الإثنين 12/مايو/2025

تدهور العلاقات الصهيونية الإقليمية سيوصل حتماً إلى تراجع قوة الردع

تدهور العلاقات الصهيونية الإقليمية سيوصل حتماً إلى تراجع قوة الردع
هاجم رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، شاؤول موفاز، رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وأعضاء حكومته، متهماً إياهم بالتهرب من العراك السياسي والأمني في منطقة الشرق الأوسط، بعد أن شهد الربع الأخير من السنة الحالية أحداثاً سياسية متزايدة، ودخلت “إسرائيل” في صراعات مع أهم حلفائها في المنطقة مصر وتركيا، وبقي حليفها الأكبر والأهم الولايات المتحدة الأميركية في محل اختبار، واصفاً العلاقات مع تركيا بأنها وصلت بفعل التغيرات الإقليمية الحاصلة في المنطقة إلى “منحنى غريب”، وأصبحت تشكل تهديداً واضحاً وعلنياً، بعد أن كانت أحد أهم حلفائنا.

وتابع: لا يوجد مكان للضعفاء في منطقة الشرق الأوسط، ولننظر إلى تركيا، وما تقوم به من خطوات سريعة وشجاعة، استطاعت من خلالها تحقيق العديد من الإنجازات الناجحة، وأنا أرى أن الوضع لا يبشر بخير، محذراً من تزايد العزلة على “إسرائيل”.

تصعيد إقليمي

من جهته، حذر قائد فرقة غزة السابق في الجيش الصهيوني، يسرائيل زيف، من وجود “إسرائيل” في دوامة من التدهور الإقليمي، بسبب تدهور علاقتها مع تركيا، التي نجحت في تشخيص ضعف العزلة المتصاعدة لـ”إسرائيل” في العالم، وتستغل جيداً العجز الأمريكي في المنطقة، وتحاول رص الصفوف في العالم العربي حولها، متهماً الحكومة الحالية في “تل أبيب” بأنها عجزت عن “قراءة الخريطة الإقليمية”، وفوتت فرصة الدخول إليها، ما يعني إمكانية انزلاق الأمور إلى تصعيد إقليمي شامل، مؤشراتها تتضح حولها، وليس لها من تعول عليه، متوقعاً ألا توقف تركيا ما وصفها بـ”الاستفزازات والمناكفات”، وليس لديها مخاوف من شد الحبل حتى لو قطع.

وأضاف: “اردوغان” من الأوائل الذين شخصوا التغييرات في الخريطة الإقليمية والعالمية، واكتشف بأن اللعب بـ”إسرائيل” مصدر قوة متعاظم، يخدمه لأغراض السياسية الداخلية كسلم متصاعد في العالم العربي المتقلب، وفرصة له للرد على الغرب لقاء الكتف الباردة التي حصل عليها منه لمحاولته الانضمام للاتحاد الأوروبي، والإهمال الأمريكي لمكانة تركيا الإقليمية، ما يعني أن تحدي “إسرائيل” بوصفها “الولد المدلل”، خطوة ممتازة من ناحيته للشكل الذي يخوض فيه لعبة الشطرنج الإقليمية، مطالباً الحكومة بـ”رفع عينيها” في ضوء ما يحصل، والقيام بتقويم شامل للوضع، لأن المنطقة تتغير، وعناصر ذات أهمية في أمنها تتغير أيضاً.

وأشار إلى أن الاعتماد الزائد على قوة الردع الإقليمي جدير بإعادة تقويمه، لأن “إسرائيل” لم تفحص كم من هذه القوة الردعية تنبع من قوتها العسكرية، وكم منها يعتمد على التقارب مع الأمريكيين، لكن الواضح أن هبوط النفوذ الأمريكي في المنطقة، والاستفزازات غير المنقطعة لتركيا، الكفيلة بالوصول لدائرة المنظمات المعادية، وحرية العمل الناشئة داخل سيناء، تقضم جزءً هاماً من مدى الردع، وتخلق أجواء من الفرص، ولحظات مناسبة للمس بـ”إسرائيل”.

قائد بلا منافس

من جهته، زعم الخبير الصهيوني في الشؤون العربية، تسيفي بارئيل، أنّ نوايا تركيا بتوسيع حجم التجارة مع مصر إلى 5 مليار دولار في السنة تستقبل بالترحاب بين المصريين، لكن الاشتباه والتخوف مما يعتبر نية “اردوغان” قيادة الشرق الأوسط، وإزاحة مصر عن مكانة الزعيم، وهو ما لا يثير حماسة المصريين، بدليل أن الزيارة لم تشهد حديثاً عن تعاون عسكري أو إقامة محور سياسي مشترك، ومع ذلك فإن تركيا دولة هامة للغاية في المنطقة، وليس لـ”اردوغان” منافس فيها، لكن قيادة الشرق الأوسط من جانب تركيا، أو بناء محور استراتيجي بينها وبين الدول التي لا تزال تترقب مستقبلها، فإن المسافة بعيدة.

من جهته، ألمح المحلل السياسي البارز، الوف بن، أن “إسرائيل” وصلت إلى “درك أسفل جداً” علقت فيه سياستها الخارجية، وباتت المنطقة تلفظها من داخلها، فيما هي تغلق على نفسها عميقاً خلف أسوارها المحصنة، بقيادة حكومة تتكبد الهزيمة تلو الهزيمة، لأن مكان أقوال السلام جاءت تهديدات الحرب، بفضل “أردوغان” الذي احتفل في القاهرة بعودة بلاده لقيادة الشرق الأوسط، واستغل زيارته لتعزيز طوق الحصار حول “إسرائيل”، كما أن عبد الله ملك الأردن، الدولة المعتدلة، وحليفة الحركة الصهيونية، انضم للمهددين!

وأضاف: “إسرائيل” تصل للمواجهة المقتربة مع جيرانها وهي “منعزلة ضعيفة مكروهة” في الأسرة الدولية، ورئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو”، مطالب الآن بأن يدفع ثمن التغييرات في الشرق الأوسط، المتمثلة في: أفول القوة العظمى الأمريكية، صعود تركيا الاردوغانية، تقدم البرنامج النووي الإيراني، وتعزز الجماهير في الدول العربية.

القناة الثانية العبرية، 19/9/2011

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات