الأحد 11/مايو/2025

الأسير خليل أبو علبة: الوفاء يتوج بالحرية (تقرير)

الأسير خليل أبو علبة: الوفاء يتوج بالحرية (تقرير)

مزيج من مشاعر الفخر والفخر والاعتزاز، تعيشها أسرة المجاهد خليل أبو علبة، بعد ثبوت ورود اسمه في صفقة الأحرار.. إنه قدر الأبطال.. أوفوا الوطن حقه، فأوفى الأحرار بالعهد لهم حتى أزهر ربيع الحرية وتحطم قيد السجان.

إنه المجاهد البطل، خليل محمد محمد أبو علبة (أبو محمد)، الذي انطلق بإرادة ذاتية وإيمان عميق ليثأر لسيل القتل الصهيوني في مستهل انتفاضة الأقصى، فكان أن وفقه الله في عملية دهس نوعية حصدت ثمانية من الجنود الصهاينة، أسر خلالها وحكم عليه بثمانية مؤبدات.

زوجة وأطفال .. فرحة وترقب لحظة اللقاء 

وعبرت زوجة الأسير خليل أبو علبة، التي تترقب هي وأبناؤها الستة لحظة الفرج القريبة، عن عميق سعادتها بهذه اللحظات التاريخية التي طالما كانت تحلم بها وتراها أشبه بالحلم المستحيل، حتى أضحى حقيقة واقعة.

وبدت كأنها غير مصدقة أن أبو محمد، سيعود إلى هذا البيت في حي الشيخ رضوان بغزة، وهي تتساءل: هل بالفعل اسمخليلأبوعلبةموجود ضمنالصفقة؟..هل سيعودكييملأبيتهويحضنأبناءه من جديد بعد فراق دام لأحد عشر عامًا؟!”.

ولادته وعمله

البطل أبو علبة، هو من مواليد مخيم جباليا شمال قطاع غزة، بتاريخ (29-12-1965)، وتعود جذوره إلى بيت جرجا، داخل الأرض المحتلة، منذ عام 1948، وله ستة أبناء ثلاثة منهم ذكور وثلاث إناث.

عمل خليل في تصليح إطارات السيارات في بداية حياته مع إخوته في ورشة خاصة بهم في غزة، ثم انتقل بعد ذلك للعمل في ورشة تصليح الإطارات في المنطقة الصناعية قرب قرية بيت حانون شمال غزة؛ وتعلم قيادة الحافلات، وعمل بداخل المنطقة الصناعية كسائق حافلة في شركة “إيجد” الصهيونية لنقل من يتوجهون من قطاع غزة لاستخراج بطاقات ممغنطة، وعمل بعد ذلك كسائق حافلة لنقل العمال الفلسطينيين من غزة إلى داخل مدن فلسطين المحتلة كمدينة يافا، وتل الربيع(تل أبيب)، والرملة، وغيرها من المدن الفلسطينية المحتلة.

هجوم استشهادي.. قتل 8 جنود صهاينة 

بعد أشهر قليلة من انطلاق انتفاضة الأقصى وإثر تأثره بحجم المجازر التي اقترفتها قوات الاحتلال، نفذ البطل هجومًا استشهاديًّا عبر الدهس، مستهدفًا تجمعًا للجنود الصهاينة في بلدة (يازور)، شرق مدينة يافا المحتلة بتاريخ (14-2-2001).

وفي تفاصيل تلك العملية؛ في حوالي الساعة السابعة من اليوم الموعود، وبعد إنزال العمال الفلسطينيين مباشرة، قام المجاهد خليل بدهس الجنود الصهاينة على مفرق الطريق، فيما يسمى مغتصبة “حولون” شمال مدينة يافا؛ حيث تجمع الجنود الصهاينة، ثم استمر بالانطلاق بحافلته باتجاه غزة، وكان قد قطع مسافة عشرة كيلومترات؛ حيث كانت دارت مطاردة عنيفة بينه وبين قوات الاحتلال الصهيوني، حتى وصل مدخل مدينة أسدود الشارع الرئيس وعند الإشارة الضوئية لم يستطع الاستمرار في السفر بسبب ازدحام مفرق الطرق فاصطدم بإحدى الشاحنات الصهيونية المتوقفة أمام الإشارة، وكان اصطدامًا عنيفًاللغاية، حتى ظن من رأى الحافلة أنه استشهد، لأن واجهة الحافلة قد تهشمت كليًّا، واندفع كرسي السائق مع السائق إلى داخل الحافلة ما يزيد عن مترين، لكن كتبت النجاة لفارسنا الذي أصيب في حينه بجروح خطيرة مكث على إثرها في مستشفى الرملة لمدة سبعة شهور، وتم بتر ساقه اليسرى . 

ثمانية مؤبدات

وبعد جلسات من المحاكمات، تم الحكم على البطل بالسجن لمدة ثمانية مؤبدات و20 عامًا أخرى.

وفي مقابلة سابقة من داخل أسره، قال البطل إنه قام بهذه العملية “انتقامًا لشهداء شعبي، وردًّا على البطش والتنكيل الذي يقوم به العدو المجرم بحق أبناء فلسطين وبناتها الذين لا نصر لهم سوى الله عز وجل.. لا سيما في بداية انتفاضة الأقصى؛ حيث وجود الشهداء وعشرات الأمهات الثكالى والأرامل والأطفال التي تزهق أرواحهم يوميًّا في الشوارع والمخيمات وعلى شاشات التلفاز”.

العملية كما يرويها البطل
 
وعرض تفاصيل العملية قائلًا: “كنت حريصًا على قتل أكبر عدد ممكن من الجنود؛ حيث رأيت في البداية تجمعًا لثلاثة أو أربعة من الجنود، ولكنني لم أنفذ العملية وبحثت عن تجمع أكبر للجنود.. ودخولي عليهم بأقصى سرعة، وبلا تردد، دستهم بعجلات الباص ورأيت أحد الجنود يستغيث، وهو يرفع يديه، وكان ملقى على الأرض، فما كان مني إلا أن تذكرت هذا الجندي أنه سيذهب لقتل أطفال، فطحنته طحنًا بلا رحمة ونفسي تحدثني (موت بذلة يا كلب يا قاتل شعب).

وأكد أنه لم يكن يتوقع أن يعيش أو يسجن؛ حيث توجه وانطلق بنية الاستشهاد، ونطق بالشهادتين قبل أن يتقدم بالباص نحو الجنود، ولكن الله كتب له البقاء والأسر، لينعم بربيع الحرية، ويعيش هذه اللحظات.. لحظات الوفاء؛ فكما أوفى هو لشعبه ولدماء الشهداء الذين انطلق ليثأر لهم؛ وجد من يفي له ويحمل هم قضيته عبر أسر شاليط حتى حانت اللحظة وأشرقت شمس الحرية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات