الأحد 11/مايو/2025

رأس إسرائيل إلى الحائط

رأس إسرائيل إلى الحائط

تتجه الأمور باستمرار نحو الأسوأ في إسرائيل، وفي كل وقت أفكر فيه بأنها قد امتلأت بالخوف والعدوانية بحيث لم تعد تستطيع تحقيق السلام أذكّر نفسي: إن الطريق الذي تتبعه يؤدي في النهاية إلى اصطدام رأسها بحائط أو جدار صد رهيب. وهذا الجدار هو العزلة الدولية إلى درجة تحصل معها إسرائيل عن جدارة واستحقاق على وضع “الدولة المنبوذة”، هذا إضافة إلى تصعيد مستمر في التهديدات الأمنية من دون أمل معقول في التغلب عليها بالقوة العسكرية.

لقد قطعت إسرائيل الأسبوع الماضي في الأمم المتحدة خطوة عملاقة على طريق اصطدام رأسها بذلك الجدار، من خلال معارضتها لطلب عضوية الدولة الفلسطينية. وبدعم الولايات المتحدة لإسرائيل تكون قد أخرجت نفسها من مجال التأثير في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني وربما من الشرق الأوسط كله.

لقد عملت الحكومة الإسرائيلية يدعمها الحزب الجمهوري واليمين المسيحي واليهودي الأميركي على أخذ أوباما إلى أبعد مما هو محتمل هذه المرة، من خلال الوقوف في وجه المطلب الفلسطيني. ولهذا لم يعد أوباما مفيداً لإسرائيل بعد الآن. لأنه فقد حتى ثقة القائد الفلسطيني المعتدل عباس. ولذا فهو لم يعد يستطيع الضغط على الفلسطينيين بشأن التسوية، كما كان يستطيع في الماضي. من المشكوك فيه أيضاً أن باستطاعته التأثير على مصر أو على تركيا أو الأردن.

ولا حاجة للتذكير بأن كل هذا ليس جيداً لإسرائيل. وإذا كان نتنياهو يعتقد أن بيتاً أبيض جمهوريّاً سيهب لنجدته، فإنني أشك في أن أيّاً من المرشحين الجمهوريين سيتمكن من اكتساب أصدقاء والتأثير على الناس لصالح هذه الحكومة الإسرائيلية أكثر من أوباما الآن.

ولن يكون الآتي سهلاً لإسرائيل أو أميركا أو القوى الغربية التي تسعى لإحضار عباس ونتنياهو إلى طاولة المفاوضات. وفي غياب التزام من نتنياهو للاعتراف بالحقوق الفلسطينية في الأراضي المحتلة، مع تجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية، فلن يتفاوض عباس. وفي هذه الأثناء، سيستمر عباس في مجلس الأمن بمطالبه بعضوية الدولة، مجبِراً أوباما على الدفاع عن موقف نتنياهو، الأمر الذي سيؤدي فقط إلى تعميق عزلة أميركا وإسرائيل في الشرق الأوسط.

ليس هناك الآن سوى سبيل واحد لعكس الاتجاه: إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وفتح الطريق أمام قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة. وأنا مقتنع جدّاً بأن ذلك سيحدث. وفي لحظة ما ستصبح تكلفة الاحتلال أعلى مما يمكن احتماله. وهذا مما يحتم حل الصراع الآن.

كاتب وصحفي أميركي

ينشر بترتيب مع خدمة “كومون جراوند”

صحيفة الاتحاد الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات