مسئولية الشاباك عن عمليات المستوطنين ضد الفلسطينيين

لكنه يوجد فرق آخر خفي ايضا يتعلق بجهاز الامن العام (الشاباك) المسؤول عن التحقيقين: فقد نجح «الشاباك» في حالة القاصرين الفلسطينيين بأن يحصل سريعا جدا على المعلومات الاستخبارية المطلوبة للعثور على المشتبه فيهما واعتقالهما. وفي التحقيق، بمساعدة الطرق المعروفة، نجح رجاله في استخراج اعترافات من المشتبه فيهما اللذين اعترفا بالفعل. ولا شك أن هذا نجاح آخر مدهش ل «الشاباك».
وفيما يتعلق بالشاب المستوطن من يتسهار الذي يعتبر ممن يسمون «شباب التلال»، حدث الاعتقال صدفة وليس على يد «الشاباك». و»الشاباك» لا يستعمل على المشتبه فيه الاسرائيلي ايضا طرق التحقيق الخاصة ولو فعل لاستطاع ان يمنعه من اللقاء مع المحامي لكن هذا لم يجرِ. فقد نصح المحامي موكله بالحفاظ على حق الصمت الآن على الأقل.
هذه التفصيلات هي التي تؤدي الى الفرق الكبير. فالشاباك ينجح مرة بعد اخرى في افشال وحل ألغاز عمليات ارهاب للفلسطينيين في المناطق وعرب من مواطني اسرائيل ايضا، لكنه يفشل مرة بعد اخرى في مهمته إزاء التنظيمات السرية، واعمال التنكيل وعمليات الارهاب اليهودي. كان المسجد في طوبا الزنغرية هو الرابع الذي تم احراقه. سبقته عمليات حرق في إبطن في الجليل الغربي وقرى في الضفة الغربية. وأُبلغ في نهاية الاسبوع عن تدنيس المقابر في يافا. ان من يحرق المساجد ويدنس القبور لا يقصد الى الانتقام فقط بل يريد ان ينشيء تحرشا هدفه اشعال حرب دينية.
ان اخفاقات «الشاباك» المتكررة لحل لغز الارهاب اليهودي هي لذلك مقلقة وتعرض النظام في اسرائيل للخطر. والمنظمة تعلم هذا جيدا. انها تواجه الظاهرة التي مصدرها المتطرفون المتدينون من بين المستوطنين منذ ثلاثة عقود. بعد عمليات المنظمة الارهابية اليهودية التي كانت موجهة على رؤساء بلديات في الضفة في بداية الثمانينيات زعمت المجلة الاسبوعية «تايم» الاميركية أن رئيس «الشاباك» آنذاك، ابراهام احيطوف، لا يبادر الى التحقيق في العمليات وحل ألغازها كي لا يُغضب رئيس الحكومة مناحيم بيغن. وأثار النبأ ردا غاضبا في اسرائيل وأُنكر. وبعد مرور ثلاث سنين نجح «الشاباك» في اعتقال اعضاء المنظمة الذين خططوا ايضا لتفجير حافلات اولاد ومسجدي جبل الهيكل. وحوكموا وحكم عليهم بفترات سجن طويلة وأُفرج عنهم بعد أن أمضوا مدة قصيرة نسبيا.
هذا اخفاق جهازي. زعم منفذو اعمال التنكيل في اليهود في روسيا ان «القيصر معنا». ويتمتع المنكلون في اسرائيل بتسامح القضاة الذين يقللون من قدر أعمالهم ويفرجون عنهم أو يحكمون عليهم بعقوبات طفيفة، ويتمتعون بعجز الشرطة والجيش الاسرائيلي المتعمد كما يبدو. وتسهم الصحف اليهودية – الاسرائيلية ايضا بأن تتبنى مغسلة كلام المستوطنين الذين يسمون هذه الاعمال «شارة ثمن» وكأن الحديث عن منتوج حانوت. يجب ان نقول الحقيقة وهي ان ما يفعله المستوطنون بجيرانهم الفلسطينيين هو ارهاب من جميع جوانبه.
في جميع سني محاربة «الشاباك» للارهاب اليهودي زعم مسؤولوه الكبار انه توجد صعوبة في التغلغل الى المجموعات القومية من المتطرفين المتدينين اليهود لأنها شديدة السرية وتستعد لمواجهة التحقيقات. وهذه ذرائع. ان حزب الله وحماس ايضا منظمتا متطرفين متدينين. وهما ايضا تدرسان العدو ومع ذلك كله ينجح «الشاباك» والجهات الاستخبارية في التغلغل فيهما والحصول على معلومات استخبارية دقيقة.
ان رؤساء «الشاباك» الثلاثة في العقد الاخير – آفي ديختر ويوفال ديسكن وهذا الحالي، يورام كوهين، هم خريجو دورية هيئة القيادة العامة. ومن المؤكد أنهم لم ينسوا عبارة: لا يوجد لا أستطيع، يوجد لا أريد.
هآرتس، 12/10/2011
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...