عاجل

الإثنين 12/مايو/2025

هل أدمنت السلطة على مخدر المفاوضات

هل أدمنت السلطة على مخدر المفاوضات

المفاوضات هي أسوأ وأردأ نوع مخدر تجرعته القيادة الفلسطينية من “أوسلو” وحتى اليوم، وقد احتاج الفلسطينيون والعرب إلى عقدين من الزمن، أي منذ مؤتمر مدريد 1991، ليرتابوا بأمر هذه المفاوضات وهم عاشوا مخدرين ومخدوعين، وكان من غير المعقول أن يتقبلوا الخداع والكذب وجرعات المخدرات والمسكنات تلك الرديئة، لتستمر قيادة السلطة الفلسطينية بالتغني بالمفاوضات، ومارست السلطة أشرس أنواع الخداع والكذب على نفسها، فأسوأ أنواع الكذب، هو أن تكذب على نفسك وأن تخدع عقلك وأن تعيش حالة تغييب الوعي.

ومن جديد، تعود قيادة السلطة لتعلن تمسكها بالمفاوضات دون شروط ولا مستوى، وكأنها استخدمت تصميمها على التوجه لطلب الاعتراف بدولة فلسطينية، لتيسير عودتها إلى طاولة المفاوضات، وتمسكت فقط بشرط وقف الاستيطان للعودة للمفاوضات، وهنالك فرق بين وقف الاستيطان وبين زوال جريمة الاستيطان، والأهم هو الهدف النهائي، وهو إنهاء الاحتلال ولا ندري سببا للعودة إلى المفاوضات، إلا إذا كانت السلطة أدمنت على مخدر المفاوضات.

ما كان معقوداً عليه الأمل هو أن تعود القضية الفلسطينية إلى إطار الشرعية الدولية، بعد أن سلبت صلاحيات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وظلت القضية الفلسطينية من مدريد 1991 إلى اليوم محكومة بشروط إسرائيلية وإرادة أمريكية، وبذلك استمرت المفاوضات من أجل المفاوضات، عبر الدوران في الحلقة المفرغة تحت سقف الرعاية والوصاية الأمريكية اسميا والصهيونية فعليا، وكما كتبنا سابقاً، فان التوجه للأمم المتحدة، يحمل تجاوز وهم المفاوضات والرهان فقط على أمريكا والغرب، فالتآمر الغربي هو الذي حال دون تسوية سياسية للقضية الفلسطينية، حيث أن أمريكا وحدها هي التي تستطيع اليوم أن تفرض على “إسرائيل” الانسحاب إلى حدود 4 حزيران 1967، وقد فعلت ذلك بعد حرب السويس في العام 1956 وقبلها لو أرادت بريطانيا أن تطبق قرار التقسيم مثلا بموجب التفويض الممنوح لها من عصبة الأمم المتحدة في العام 1920، لكن التواطؤ الغربي تركز على إعطاء الفلسطينيين حق الصراخ والمطالبة بالمفاوضات، للتوصل إلى حل عادل أو يلبي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية، وكانت تلك وعودا وآمالا كاذبة ومسكنات خادعة لم تتوقف، إلا أنها أخذت شكلاً محدداً وأكثر خبثاً على مدى العقدين الماضيين كما أشرنا، وبعودة السلطة الفلسطينية إلى كورس المطالبة بالتفاوض فإنها تلتقي مع أمريكا و”إسرائيل” بذلك المطلب، الذي لا يعني الاستمرار بدق الماء في الإناء.

ولا حول ولا قوة إلا بالله.

[email protected]

صحيفة الدستور الأردنية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات