ضخمة، فقد خصصت جميع قنوات التلفزيون الإسرائيلية مساحات زمنية واسعة لتغطية ومتابعة تفاصيل العملية، وكيفية تنفيذ الصفقة. وهنا انقسمت الآراء حول ما إذا كانت الصفقة في مصلحة “إسرائيل” أو ضدها. فقد رأى البعض أن الإفراج عن أسرى فلسطينيين قاموا بأعمال عسكرية ضد “إسرائيل” تمثل تشجيعاً لمزيد من هذه الأعمال، لدرجة أن بعض المحللين قال إن المفرج عنهم سيعودون مرة أخرى لمهاجمة “إسرائيل”. هذا في حين رأى البعض أن “إسرائيل” قد دققت في اختيار المفرج عنهم على نحو تضمن به أنهم لن يعودوا إلى مهاجمتها.

أما خبر اعتذار باراك لمصر فلم يحظ بأي تغطية ملحوظة لا في القنوات التلفزيونية ولا في الصحف، وهو أمر يعني الرغبة الإسرائيلية في التقليل من شأنه أمام الرأي العام الداخلي

صحيفة الاتحاد الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات