الأربعاء 07/مايو/2025

عدوان: مخاوف قانونية من خطوة أيلول على قضية اللاجئين وحقوقهم

عدوان: مخاوف قانونية من خطوة أيلول على قضية اللاجئين وحقوقهم

أكد الدكتور عصام عدوان، رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة “حماس” أن التخوف الأساسي على قضية اللاجئين من خطوة ذهاب رئيس السلطة محمود عباس إلى الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية بالشكل الذي تمت عليه، يعود بالأساس للاعتراف بالكيان الصهيوني”.

واعتبر عدوان أن الاعتراف بالكيان يعني عمليًّا إلغاء حق اللاجئين في أراضيهم، ويصبح هؤلاء رعايا دولة إما أن يعودوا لدولتهم أو يوطّنوا في أماكن إقامتهم فضلاً عن التخوفات الجديّة على مصير الفلسطينيين المقيمين داخل الأراضي المحتلة منذ عام 1948.

وقال عدوان في مقابلة مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، معقبًا على حديث عباس عن “حل عادل متوافق عليه لقضية اللاجئين”، إن هذا الموقف يعني “إلغاء الحق من الأساس والبحث عن تسوية”، مؤكدًا أن “المفاوض الفلسطيني ومنظمة التحرير بشكلها الحالي غير مؤتمنة على هذا الملف”.

وذكّر بما كشفت عنه وثائق “الجزيرة” من واقع محاضر المفاوضات بين السلطة والاحتلال، وكيف أن مفاوض سلطة رام الله طرح بنفسه عودة 100 ألف لاجئ فلسطيني فقط من أصل سبعة ملايين مشتتين في أقطار الدنيا.

وفيما يتعلق بتوتر العلاقة مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في قطاع غزة، أكد رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة “حماس” أن ذلك يعود للممارسات والإجراءات التي تتخذها “الأونروا”، والتي وصلت إلى حد الإساءة لرموز الشعب الفلسطيني، وتمثل ذلك في اعتبار صورة الشيخ أحمد ياسين تلطيخًا لسمعة الوكالة، مشددًا على أن هذا الأمر “ثابت ومؤكد ولا يلغيه نفي الوكالة التي باتت الجماهير تطالبها بالاعتذار”.

وأكد عدوان دقة المعلومات التي تحدثت عن خطط نقل مقر “الأونروا” من غزة إلى عماّن، لافتًا النظر إلى وجود سياسة نقل تدريجية وبطيئة وبات معظم المسئولين الذين بيدهم الصلاحيات في عمان.

وقلل من أهمية نفي “الأونروا”، معتبرًا أن هذه أصبحت سياسة دارجة؛ لأن الأونروا تقوم بتراجعات شكلية ويبقى الواقع، كما وكل الأمور التي نفتها الوكالة ثبت صحتها لاحقًا.

وأشار إلى وجود محاولات من بعض الأطراف لتخفيف التأزم الحالي، الذي تفجر بعد وصول الأمر إلى معاقبة الرأي والعمل النقابي بشكل يناقض رسالة الأمم المتحدة القائمة على حقوق الإنسان، لافتًا الانتباه في الوقت نفسه إلى أن الأونروا “مستمرة في سياسة التصعيد على الأرض”.

وشدد على أن “الأونروا لا تلتزم بالقوانين الفلسطينية، وهي تقوم بعملية ابتزاز مشينة للقطاع للتهرب من الالتزام بالقوانين، مستغلة الحالة الاستثنائية لحكومة غزة التي سمحت بمرور المساعدات في ظل الحصار عبرها، حتى باتت تعتقد أن يدها لا تثنى”.

وطالب الحكومة بالرقابة على التزام الوكالة بالقوانين الفلسطينية، مشيرًا على سبيل المثال إلى عدم التزامها بالمنهاج الفلسطيني في تخصيص حصتي تربية إسلامية، أو إضافة مواد للمنهج الفلسطيني المدرس للطلبة.

