داعيات من قرية عين ماهل…عطاء في طريق النور

البداية
تقول الحاجة (أم خالد): ولدت في قرية عين ماهل لعائلة محافظة لكنها لم تكن ملتزمة وكانت مكونة من 6 أشقاء و5 شقيقات، وفي طفولتي تعلمت في المدرسة الابتدائية في القرية حتى الصف الثامن، وانتهت بي المرحلة التعليمية نهائيا مع العلم أني كنت ناجحة جدا في المدرسة لكن والدي سامحه الله، رفض أن أكمل دراستي في مدرسة الناصرة الثانوية حيث كان يقول “أنا بنتي تركب بالباص وتروح تتعلم بالناصرة؟” وأصر على ذلك، وبذلك كان علي أن أمضي وقتي في المطبخ، وكانت هناك محاولة لأتعلم الخياطة في مشغل فتح في القرية، لكن خرجت كما دخلت، إذ لم يكن في مخيلتي أن أتعلم خياطة لأنني كنت أحب موضوع التمريض، فتركت المشغل لصالح العمل البيتي، وكما هو معلوم فإن البنت مصيرها الزواج فتزوجت من “أبو خالد” في سن مبكرة، ولم نكن ملتزمين، فهو كان لا يصلي ولا يعرف الدين وكذلك أنا كنت ألبس القصير، وفي هذه الفترة التي طالت سنين طويلة انقضت بالعلاج لأجل إنجاب الأطفال إلا إننا لم نرزق بهم، وبعد 20 سنة من الزواج توقفنا عن العلاج والحمد لله على ما أنعمه وقدره.
تجربة قاسية
وعندما خرجت من العيادة سألتها فجأة: لماذا ينيرون مصابيح الشوارع في النهار؟ فتعجبت لأمري، وتحسست عيني وإذ بي أرى أمامي كل شيء. وعدت إلى حماتي( وهي بالمناسبة عمتي) وقلت لها إنني أراها فلم تصدق. وسألتني: ما لون ملابسي؟ وما لون كذا وكذا وأنا أرد عليها فأيقنت أن بصري عاد بحمد الله، فبدأت تزغرد، وهكذا عاد بصري فجأة كما فقدته فجأة، والحمد لله رب العالمين.
العودة إلى الله
وتضيف: حافظت على التزامي وعبادتي في البيت حيث لم يكن عندنا داعيات، وكنا نجلس بعض الأخوات في المسجد نتدارس القرآن ونحضر المهرجانات في مختلف البلدان، وبقينا على هذا الحال حتى تخرج الشيخ عبد الناصر حبيب الله وتزوج امرأة من كفر مصر، فأصبحت صديقتي وسرنا في مشوار في الدعوة معا، وكانت تعطي دروسا في المسجد وفي الأحياء وتشجعني أكثر وأكثر للخوض في غمار الدعوة رغم أنني أنهيت الصف الثامن، وبقيت معها حتى انقسام الحركة عام 1996، حيث أكملت مشواري مع الوضع الدعوي الجديد إلى اليوم.
هكذا كان التزام الداعية “أم خالد”، وهي تطلب من الله الغفران على تقصيرها في حقه في بداية حياتها.
الدعوة النسائية
والآن أعمل مدرسة في مدرسة “حراء” لتحفيظ القرآن، حيث أتابع 35 بنتا؛ منهن من تحفظ 3 و4 و5 أجزاء من القرآن الكريم، وكذلك أؤدي مهمة مندوبة مؤسسة “مسلمات من أجل الأقصى”، وكنت مع “صانعات الحياة” وما زلت أعمل في صندوق الألف الخيري وفي مؤسسة الصدقة الجارية، وفي المعسكرات الإسلامية، وفي مسيرة البيارق، وعضو في إدارة الدعوة المحلية، وأشارك في كل فعالية للحركة الإسلامية من مظاهرات واعتصام ومهرجانات.
خمسٌ يساوين ألفا
تحدثنا ( أم خالد) عن كيفية انضمامها إلى “صندوق الألف الخيري” فقالت: كانت إحدى الأخوات من قرية الرينة مريضة وعندما شفاها الله دعت مندوبات “مسلمات من أجل الأقصى” إلى مأدبة غداء دعي إليها رئيس الحركة الاسلامية الشيخ رائد صلاح حفظه الله، وبعد الغداء تحدث الشيخ عن صندوق الألف الخيري الذي كان قد بدأ في صفوف الرجال، وقال الشيخ إن كل امرأة تحب أن تنضم يمكن أن تدفع 500 شيكل شهريا، وهي ألف دولار في السنة، وعندما عدت إلى البيت سجلت أسمي كأول مشاركة وفي الدرس الأسبوعي تشاورت مع الأخت “أم عمر” حول فكرة أن تدفع المشتركة100 شيكل شهريا وبذلك تحصل كل 5 نساء على عضو في الألف الخيري، فأعجبتها الفكرة وطرحت ذلك في الدرس فتسجلن 15 أختا على الفور ليصبح لدينا 3 عضوات مرة واحدة، وبدأت أعمل للصندوق وأسجل أخوات حتى وصل العدد قرابة 200 أخت مشاركات والحمد لله رب العالمين.
متفرقات
وتضيف: أشياء كثيرة تعجبني تختزنها الذاكرة. فمثلا كنا في اعتصام أمام سجن الرملة عندما كان الشيخ أسيرا، وتحدث الشيخ كمال الخطيب بكلمة أبكى جميع الحضور، وأحب كذلك أن أسمع دروس وخطب الشيخ حسام أبو ليل دروسا وخطب، فيما يعجبني من المشايخ العالميين الشيخ محمد حسان والشيخ وجدي غنيم، لكنني لا أحب أن أشارك في الأعراس الجاهلية وحتى في الأعراس الإسلامية تختلط فيها بعض الأمور الجاهلية، حتى أصبحت في حاجة إلى ضبط.
القدس والأقصى
وتتحدث الداعية أبو ليل عن علاقتها بالمسجد الأقصى فتقول: الأقصى هو روحي وعيوني وهو بصري، هو مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأولى القبلتين، كيف لا يكون كذلك ولم يتبق من يدافع عن الأقصى إلا من قال إني مسلم في هذه الديار، فمهما حصل له من اعتداءات من قبل المحتل فإننا نزداد تمسكا به ونعمره دائما. ونحن من خلال مسيرة البيارق، وبصورة دائمة نعمل على زيارته، كما شاركت في دورة إرشاد حول معالم الأقصى، فالأقصى خالص للمسلمين ولا حق لأحد في ذرة تراب فيه، وإن ما يحصل من منع المشايخ من إلقاء الدروس في ساحاته ومنع دخول الشبان في بعض الأحيان هو محاولة للسيطرة عليه وتهويده، وهذا لن يكون بإذن الله، وأدعو الله أن يعود الشيخ رائد شيخ الأقصى إلى البلاد بعد أن ينتصر على ظالميه من الانجليز، كي يواصل رفع قضية الأقصى على مائدة الدبلوماسية العالمية.
وصية وأمنية
فلسطينيو48، 19/9/2011
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...