الأحد 11/مايو/2025

حقوق الفلسطينيين

حقوق الفلسطينيين

لقد بانت الحقيقة من الدولة التي تنادي بالديمقراطية لشعوب الأرض قاطبة إلا أنها استثنت منها شعب فلسطين الذين لا يمكن أن يكون لهم وجود إلا من خلال ما تريد من أنشأت على ترابهم دولة ووجد شعب وشتت من هم أصحاب الأرض فاعترف بأولئك الذين جاؤوا من هنا وهناك وأنهم أصحاب الأرض ولهم الحق في قيام الدولة واعتراف العالم بهم بين صبيحة ومساء.

ولم تحتج منهم كل الجهد الذي يبذله الفلسطينيون لكي يعترف العالم بهم وبأنهم ضمن الدول التي تنضم تحت سقف مجلس الأمم وجمعيته العمومية التي وجدت لكي تنصف العالم المقهور والشعوب المظلومة وتعيد لها حقوقها ووجودها إلا الشعب الفلسطيني ليس له ذلك إلا من خلال ما يمكن أن تريده تلك الدولة التي أقيمت على أرضه والذي يجب أن يجد مكاناً يمسك فيه القلم والورقة ليعبر بهما عن نفسه حتى ذلك منع منه وتحاول الدولة العظمى ألا يعترف العالم بحقه حتى في المكان الذي يكفل للجميع حق التعلم واكتساب المعرفة.

تحاول هذه الدولة التي تنادي بالديمقراطية وحق الشعوب بأن تتعلم وأن تزيل عن نفسها كابوس الظلام والجهل إلا شعب فلسطين ليس لهم ذلك الحق والوجود الشرعي بين دول العالم في ذلك المكان الذي يكفل ويعمل على محاربة الجهل وتبديد الظلام أمام شعوب العالم إلا شعب فلسطين لا بد أن توافق عليه “إسرائيل” التي جرته للتفاوض الذي فرض عليه لسنين عديدة ولم يجلب له إلا التفرقة بين أبناء الشعب الواحد الذي وقف العديد من الدول ومنها صاحبة الديمقراطية في العالم أمام المصالحة التي باركها عدد من دول العالم إلا من يدعي الديمقراطية.

فهل هذا هو ما جاء في أول خطاب جاء به رئيس تلك الدولة للعالم العربي والإسلامي ببداية حديثه بالسلام عليكم وأي سلام جئت به وأنت الآن تساند المغتصب والظالم على المظلوم وما ثمن ذلك إلا العودة لكرسي الرئاسة من جديد معتقداً أن أصوات من يساند الظالم هي التي تكفل لك حق الاستمرار وأنت تعهدت في خطابك وأحاديثك بأن عام ألفين وأحد عشر لا بد أن يشهد ميلاد دولة فلسطين بجوار دولة “إسرائيل” ولكنك الآن تضع العراقيل والفيتو الممنوح لدولتك أمام أن يكون للفلسطينيين مكان بين دول العالم وحتى في مكان التعليم والاهتمام به فهل هذا هو ما كنت تنادي به أم أنك الآن رأيت أمراً آخر أفضل منه جعلك تتراجع إلى قبل تصريحك وحملك في بداية مشوارك لسدة الحكم لأكبر دولة في العالم والكل يتطلع إلى تكون بجواره لنصرته من خلال مبادئ ونظام وضع في دولتك إلا وهو نشر الديمقراطية.

ولكن ديمقراطيتكم يبدو أنها مفصلة لفئة دون أخرى وأن تطبيقها لا يمشي إلا من خلال تنفيذ كل ما يطلب من طالبها ولاجئ لكم لمساعدته وأنتم تسيرون كما يبدو مع من لا يريد أن تطبق إلا من خلال وجهة نظره التي لم تتضح رغم كل السنين التي مرت والتفاوض الذي تنشدونه لم يثمر أي نتيجة تستطيعون أن توضحوها للآخرين حتى يقتنعوا بأن طريق الحل هو في المفاوضات وليس كما ذكرتم في جنبات مجلس الأمم وجمعيته العامة مع أن هناك قرارات اتخذت من خلال هذا الجمع الدولي لتنفيذ فكرة ورأي تجدونه في صالح توجهاتكم ولكن الفلسطينيين ليسوا في أولويات توجهاتكم كما يتضح من خلال الجهود الحثيثة التي تسعون من أجل نقض أي قرار يؤدي إلى وجود مقعد في جنبات الأمم المتحدة أو حتى منظماتها الأخرى التي هي حق من حقوق أي شعب على هذه البسيطة،فهل هذه هي الديمقراطية يا ريس؟!

صحيفة الشرق القطرية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات