الإثنين 12/مايو/2025

تفاصيل إبرام صفقة التبادل بين حماس والكيان الصهيوني

تفاصيل إبرام صفقة التبادل بين حماس والكيان الصهيوني
عوامل توقيت الصفقة: المأزق العسكري للجيش في غزة، موقفي جهاز “الشاباك” و”الموساد”، المرونة في موقف حماس، توجه أبو مازن للأمم المتحدة، الثورات في العالم العربي

صادقت الحكومة الصهيونية بأغلبية كبيرة على الإفراج عن أكثر من ألف أسير فلسطيني لقاء إطلاق سراح الجندي “غلعاد شاليط”، حيث صوت 26 وزيراً، لصالح الصفقة، فيما عارضها 3، ودعمها رئيسا جهازي “الشاباك” و”الموساد” وقائد الجيش.

وقال رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” إنّ الصفقة هي الأفضل التي كان بالإمكان التوصل إليها في هذه الفترة بالذات، مؤكداً أنّ الحكومة خاضت مفاوضات شاقة ومستمرة وبوساطة ألمانية لإتمام الصفقة، وقد رأيت أنّ هذه الفرصة قد لا تعود مرة أخرى، بعد أن فشلت جميع الطرق والوسائل الممكنة لإطلاق سراحه، كما أنّ قادة الأجهزة الأمنية، أيدوا الصفقة بادعاء أنه لا يمكن الحصول على صفقة أفضل، بعد ما أبدته حماس من مرونة في تراجعها عن إطلاق سراح القياديين الكبار، والموافقة على إبعاد عدد كبير منهم خارج الضفة الغربية.

وأضاف: توصلنا لأفضل اتفاق من الممكن تحقيقه في هذه الفترة التي تشهد عواصف تجتاح الشرق الأوسط، ولا أعلم ما إذا كان المستقبل القريب سيتيح لنا التوصل لاتفاق أفضل، وثمة احتمال كبير بأن نافذة الفرص الناشئة في الظرف الراهن ستغلق نهائياً دون أن نعيده] على الإطلاق، وبالتالي، وبناء على كل هذه الاعتبارات، فقد أوعزت إلى الطاقم المفاوض بتوقيع الاتفاق بالأحرف الأولى، حيث تم وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، وجرى التوقيع عليه من قبل الطرفين المعنيين. (القناة العبرية الأولى)

وقال وزير الحرب “ايهود باراك” إنّ “نتنياهو” أبدى شجاعة وقيادة لتحمله المسؤولية في اتخاذ قرار صعب، وأن الدوائر الأمنية تدعم هذا القرار، وستعمل كل ما بوسعها كي لا تتحقق المخاطر التي نخشاها جميعاً، آملاً ألا ترتكب أخطاء خلال الأيام القليلة القادمة ليكون الجندي في منزله، ناصحاً الجميع بالتحلي بضبط النفس إلى حين وصوله.

مراقبة المحررين

فيما قالت زعيمة المعارضة “تسيبي ليفني” أنّها تحترم قرار الحكومة وتهنئ الشعب بأسره، معربة عن اعتقادها بوجوب إجراء نقاش مستفيض بعد عودته حول احتمال تكرر حوادث الاختطاف. (موقع ويللا الإخباري)

وأكد رئيس الشاباك “يورام كوهين” أنّ قائمة المفرج عنهم لا تشمل مروان برغوثي وعبد الله برغوثي أحمد سعدات وحسن سلامة، وسيفرج عن 280 من المحكوم عليهم بالمؤبد، بينهم آمنة منى، زاعماً أنّ “إسرائيل” لم تتعهد بالامتناع عن استهداف المفرج عنهم إذا ما عادوا لممارسة العمل المسلح، زاعماً إنّه تم التوصل للصفقة عقب تغيير في موقف حماس بشأن عاملين مركزيين:

1. موافقتها على عدم إطلاق سراح كبار القياديين،

2. تقليص عدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم للضفة الغربية.

وأضاف: الصفقة التي تم التوصل إليها صعبة، لكن من جهة أخرى لا يمكن الانتظار أكثر لأن ذلك قد يؤدي لعدم إطلاق سراحه، علاوة على أنه لن يكون بالإمكان الحصول على صفقة أفضل، رغم تعقيداتها، وأن “إسرائيل” تدفع ثمناً، وأن حماس ستعرض ذلك كانتصار، وإنجاز لها. (موقع قضايا مركزية)

فيما قال وزير البنى التحتية “عوزي لانداو” أنّ تنفيذ الصفقة سيؤدي لتصعيد العنف، ومقتل العديد من الصهاينة، أو اختطافهم مستقبلاً، معرباً عن أمله في أن يؤدي تصويت الأقلية لحث الحكومات على دراسة موضوع التفاوض مع خاطفي صهاينة بتمعن.

