الإثنين 12/مايو/2025

مسئولية الشاباك عن عمليات المستوطنين ضد الفلسطينيين

مسئولية الشاباك عن عمليات المستوطنين ضد الفلسطينيين
هناك ثلاثة شباب معتقلين في سجن في اسرائيل: قاصران فلسطينيان مسلمان، واسرائيلي يهودي واحد. والفلسطينيان متهمان بقتل مستوطن يهودي. أما الاسرائيلي فمتهم باحراق المسجد في القرية البدوية طوبا الزنغرية. يوجد بالطبع فرق جوهري بارز جلي بين الحالتين: فالفلسطينيان متهمان بأنهما رميا سيارة بالحجارة ونتيجة ذلك قتل آشر بالمر وابنه الطفل يونتان. والاسرائيلي متهم باحراق مسجد انتهى بضرر بالمبنى وبالمصاحف لكن بلا ضحايا.

لكنه يوجد فرق آخر خفي ايضا يتعلق بجهاز الامن العام (الشاباك) المسؤول عن التحقيقين: فقد نجح «الشاباك» في حالة القاصرين الفلسطينيين بأن يحصل سريعا جدا على المعلومات الاستخبارية المطلوبة للعثور على المشتبه فيهما واعتقالهما. وفي التحقيق، بمساعدة الطرق المعروفة، نجح رجاله في استخراج اعترافات من المشتبه فيهما اللذين اعترفا بالفعل. ولا شك أن هذا نجاح آخر مدهش ل «الشاباك».

وفيما يتعلق بالشاب المستوطن من يتسهار الذي يعتبر ممن يسمون «شباب التلال»، حدث الاعتقال صدفة وليس على يد «الشاباك». و»الشاباك» لا يستعمل على المشتبه فيه الاسرائيلي ايضا طرق التحقيق الخاصة ولو فعل لاستطاع ان يمنعه من اللقاء مع المحامي لكن هذا لم يجرِ. فقد نصح المحامي موكله بالحفاظ على حق الصمت الآن على الأقل.

هذه التفصيلات هي التي تؤدي الى الفرق الكبير. فالشاباك ينجح مرة بعد اخرى في افشال وحل ألغاز عمليات ارهاب للفلسطينيين في المناطق وعرب من مواطني اسرائيل ايضا، لكنه يفشل مرة بعد اخرى في مهمته إزاء التنظيمات السرية، واعمال التنكيل وعمليات الارهاب اليهودي. كان المسجد في طوبا الزنغرية هو الرابع الذي تم احراقه. سبقته عمليات حرق في إبطن في الجليل الغربي وقرى في الضفة الغربية. وأُبلغ في نهاية الاسبوع عن تدنيس المقابر في يافا. ان من يحرق المساجد ويدنس القبور لا يقصد الى الانتقام فقط بل يريد ان ينشيء تحرشا هدفه اشعال حرب دينية.

ان اخفاقات «الشاباك» المتكررة لحل لغز الارهاب اليهودي هي لذلك مقلقة وتعرض النظام في اسرائيل للخطر. والمنظمة تعلم هذا جيدا. انها تواجه الظاهرة التي مصدرها المتطرفون المتدينون من بين المستوطنين منذ ثلاثة عقود. بعد عمليات المنظمة الارهابية اليهودية التي كانت موجهة على رؤساء بلديات في الضفة في بداية الثمانينيات زعمت المجلة الاسبوعية «تايم» الاميركية أن رئيس «الشاباك» آنذاك، ابراهام احيطوف، لا يبادر الى التحقيق في العمليات وحل ألغازها كي لا يُغضب رئيس الحكومة مناحيم بيغن. وأثار النبأ ردا غاضبا في اسرائيل وأُنكر. وبعد مرور ثلاث سنين نجح «الشاباك» في اعتقال اعضاء المنظمة الذين خططوا ايضا لتفجير حافلات اولاد ومسجدي جبل الهيكل. وحوكموا وحكم عليهم بفترات سجن طويلة وأُفرج عنهم بعد أن أمضوا مدة قصيرة نسبيا.

هذا اخفاق جهازي. زعم منفذو اعمال التنكيل في اليهود في روسيا ان «القيصر معنا». ويتمتع المنكلون في اسرائيل بتسامح القضاة الذين يقللون من قدر أعمالهم ويفرجون عنهم أو يحكمون عليهم بعقوبات طفيفة، ويتمتعون بعجز الشرطة والجيش الاسرائيلي المتعمد كما يبدو. وتسهم الصحف اليهودية – الاسرائيلية ايضا بأن تتبنى مغسلة كلام المستوطنين الذين يسمون هذه الاعمال «شارة ثمن» وكأن الحديث عن منتوج حانوت. يجب ان نقول الحقيقة وهي ان ما يفعله المستوطنون بجيرانهم الفلسطينيين هو ارهاب من جميع جوانبه.

في جميع سني محاربة «الشاباك» للارهاب اليهودي زعم مسؤولوه الكبار انه توجد صعوبة في التغلغل الى المجموعات القومية من المتطرفين المتدينين اليهود لأنها شديدة السرية وتستعد لمواجهة التحقيقات. وهذه ذرائع. ان حزب الله وحماس ايضا منظمتا متطرفين متدينين. وهما ايضا تدرسان العدو ومع ذلك كله ينجح «الشاباك» والجهات الاستخبارية في التغلغل فيهما والحصول على معلومات استخبارية دقيقة.

ان رؤساء «الشاباك» الثلاثة في العقد الاخير – آفي ديختر ويوفال ديسكن وهذا الحالي، يورام كوهين، هم خريجو دورية هيئة القيادة العامة. ومن المؤكد أنهم لم ينسوا عبارة: لا يوجد لا أستطيع، يوجد لا أريد.

هآرتس، 12/10/2011

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....