الإثنين 12/مايو/2025

زوجة الأسير أبو الهيجا: الصفقة مشرِّفة حتى لو لم تشمل زوجي

زوجة الأسير أبو الهيجا: الصفقة مشرِّفة حتى لو لم تشمل زوجي

وصفت زوجة الأسير الشيخ جمال أبوالهيجا من مخيم جنين، السيدة أم عبد السلام، صفقة تبادل الأسرى بالنصر الكبير لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، مضيفة إنه عند الإعلان الأولي عن إتمام الصفقة، بدأنا نكبر وشعرنا بفرح غامر، ولم يكن مبعث الفرح إلا أن الصفقة تمت، وبدأت تنهال علينا الاتصالات من كل جهة، تُبارك لنا بالصفقة، كوننا عائلة أسير، وقيادي بحركة حماس، وأن حماس انتصرت على الاحتلال بهذا الصفقة المشرفة، وقام أولادي بتوزيع “الكنافة” على أهالي الحي، وبدأ الجيران يتوافدون على المنزل، وتحول بيتنا في لحظات إلى مزار لأهل الحي لتقديم التهاني بانتصار حماس والمقاومة.

واعتبرت زوجة الأسير في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”، أن كل الصفقة رائعة، قائلة: “لم نكن نتوقع أن تكون بهذه القوة، فقد شملت عددًا كبيرًا من المحكومين بالسجن المؤبد، وهم أكثر من ثلثها، وأيضًا المرضى وكبار السن، وعمداء الأسرى، لكن أفضل ما فيها، أنها ستبيِّض سجن النساء، فقلد رأيت معاناة النساء في السجن، من الأمهات والزوجات، والأسيرات الصغيرات، وشهدت في فترة وجودي في السجن، إضرابين من إضرابات الأسيرات، وكنت أتعجب وأتساءل أمام وحشية السجان وجبروته بعدوانه على الأسيرات، أين المسلمون من هذه البقعة التي يستباح فيها شرف الأمة وعرضها؟، كنَّ يتعرضن للضرب بالعصيّ، وإلقائهن أرضًا والدوس على بطونهن، ورشهن بخراطيم المياه القوية، التي تلقي الواحدة منهن أرضًا بعد رميها لأمتار، وقد كسرت في تلك الفترة يد الأسيرة قاهرة السعدي، فالحمد لله على تبييض السجون من النساء، فلو لم تحوِ الصفقة إلا النساء، لكان هذا يكفينا”.

وعلقت الأسيرة السابقة عن عدم شمول زوجها بالصفقة بالقول: “في البداية تضايقت، وتألمت، ولكن أعرف أنه لم يكن الموضوع بيد المقاومة، فلقد قاتلوا حتى النفس الأخير في الصفقة لإخراج زوجي وإخوانه القادة، وقد أجرينا اتصالاً مع القيادي الشيخ صالح العاروري، أحد المشرفين على الصفقة في حركة حماس، وأكد لنا أنهم حالوا وعلى مدار الخمسة أيام الأخيرة، الإصرار على إدراج اسم زوجي في الصفقة، إلا أن الوفد الصهيوني، طلب طائرته للعودة، وإغلاق ملف الصفقة نهائيًّا، وهذا لا يعقل بالنسبة لنا ولبقية الأسرى، فلا يجب على الشخص أن يكون أنانيًّا، الحمد لله الصفقة شملت الكثيرين، وهذا مُشرف لنا، ولم تكن تحتمل الصفقة أكثر مما حملت، خاصة بعد طول مفاوضات”.

وقدمت زوجة أبو الهيجا الشكر الجزيل للمقاومة، وتابعت: “نقبِّلُ رؤوسهم، على كل المراحل البطولية التي قاموا بها، ابتداءً من خطف الجندي والاحتفاظ به، حتى تنفيذ الصفقة والإفراج عن الأسرى، فلقد أثبتوا جسارة وقوة في كل مراحلها، وما قصروا في شيء، لا معنا، ولا مع غيرنا من بقية الفصائل الفلسطينية”.

ووجهت أم عبد السلام رسالة إلى عائلات الأسرى الذين لم تشملهم الصفقة، قائلة لهم: “صبرٌ جميل، والله المستعان”، وما بعد الضيق إلا الفرج، والصبر مفتاح للأجر، وأملنا بالله كبير، وإن شاء الله ربنا يكرم المقاومين بصفقة جديدة، تخرج جميع الأسرى والقيادات، في القريب العاجل إن شاء الله، ويجب أن نصبر كما صبر غيرنا، وإن شاء الله لن يضيع الله لكم هذا الصبر”.

وبما يتعلق بمحاولة البعض الانتقاص من الصفقة، طالبت أبو الهيجا المنتقدين بأفعال على الأرض، مضيفة: الصفقة كانت من أقوى الصفقات التي يحقق بها الشعب الفلسطيني هذه المكاسب، مقابل جندي واحد، وهذه أول صفقة تقوم بها المقاومة باختطاف جندي داخل فلسطين والاحتفاظ به طوال خمسة أعوام ونصف داخل فلسطين، حتى استسلم الاحتلال أمام صلابة المقاومة يائسًا من إرجاعه، الصفقة كانت درسًا بليغًا لمن بذل 18 عامًا أو يزيد من المفاوضات لم يحصل يجنِ من ورائها إلا “صفر كبير”، ولم نرَ فيها إلا المزيد من الاستيطان والاعتداء على الإنسان والأرض الفلسطينية، من يريد أن يطيل لسانه، يجب عليه قبلها أن يرينا فعل يده.

وأشادت زوجة الأسير أبو الهيجا بمفاوضي حماس، وبمهارتهم العالية؛ حيث لم ينسوا إخوانهم الذين لم يُفرج عنهم، بمسحة حانية، تخفف عنهم ما هم فيه، بإعادة جميع الإنجازات التي كانت لديهم قبل اختطاف الجندي، وإخراج المعزولين من عزلهم، فالشيخ جمال موجود بالعزل منذ ثماني سنوات، والآن وجوده مع بقية إخوانه سيشعره بالأنس وبأجواء صحّية أفضل مما كان بها، وأيضًا عناية طبية أفضل، فالحمد لله.

وخاطبت الأسيرة السابقة زوجها بالقول: “أنت تاج رؤوسنا، ونحن نفخر ونرفع رأسنا بك عاليًا، وهو -ما شاء الله عليه- يعطينا الصبر والمعنويات ولسنا نحن، وإن شاء الله أملنا بالله كبير، أن تحمل الأيام القادمة الفرج من الله، له ولجميع إخوانه الأسرى”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات