هل أدمنت السلطة على مخدر المفاوضات

المفاوضات هي أسوأ وأردأ نوع مخدر تجرعته القيادة الفلسطينية من “أوسلو” وحتى اليوم، وقد احتاج الفلسطينيون والعرب إلى عقدين من الزمن، أي منذ مؤتمر مدريد 1991، ليرتابوا بأمر هذه المفاوضات وهم عاشوا مخدرين ومخدوعين، وكان من غير المعقول أن يتقبلوا الخداع والكذب وجرعات المخدرات والمسكنات تلك الرديئة، لتستمر قيادة السلطة الفلسطينية بالتغني بالمفاوضات، ومارست السلطة أشرس أنواع الخداع والكذب على نفسها، فأسوأ أنواع الكذب، هو أن تكذب على نفسك وأن تخدع عقلك وأن تعيش حالة تغييب الوعي.
ومن جديد، تعود قيادة السلطة لتعلن تمسكها بالمفاوضات دون شروط ولا مستوى، وكأنها استخدمت تصميمها على التوجه لطلب الاعتراف بدولة فلسطينية، لتيسير عودتها إلى طاولة المفاوضات، وتمسكت فقط بشرط وقف الاستيطان للعودة للمفاوضات، وهنالك فرق بين وقف الاستيطان وبين زوال جريمة الاستيطان، والأهم هو الهدف النهائي، وهو إنهاء الاحتلال ولا ندري سببا للعودة إلى المفاوضات، إلا إذا كانت السلطة أدمنت على مخدر المفاوضات.
ما كان معقوداً عليه الأمل هو أن تعود القضية الفلسطينية إلى إطار الشرعية الدولية، بعد أن سلبت صلاحيات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وظلت القضية الفلسطينية من مدريد 1991 إلى اليوم محكومة بشروط إسرائيلية وإرادة أمريكية، وبذلك استمرت المفاوضات من أجل المفاوضات، عبر الدوران في الحلقة المفرغة تحت سقف الرعاية والوصاية الأمريكية اسميا والصهيونية فعليا، وكما كتبنا سابقاً، فان التوجه للأمم المتحدة، يحمل تجاوز وهم المفاوضات والرهان فقط على أمريكا والغرب، فالتآمر الغربي هو الذي حال دون تسوية سياسية للقضية الفلسطينية، حيث أن أمريكا وحدها هي التي تستطيع اليوم أن تفرض على “إسرائيل” الانسحاب إلى حدود 4 حزيران 1967، وقد فعلت ذلك بعد حرب السويس في العام 1956 وقبلها لو أرادت بريطانيا أن تطبق قرار التقسيم مثلا بموجب التفويض الممنوح لها من عصبة الأمم المتحدة في العام 1920، لكن التواطؤ الغربي تركز على إعطاء الفلسطينيين حق الصراخ والمطالبة بالمفاوضات، للتوصل إلى حل عادل أو يلبي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية، وكانت تلك وعودا وآمالا كاذبة ومسكنات خادعة لم تتوقف، إلا أنها أخذت شكلاً محدداً وأكثر خبثاً على مدى العقدين الماضيين كما أشرنا، وبعودة السلطة الفلسطينية إلى كورس المطالبة بالتفاوض فإنها تلتقي مع أمريكا و”إسرائيل” بذلك المطلب، الذي لا يعني الاستمرار بدق الماء في الإناء.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
صحيفة الدستور الأردنية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...

حرّاس الأقصى يحبطون محاولة ذبح “قربان تلمودي” في باحات المسجد
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام أحبط حُرّاس المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، محاولة مستوطنين إدخال "قربان حي" إلى باحاته عبر باب...

مرصد عالمي: نصف مليون شخص يواجهون خطر الموت جوعًا بغزة
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قال مرصد عالمي لمراقبة الجوع الاثنين إن سكان قطاع غزة بأكمله لا يزالون يواجهون خطر المجاعة الشديد وإن نصف مليون شخص...