رغم قمع الاحتلال والسلطة .. الضفة تشتعل في جمعة فلسطين (تقرير)

استشهد شاب وأصيب عشرات المواطنين في المواجهات التي وقعت يوم أمس الجمعة، في مختلف أنحاء الضفة الغربية، بين المواطنين من جهة، وقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين من جهة أخرى.

وتأتي المواجهات في ظل تصاعد هجمات المستوطنين ودعوة كل من صفحة الانتفاضة الثالثة ورابطة الشباب المسلم إلى مواجهتهم، والتصعيد ضد الاحتلال في يوم جمعة فلسطين، تأكيدًا على ثوابت الشعب الفلسطيني وخياراته لاسترداد حقوقه.

وكانت سلطة رام الله قد استبَقت جمعة فلسطين بحملة اعتقالاتٍ واستدعاءاتٍ واسعةٍ النطاق، في صفوف مؤيدي حركة حماس؛ حيث زاد عدد المعتقلين خلال يومين عن الخمسين، بالإضافة لاستدعاء حوالي 500 آخرين، كإجراء احترازي خوفًا من مشاركتهم في أية فعاليات جماهيرية قد تُسهم في تمدد المواجهات واتساع رقعتها، وقد شهِد يوم الجمعة استنفارًا من قِبَل الاحتلال والأجهزة الأمنية في الضفة الغربية والقدس.

إلا أن الشباب الفلسطيني كان مصرًّا على المواجهة والتحدي؛ حيث اندلعت مواجهاتٌ في القدس بالرغم من منع الاحتلال للمصلين دون سن الخمسين من دخول المسجد الأقصى، وقد اندلعت مواجهات بين قوات الاحتلال وشبان مقدسيين بعد انتهاء صلاة الجمعة في منطقة رأس العامود بعد استفزاز الجنود للمصلين، كما في حي أبو ناب في سلوان، وامتدت المواجهات اليوم في القدس المحتلة إلى أحياء الصوانة ورأس العامود وحاجز مخيم شعفاط وبيت حنينا.

واندلعت مواجهات منذ صباح يوم الجمعة عند حاجز قلنديا الفاصل بين رام الله والقدس، واستمرت حتى ساعات المساء، وأدت إلى عدة إصابات، كما شهدت قرى النبي صالح ونعلين وبلعين في محافظة رام الله مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والمواطنين.

أما في قرية قصرة جنوبي نابلس، فقد استشهد الشاب عصام بدران (37 عامًا) وأصيب عشرات المواطنين بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاط الذي أطلقه جنود الاحتلال تجاه الأهالي، وذلك أثناء التصدي لاعتداءات قطعان المستوطنين على أهالي القرية.

وفي بيت لحم قام عددٌ من المغتصبين الصهاينة بالاعتداء على فلسطينيين وطردهم من أرضهم تحت تهديد السلاح.

وشهدت مدينة الخليل مواجهات جنوبي المدينة بين عشرات الشبان وبين قوات الاحتلال، كما قامت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة بتفريق الشبان والاعتداء عليهم بالضرب ومنعهم من مواجهة جنود الاحتلال.

كما شهدت مدينة طولكرم اعتداءً مماثلاً من الأجهزة الأمنية على المتظاهرين عندما قرروا التوجه بعد انتهاء خطاب أبو مازن إلى أماكن تواجد جنود الاحتلال على مشارف المدينة، فقامت الأجهزة الأمنية بمنعهم والاعتداء عليهم بالضرب. وتكرر نفس الأمر في بيت لحم عندما منعت شرطة مكافحة الشغب مجموعة من المتظاهرين من الوصول إلى حاجز قبة راحيل.

وبالرغم من تضييق جيش الاحتلال وإجراءات الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، إلا أن الضفة تحدت جيش الاحتلال يوم الجمعة، في “يوم جمعة فلسطين”، لتثبت أن موعد الانتفاض على ظلام الاحتلال ليس ببعيد.