عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

حين تصبح المفاوضات عقوبة

حين تصبح المفاوضات عقوبة

نتنياهو سادي عدواني بشكل عجيب. فقد وضع أشقاءنا الفلسطينيين أمام أمرين أحلاهما زقوم. يتهددهم، إذا هم طالبوا بدولة، بستين سنة من المفاوضات. والبعكوكة هي أنهم إذا لم يطالبوا بدولة، فما عليهم إلا الرضا بالمفاوضات. ما شاء الله، الخيارات متعددة: قطع الرقبة، ضرب العنق، فصل الجيد، استئصال الرأس.

بعملية حسابية بسيطة ندرك أن نتنياهو يساوي ستة من اسحق شامير، فقد قال الأخير في مهزلة مدريد وأوسلو: “لو كنت أنا رئيس الوزراء، لأطلت المفاوضات عشر سنوات”.

هذا يعني أن المفاوضات كانت منذ عشرات السنين، عقاباً للذين لا يفهمون الأمور على حقيقتها قبل فوات الأوان أسوأ من هذا، أن الذين يتعرضون لهذه العقوبة يطلبون المرة تلو المرة غطاء عربياً للعقاب، الذي هو استمرار المفاوضات. وأسوأ من كل ذلك أن يصر الأشقاء على أنهم لن يتخلوا عن المفاوضات، حتى ولو ظل لديهم واحد في المئة من الأمل في فرضها عليهم.

هنا، تشغلني مسألة أشد تعقيداً، أي أكثر مساخر. وهي أن سياسة القوة في العالم غيّرت أساليبها وأدواتها. لقد كانت الدول العظمى تضع مخططات ملتوية ومبهمة، تنفذها بسرية تامة، ولا تظهر آثارها إلا بعد عقود طويلة سياسة: “تحت السواهي دواهي”، ودبلوماسية “الماء من تحت التبن”. أما الآن، فقد أصبحنا في عصر: الكل على المكشوف، وهات ما عندك. يعني: نحن الذين نصنع التاريخ، فماذا أنت صانع؟

الآن، يقول نتنياهو بلسان فصيح: إذا أردتم دولة فلسطينية، فسوف نلقي بكم في هاوية المفاوضات ستة عقود. أي أنكم ستقضون قرناً وعشرين عاماً، لكي تعودوا إلى نقطة الصفر. بعبارة أخـرى: ستجدون أنفسكم سنة 2071 في سنة 1948.

النتائج التي نتوصل إليها من خلال هذه الحسابات، تعني أن الناس العاديين أمثالنا، هم أدمغة سطحية لا تفقه شيئاً، وأن الممسكين بمقاليد القضية المركزية، هم من العقول النادرة في تاريخ السياسة والدبلوماسية، وإما هم أصحاب أهداف ليس وقت الكلام عنها.

لقد قال العدو كلمته. وقالت واشنطن ما هو كافٍ ضافٍ شاف. ولا مزيد على ما لا مزايدة عليه. فماذا بقي للعرب قوله؟ لم يعد ثمة من حل سوى ترك كل الحلول المطروحة سابقاً. فأين البدائل التي وعدنا الأخوة بوجودها؟

المسألة صعبة. لأن البدائل متحدة، أي أنها بديل واحد، لا غير، هو البديل من السلطة.

[email protected]

صحيفة الخليج الإماراتية

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...