وشرح عدوان أبعاد وأهداف تأسيس هيئة مراقبة الأونروا من ممثلي فصائل وشخصيات ومجتمع مدني، “حرصًا على أداء فاعل ومتابعة أداء تنفيذ الأونروا لخدماتها الموكلة بها في كافة المجالات، وملاحقة أي قصور فى أدائها من أجل التصويب وليس المواجهة والتحدي”.

 

وفيما يلي نص المقابلة كاملة:

المركز الفلسطيني للإعلام: هناك من يعتبر أن خطوة الذهاب إلى الأمم المتحدة إيجابية، على ما تستند مخاوفكم منها؟

التخوف الأساسي في تأكيد الاعتراف بالكيان الصهيوني، فالخطاب رفع مستوى الاعتراف من اعتراف منظمة إلى اعتراف دولة كاملة العضوية بدولة أخرى، وهو الاعتراف الأقوى في القانون الدولي، وبالتالي تصبح أراضي اللاجئين هي أراضي “إسرائيل” باعتراف فلسطيني رسمي، وبالتالي لا شيء للاجئين، وهذا هو أخطر ما في الموضوع.

وعند تحقق هذا الاعتراف سيتم النظر إلى اللاجئين على أنهم ليسوا لاجئين إنما رعايا دولة، وهؤلاء سيكون متاحاً لهم إما العودة لدولتهم أو التوطين في الدول التي يقيمون فيها.

كما أن الحصول على دولة كاملة العضوية أو بمركز مراقب لن يحسِّن من أوضاع الفلسطينيين في الضفة وغزة شيئًا، ولن يُمكِن من استعادة نازحي عام 1967، ونحن نعتقد أن هذه الخطوة لن تضيف شيئًا لوضع فلسطين في أروقة الأمم المتحدة، وأن المقصود منها تحريك العملية التفاوضية الميتة عبر التوجه لمجلس الأمن الذي سيرفض العضوية وسيضع فلسطين كدولة بمركز مراقب دون إضافة أي جديد في أحسن الأحوال .

وستساهم هذه الخطوة في قيام الأونروا بالتحلل تدريجيًا من التزاماتها تجاه اللاجئين، وستعمد للاتفاق مع الدول المضيفة للاجئين لتسليمهم مهام رعاية اللاجئين مقابل تبرعات سخية من الدول العظمى، وهو ما يعني مقامرة بمصير سبعة ملايين لاجئ، ويضعهم في مهب الريح .

المركز الفلسطيني للإعلام: تحدث رئيس السلطة محمود عباس عن حل عادل متفق عليه لقضية اللاجئين بالاستناد للقرار الأممي رقم 194، ماذا يعني ذلك؟

بمجرد أن نقول حل، فهذا يعني أننا لا نتحدث عن إعادة حقوق، إنما عن تسوية ربما نصف أو ربع أو أقل من الحق، وإذا طرحنا موازين القوى الحالية فيمكننا أن نتخيل شكل الحل، ومع إضافة متوافق عليه للحل تتضح الصورة أننا لا نتحدث عن إعادة اللاجئين، إنما عن تسوية بين الجانبين.

 

وفي ضوء تجربتنا السابقة المريرة مع المفاوض الفلسطيني، وما ثبت عبر الوثائق التي نشرتها الجزيرة يتضح لنا إلى أي مستوى وصل المفاوض في استعداده لإنجاز هكذا حل، وهو ما يطرح خطورة تعاطي منظمة التحرير بشكلها الحالي مع ملف اللاجئين، فعندما نجدهم يقترحون عودة 100 ألف لاجئ من أصل سبعة ملايين يمكن أن نتخيل أن الحل يمكن أن يصل 50 ألف أو ربما أقل؛ لذا من حقنا أن نتخوف على هذا الملف.

المركز الفلسطيني للإعلام: ولماذا لم ينفذ القرار الأممي 194 رغم طوال السنوات الماضية؟

القرار من الأساس مائع، و”إسرائيل” مثلاً تدعي أنه يخصها، وتفسره بأنه يتحدث عن عودة ما يسمى اللاجئين اليهود المزعومين، وفي كل الأحوال القرار يفتقر لآليات التنفيذ وهو ما جعله على الرف طوال العقود الماضية.

المركز الفلسطيني للإعلام: هناك من يتخوف بأنه حال الاعتراف بإسرائيل على الأراضي المحتلة عام 1948، يعني إعطائها هامش ملاحقة الفلسطينيين عن استغلال هذه الأرض قبل ذلك، وبالتالي بدلا من أن نطالب بالتعويض نصبح مطالبين به؟!

هذا التخوف يصبح وجيهاً عندما يتم الاعتراف بيهودية الكيان، والمؤسف أن الواقع يقول إن هناك ذهاب لذلك، خاصة بعد اعتراف أسبانيا بيهودية إسرائيل.

ورغم أن إعلان عباس أنه لن يعترف بيهودية إسرائيل، فإننا لا نزال نذكر كلامه قبل فترة عندما قال “فليسموا أنفسهم كما شاؤوا” وهذه لا مبالاة خطيرة، وكذلك تصريحات ياسر عبد ربه عندما قال: عندما يعلن الأمريكيون حدود هذه الدولة سنعترف بها، قاصداً يهودية الدولة.

المركز الفلسطيني للإعلام: ما هي طبيعة علاقـتكم مع الأونروا؟

لا يوجد اتصالات بين الدائرة مع الأنروا، وهذا أيضاً غير متوقع لأن الأنروا ترفض أن تجري مباحثات مع حركة حماس.

وقبل فترة حدث تأزم عندما غيرت الأونروا اسمها وأسقطت لفظتي التشغيل والإغاثة من اسمها على موقعها على الانترنت، وإثر ذلك كان هناك لقاءات ومتابعة من اللجان الشعبية للاجئين وخطوات على الأرض انتهت بتراجع جزئي للأونروا.

وفي الواقع فإن الاونروا تنفذ سياسة “إسرائيل” في فرض الأمر الواقع عبر الاستيطان، فهي تتخذ خطوات لتثبتها وأي تراجعات تكون شكلية.

والتأزم الحاصل حالياً، عندما أقدمت الأنروا على ضرب رأس العمل النقابي في الوكالة؛ فهي تقوم بعملية ردع بل وإرهاب للموظفين عبر ضرب رأس الهرم (رئيس اتحاد الموظفين العرب سهيل الهندي تم وقفه عن العمل ثلاثة أشهر)، وبعد ذلك ترى ماذا عساه أن يفعل الموظف البسيط؟!

القضية ليست شخصية لكن التداعيات ستكون على كل الموظفين إذا لم يتم وضع حد لهذا التغول على الموظفين وحقوقهم النقابية، كما أنه لا بد من وقفة حازمة لأن الأمور وصلت إلى حد الإساءة لرموز الشعب الفلسطيني عبر التطاول على الشيخ الشهيد أحمد ياسين.

المركز الفلسطيني للإعلام: ما طبيعة الإساءة للشيخ الشهيد أحمد ياسين ؟

التفاصيل أنه جرى في عام 2001 تقريباً احتفال للمعلم الفلسطيني بغزة، وقد حضره في حينه الشيخ أحمد ياسين بصفته معلماً، كما أنه لاجئ من الجورة يفترض أن يكون ممن تهتم بهم الوكالة، كما حضره أيضاً سهيل الهندي، وقد التقطت صورة لهذا الحفل يظهر فيها الهندي والشيخ أحمد ياسين وهما غير متجاورين. وقد اعتبرت الأنروا هذه الصورة – جمع الهندي مع الشيخ ياسين – بأنها تلطخ سمعة الوكالة، وهو تجاوز خطير جداً لا يمكن القبول به.

المركز الفلسطيني للإعلام: ولكن الأونروا تنفي أن تكون أساءت لرموز الشعب الفلسطيني؟

إذا كان الأمر كذلك، فإما أننا لم نعد نفهم بمدلولات كلمات اللغة العربية، وكلمة تلطيخ تحديداً، أو أنها – الأونروا لا تعتبر الشيخ القعيد الإمام الذي اغتالته قوات الاحتلال في جريمة بشعة عام 2004 من رموز الشعب الفلسطيني.

وعلى أية حال، كلام الإساءة ثابت وورد كنص في مخاطبات رسمية للأونروا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...