لكن أوساطاً عسكرية صهيونية زعمت أنّ لقاء مباشراً عقد بين قائد كتائب عز الدين القسام أحمد الجعبري والمبعوث الصهيوني الخاص بالصفقة “ديفيد ميدان” في القاهرة، مؤكدة أن “العمود الفقري” في تسهيل الصفقة هو رئيس “الشاباك” الذي استطاع إقناع الوزراء بأنه لن يكون هناك معلومات عن “شاليط” في المستقبل، ولا بد من إتمام الصفقة، ولاحقًا، وجه “نتنياهو” شكراً خاصاً له بهذا الشأن. موقع الجيش الصهيوني

مهندس الصفقة

الخبير العسكري الصهيوني، إليئور ليفي، فسر من وجهة نظره توقيت إتمام الصفقة بقوله: بعد 1935 يوماً على اختطاف الجندي، توصلت “إسرائيل” وحماس إلى صفقة التبادل الأسرى، بعد أن قررت حماس قبول الخطوط العريضة لها، وهناك أسباب كثيرة في المرونة التي ظهرت في موقفها، لا تتعلق فقط بسياستها الداخلية، كما في “إسرائيل”، حيث تواجه ضغوطاً كبيرة من جانب أبناء عائلات الأسرى، بما في ذلك في الضفة الغربية، لكن أساسها في قطاع غزة، كما أن الإضرابات السياسية الكثيرة في الدول العربية ساهمت بالتقدم في الصفقة، فالثورة في مصر ساهمت باستكمالها، لأنه في فترة حكم مبارك، سادت حالة من التوتر الكبير مع مسئولي قيادة حماس، والآن، وبعد أن تنحيه، فإن الحوار مع الوسطاء المصريين أصبح أكثر سهولة وراحة للمنظمات الفلسطينية، خاصة وأنهم ظهروا أكثر منطقية.

كما أن زعزعة نظام الأسد شكل حافزاً لإتمام الصفقة بالنسبة لحماس، ففي الأشهر الأخيرة تزايدت التقارير التي تتحدث عن بحثها عن نقل مقر مكتبها السياسي من دمشق إلى دولة أخرى، وتعتبر القاهرة من بين الاحتمالات المفضلة، ومن الممكن الافتراض أنه على هامش الصفقة، حصلت حماس على ضمانات بأنها ستتمكن من نقل مقرها في حال انهار الأسد، كما أن رد حماس على الرؤية المصرية يمكنه أن يشجع القيادة في القاهرة على السماح لها بفتح مفوضية في عاصمتهم.

ولدى حكومة حماس في غزة مصالح داخلية ترتبط بعلاقاتها مع مصر، حيث يحاولون التماسك أمام الحصار على قطاع غزة عبر فتح معبر رفح بشكل كامل، ومنذ استبدال السلطة في القاهرة، قررت مصر فتح المعبر بين غزة وسيناء بشكل جزئي فقط أمام حركة الفلسطينيين، غير أن الحركة ما زالت مقيدة، وما زالت مصر لم توافق بعد على فتح المعبر بناء على طلب حماس أمام البضائع أيضاً، وليس أمام الأفراد فقط، ويمكن للأمر أن يساعد قطاع غزة كثيرا من الناحية الاقتصادية، خاصة بسبب الجهود المصرية في الأشهر الأخيرة لمقاومة بنية أنفاق التهريب التي تزود حماس بالسلاح، وبالبضائع التي تحرك الاقتصاد الغزي المتمزق، كما أن موافقة حماس على الصفقة من شأنها أن تحفز فتح معبر رفح بشكل كامل.

وهناك نقطة أخرى مرتبطة بمنظومة العلاقات الفلسطينية الداخلية، فالإنجازات الدعائية الأخيرة التي حققتها السلطة الفلسطينية بشأن التوجه للأمم المتحدة رفعت من قيمتها، ومنحتها غطاء للتأييد الشعبي، وحين تكون الضفة الغربية تشهد قفزة اقتصادية رائعة، فإن الوضع في غزة يعتبر صورة عكسية تماماً، وتخشى حماس أن يتأثر تأييدها، أو ربما يكون قد تضرر بالفعل.

وأضاف: لا يوجد شك في أن الإنجاز الوطني لحماس بتحريرها أسرى من جميع الفصائل، بما في ذلك من فتح، سيزيد من تأييدها الشعبي في الضفة وغزة، وظهر ذلك في خطاب خالد مشعل، وفي أعقاب التأييد، تستطيع حماس رفع سقف مطالبها تجاه فتح في محادثات المصالحة الداخلية، هذه الأسباب يمكنها أن تحسن من وضع حماس بين السكان الفلسطينيين وبين العالم العربي. (القناة العبرية العاشرة)

التغيرات الإقليمية

لكن المحلل الأمني الصهيوني “رون بن يشاي” أشار لجملة عوامل سرعت في إبرام الصفقة، وهي:
 
1. المأزق العسكري للجيش في غزة،

2. موقفي جهاز الشاباك والموساد،

3. المرونة في موقف حماس،

4. توجه أبو مازن للأمم المتحدة،

5. الثورات في العالم العربي.

