الحرب السادسة بأسلحة أخرى!

هل هي كرة جليد أم كرة لهب تلك التي سوف تتدحرج من رام الله إلى واشنطن؟ فالسلطة الوطنية حزمت أمرها وفقاً لخطاب عباس بالذهاب إلى مجلس الأمن رغم يقينها بأن الفيتو الأمريكي بالانتظار، وقد مهدت له السيدة هلياري عندما قالت إن الدولة الفلسطينية تمر من رام الله والقدس وليس من نيويورك أو واشنطن.. وكان يمكن لها أن تضيف باريس ولندن أيضاً ما دام الاتحاد الأوروبي لا يزال مرتهناً بشكل أو بآخر.
أسبوع حاسم.. لكن بالرغم من النبرة الدراماتيكية في التصريحات والتعقيبات الفورية عليها فان هناك احتياطيات احتفظ بها الموقف الفلسطيني وهي ذات صلة بالتفاوض، وما قاله عباس عن كون الاعتراف الكامل بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة لا يعني الاستقلال أو إنهاء الاحتلال هو محاولة لخفض مستوى التوقعات لدى الفلسطينيين الذين انتظروا من هذه الخطوة أكثر مما تعد به أو تحتمله، وكل ما في الأمر أن الاعتراف في حال حدوثه سيجعل “إسرائيل” في موقف لا سبيل إلى التلاعب بصيغه، بحيث تصبح دولة تحتل دولة أخرى، وعندئذ يختلف سياق المسألة برمتها، ويصبح العالم مطالباً أخلاقياً وقانونياً بموقف آخر.
إن أقانيم هذه الدولة متحققة في الواقع لولا الاحتلال الذي يحذف منها أقنوماً أساسياً هو السيادة على الأرض، و”إسرائيل” الآن في مأزق حتى لو حاولت إخفاء ذلك فهي متوترة إزاء كل ما يصدر بشأنها من مواقف دبلوماسية أو حتى أخلاقية، وهذا ما دفع نتنياهو إلى تفسير رغائبي ناجم عن الخوف لتصريح رئيس وزراء مصر الذي قال إن كامب ديفيد ليست اتفاقية مقدسة..
ويبدو أن أساليب تصدير الأزمات في تل أبيب قد انتهت صلاحيتها، حتى لدى الإسرائيليين أنفسهم، وإذا كان هناك من يصف “إسرائيل” بأنها دولة جاحدة والوصف ليس لناشط مدني بل لوزير دفاع أمريكي، فإن وصفها بالدولة المارقة لم يعد بعيداً، وحين تهدد السلطة الفلسطينية بالتحلل من كل الاتفاقيات معها بدءاً من أوسلو إذا نفذت الخطوة الأيلولية الموعودة يثير من السخرية أكثر مما يثير من التعجب أو الاستنكار، وكأن هذه الاتفاقية أعادت للفلسطينيين مجمل حقوقهم، وأنصفتهم وما عليهم إلا أن يتشبثوا بها حتى النخاع.. هل نقول أبشر بطول سلامة يا مربعُ أم أن الوقت ما يزال مبكراً لهذه البشارة؟
فالمناخ السائد الآن في الإقليم والعالم كله مضاد بكل أطروحاته للاحتلال ولفلسفة “إسرائيل” المحنطة والتي تعود إلى ما قبل التاريخ.
“إسرائيل” تعرف أن اللحظة المؤجلة والتي طالما سعت إلى عرقلة أزوفها قد أزفت بالفعل، وان الاعتراف بالأمر الواقع بات مطلباً إنسانياً ودولياً وإقليمياً وحتى إسرائيلياً إلى حد ما فثمة يهود يدركون بأن الخطاب العنصري المتطرف يجرهم إلى الهاوية ويعزلهم عن العالم، لكن أصوات هؤلاء لا تزال أشبه بالهمس أثناء قرع الطبول فالميديا المسلحة والاستيطانية بلغت ذورة التضليل، لكنها لن تستطيع خداع الناس كل الوقت.. والفيتو رغم نفوذه ونفاذه وسطوته النووية لن يغير من الحقيقة، وهي أن ثلثي دول العالم قد اعترفت بفلسطين دولة عضواً وفاعلاً في الهيئة الدولية..
الأرجح أن “إسرائيل” خسرت حربها السياسية السادسة!!
صحيفة الدستور الأردنية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

45 شهيدًا بمجازر إسرائيلية دامية في مخيم جباليا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد 45 مواطنًا على الأقل وأصيب وفقد العشرات - فجر اليوم- في مجازر دامية ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعدما...

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...