رزقة: تصريحات سلطة رام الله بشأن بلير إعلامية فقط

أعربت الحكومة الفلسطينية في غزة عن أسفها الشديد لاستمرار سلطة رام الله في التعامل مع طوني بلير، مبعوث الرباعية الدولية، بوصفه “خيار الرباعية”، معتبرة تصريحات السلطة التي طالبت بتنحيته “إعلامية فقط”، قائلةً “إن السلطة لا تمتلك الشجاعة أن تقاطعه أو تطالب بتغيره رسميًّا”.

وكانت أصوات في السلطة الفلسطينية قد تعالت مؤخرًا مطالبة بتغير بلير كمبعوث للرباعية الدولية وذلك لانحيازه للكيان الصهيوني، إلا أن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة حسم الأمر بتصريحه الأخير حول مواصلتهم التعامل مع بلير بوصفه “خيار الرباعية الدولية”.

وقال الدكتور يوسف رزقة، المستشار السياسي لرئيس الحكومة الفلسطينية في غزة، في تصريحات لوكالة “قدس برس”: “موقف السلطة الفلسطينية في رام الله، عندما تتحدث أن بلير منحاز إلى “إسرائيل” وأنها لن تقبل به، هي تعرف أنه نقد إعلامي ليس إلا، ولكنه لا يمكن ترجمته إلى موقف سياسي، لأن السلطة لا تمللك القرار في هذه المسالة”.

وأضاف: “هي (السلطة) تملك أن لا تجتمع معه (بلير)، وفي حال اعتراضها على الاجتماع معه ستدخل في مشكلة جوهرية مع الرباعية، لذلك اختارت الطريق الأسهل، وهو طريق مؤسف بالطبع لأنه سلبي على الحقوق الفلسطينية؛ اختارت أن تتعامل معه وأن تستمر في هذا التعامل، وهذا أمر لم يكن يتوقعه الرأي العام الفلسطيني بعد التصريحات الكثيرة والعديدة حول انحياز بلير الواضح لإسرائيل”.

واعتبر رزقة أن اتخاذ السلطة موقفًا بمقاطعة بلير “يحتاج إلى شجاعة وإلى استعداد لتحمل التداعيات، ومنها أن السلطة وعباس ستدخل في حالة أزمة مع عناصر من الرباعية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تعطل لقاءات الرئيس عباس في أكثر من محفل أوربي”.

وقال: “الشجاعة وتحمل التداعيات غير متوفرة لمقاطعة السلطة لبلير، وإن أسهل الطرق هو في الاستمرار بالتعامل معه مع قليل من النقد الإعلامي الذي يطالب بتصحيح المسار”.

وأكد المسئول الفلسطيني أن “موقف بلير تاريخيًّا كان عدائيًّا بالنسبة للحقوق الفلسطينية، وكان ولا يزال منحازًا بشكل واضح للجانب الإسرائيلي”.

وقال: “لأن بلير كان حليفًا استراتيجيًّا للرئيس الأمريكي جورج بوش الابن وشاركه في عملية غزو العراق وأفغانستان، فمكافأة له على هذا التحالف تم تعيينه كمبعوث للرباعية الدولية فورما نزلت شعبيته في بريطانيا واضطر للاستقالة”.

وأضاف رزقة: “هذه الوظيفة لبلير هي وظيفة أمريكية بالدرجة الأولى، وليست وظيفة فلسطينية، لأن الفلسطينيين لم يشاركوا في عملية الاختيار، وأعتقد أن الولاء للولايات المتحدة الأمريكية ولإسرائيل هو المؤهل الحقيقي والجوهري لاختيار بلير مبعوثًا للرباعية”.