كل ذلك أثر على “نتنياهو”، ودفعه لاتخاذ قرار بجلب الاتفاق للحكومة، ومن بين مهندسي القرار الأساسيين، رئيس الشاباك، بعده يأتي وزير الحرب، وإلى جواره رئيس هيئة الأركان، ورئيس الموساد، الذين أيدوا الصفقة، بعد أن أعلنا مؤخراً بصورة قاطعة أنهما لا يستطيعان اقتراح خطة تنفيذية عملية تتيح إطلاق سراح شاليط على قيد الحياة، ومع دخولهما للمنصب، قاما بعملية فحص جديدة وأساسية للاحتمالات التنفيذية لإطلاق سراحه، وتوصلا لنتيجة واحدة، أن الطريق الوحيد لإطلاق سراحه هي صفقة تحرير أسرى، وفي حماس يعتبر مهندسها الرئيسي رئيس الذراع العسكري أحمد الجعبري، الذي حصل على الضوء الأخضر لإبداء مرونة من رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، ومن الجانب المصري، من عمل في المهمة رئيس المخابرات العامة مراد موافي، واستعان بالوسيط الألماني “غيرهارد كونراد”.

وقد تبنى “باراك” بمبدأ وضعه “إسحاق رابين” في وقته، وهو “إذا لم يكن هناك احتمال لعملية عسكرية، ينبغي إطلاق سراح أسرى صهاينة بدون خيار، عبر صفقة لإطلاق سراح مسلحين، أيا كانت صعوبتها، ما يعني أن “إيهود باراك” لعب دوراً حاسماً في إقناع “نتنياهو” بقبول الصفقة، وعلى خلاف الماضي، وقد وعد “يورام كوهين” رئيس الحكومة بأن الجهاز الذي يرأسه قادر على مراقبة أفعال وأنشطة الأسرى الكبار الذين سيتم إطلاق سراحهم إلى الضفة الغربية، وسيمنعهم من العودة لنشاطهم.

وأضاف: الوضع في العالم العربي أثر على قرار “نتنياهو”، فقد أدرك أن الوسيط الألماني استنفذ جميع قدراته، وأن مصير المفاوضات يوجد في أيدي النظام العسكري في مصر، وفي “إسرائيل” هناك مخاوف جادة من أن هذا النظام الذي تدير معه حواراً متدفقاً، قد يفقد خلال بضعة أشهر قدرته على الوساطة، وسيصبح تحت تأثير الإخوان المسلمين، كما أن المجلس العسكري الأعلى الحاكم في مصر يحتاج حالياً لإنجاز على الساحة الدولية والعربية.

وهناك عنصر آخر وهو الوضع في سوريا، فنظام الأسد أيد إتمام الصفقة لتحسين وضعه على الساحة الدولية، واستخدم تأثيره على قيادة حماس المتواجدة في دمشق لتبدي مرونة في موقفها، وسادت مخاوف في “إسرائيل” من أن هذا التأثير أيا كانت قوته أو ضعفه سيتلاشى مع سقوط الرئيس، إنها “نافذة فرص” تحدثوا عنها في تل أبيب، نافذة قد تُغلق في أعقاب استمرار الثورات في العالم العربي، كما أن التغيير في موقف رئيس السلطة الفلسطينية في الفترة الأخيرة حمل تأثيراً، ففي الماضي أعربت واشنطن عن مخاوفها من أن صفقة بُناء على الخطوط العريضة التي تشكلت ستؤدي لارتفاع شأن حماس في الشارع الفلسطيني، كما أنها ستهدد وضع أبو مازن وسلطة فتح في الضفة، وقد شاطرتهم تل أبيب هذه المخاوف، وفي أعقاب التوجه للأمم المتحدة، تعزز وضع أبو مازن للغاية، ولا توجد مخاوف من المساس الشديد بوضعه عقب الصفقة، ومن المحتمل أن “نتنياهو” لديه مصلحة في التسبب في جعله يتصبب عرقاً، كانتقام منه على أدائه الأخير على الساحة الدولية.

كما كان لحماس مصلحة في إبداء مرونة في موقفها، فالأرض تتزلزل تحت أقدام قيادتها السياسية في دمشق، وتبحث لنفسها عن قاعدة جديدة، وهي بحاجة حالياً لبطاقة دخول لدول عربية معتدلة، على رأسها مصر، الأردن، وقطر. (القناة العبرية الأولى)

مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية، 12/10/2011

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....