رد دعوى عريقات ضد الجزيرة في قضية الوثائق المسربة

ردت هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية “أوفكوم” الدعوى التي تقدم بها صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، ضد شبكة “الجزيرة” الفضائية، في قضية الوثائق الدبلوماسية المسربة والمعروفة باسم “الوثائق الفلسطينية”، والتي تفضح حقائق التفاوض بين سلطة عباس والكيان الصهيوني.

وكان عريقات، الذي قدم استقالته من دائرة المفاوضات التي يترأسها منذ عام 2003 بعد أن بثت قناة الجزيرة سلسلة حلقات من برنامج “الوثائق الفلسطينية”، قد تقدم بدعوى أمام الهيئة البريطانية بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن منظمة التحرير الفلسطينية، اتهم فيها الجزيرة بـ “المعاملة الجائرة والانتهاك غير المبرر للخصوصية”.

وأشارت الهيئة البريطانية إلى أنه “حتى إذا كان هناك انتهاك للخصوصية فيما يتعلق بالحصول على الوثائق واستخدامها، فإن هذا الانتهاك مبرر، إذا ما وضعنا في اعتبارنا الاهتمام الجماهيري الضخم بالقضايا المثارة في البرامج، سواء في الشرق الأوسط أو في العالم بأسره”.

من جانبه؛ اعتبر المدير العام لشبكة “الجزيرة” الفضائية الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني قرار الهيئة البريطانية “تبرئة مدوية” لمهنية الجزيرة وتقاليدها الإعلامية ولقرارها في نشر الوثائق وطريقة معالجة الشبكة لتلك الوثائق.

وقال في تصريح له نشره موقع “الجزيرة نت”: “نحن ندرك أن تقديم هذا الحجم من المعلومات كان جرأة تقوم بها قناة تلفزيونية، ومع ذلك فإن ردة الفعل العالمية الإيجابية تجاه البرنامج، وهذا القرار الصادر حديثا، يدل على أننا تعاملنا مع الأمر بطريقة إعلامية ومسؤولة”.

وأضاف الشيخ أحمد آل ثاني “أن قرار هيئة تنظيم الاتصالات البريطانية (أوفكوم) ذو أهمية استثنائية. إنها مهمة الصحفيين أن يطعنوا في القرارات التي تتخذها الشخصيات في مواقع المسؤولية العامة، وتسليط الضوء على الأماكن التي تتخذ فيها القرارات الهامة”.

وكانت قناة الجزيرة الفضائية قد بثت في الفترة ما بين الثالث والعشرين والسادس والعشرين من كانون ثاني (يناير) الماضي برنامج “الوثائق الفلسطينية” في سلسلة حلقات وثائقية مكونة من أربع حلقات باللغة الإنجليزية أُذيعت على قناة الجزيرة الإنجليزية حيث فحصت الوثائق الدبلوماسية التي “تم تسريبها” والمتعلقة بعملية سلام الشرق الأوسط.

وقد فعلت الجزيرة هذا مستعينة بـ “التمثيل الدرامي للمفاوضات”، وتحليلها من قبل لجنة من الخبراء، وأخذ آراء بعض المواطنين الفلسطينيين.

وركز هذا البرنامج على المفاوضات المتصلة بالقدس والتي اشتركت فيها السلطة الفلسطينية والجانب الصهيوني، وأثناء تمثيل إحدى المفاوضات، قال ممثل يلعب دور صائب عريقات “إسرائيل تريد حل الدولتين ولكنها غير واثقة. إنهم يرجون حدوث ذلكَ أكثر مما تعتقد، وأحيانًا تفوق رغبتهم هذه رغبة الفلسطينيين. فما تحويه هذه الأوراق يمنحهم أكبر “أورشليم” في التاريخ اليهودي، مع عودة عدد رمزي من اللاجئين، ودولة منزوعة السلاح.. ما الذي كان بإمكاني تقديمه أكثر من هذا؟”.

ووصف البرنامج أيضًا كيف رسم فريق عريقات خلال إحدى جلسات المفاوضات عرض المستوطنات الإسرائيلية “على منديل”. ثم عرض البرنامج مقابلة سابقة التسجيل مع عريقات أكد فيها صحة هذه القصة.

يُذكر أن “الوثائق الفلسطينية” هي أكثر من 1600 وثيقة تتعلق بالمفاوضات التي تمت بين مسؤولين أمريكيين وصهاينة وفلسطينيين رفيعي المستوى حول “مستقبل فلسطين وإسرائيل”، وكان عريقات يمثل السلطة الفلسطينية في هذه المفاوضات.

يشار بهذا الصدد إلى أن المهام القانونية لهيئة تنظيم الاتصالات البريطانية، فيما يتعلق بجميع الخدمات التلفزيونية واللاسلكية، تتضمن تطبيق المعايير التي توفر حماية كافية للجمهور ولجميع الأشخاص الآخرين من الانتهاك غير العادل وغير المبرر للخصوصية، أو من خلال صناعة البرامج التي تنطوي عليها هذه الخدمات.