الأحد 11/مايو/2025

تخوف صهيوني من مفاجآت واضطرابات كبيرة قد يحملها أيلول

تخوف صهيوني من مفاجآت واضطرابات كبيرة قد يحملها أيلول
وزراء محفل الثمانية ينقسمون إلى من يخاف سبتمبر، ومن لا يبالي له ومن يتمناه. والاخيرون يأملون منه أن يحدث فوضى تامة قد تضرب الاردن وتهدده بالتحول إلى دولة فلسطينية. «يوجد احتمال كبير لجولة عنف لم يشهد لها مثيل»، هذه اقوال قالها الاسبوع الماضي، في حديث مغلق، مصدر سياسي كبير جدا يعتبر مصدرا يعرف عما يتحدث. قبل النزول إلى الملجأ، من الواجب التشديد على أن المصدر آنف الذكر في الاقلية. فالتقديرات الاستخبارية لا تشخص احتمالات تفجير.

الفوضى التامة لماذا يتمني البعض أيلول ويتفائلون به؟ لانهم يسارعون إلى الاضطرابات ويعتقدون بانه قد يكون هذا هو الزمن المناسب للفوضى التامة. ما هي الفوضى التامة؟ اضطراب عنيف هائل، يجترف اليه اجزاء واسعة من المنطقة، وتحت رعايته يكون بوسع “إسرائيل” احداث «نظام جديد»: انهاء عهد ابو مازن بل ربما تشجيع سقوط الاردن وتحوله رسميا إلى دولة فلسطينية. ومثلما أنهى عرفات في حينه دوره التاريخي، في القيادة الإسرائيلية يوجد من يعتقدون بان ابو مازن ايضا لن يحملنا إلى أي مكان. حقيقة. وعليه، كون السلطة الفلسطينية الجديدة، التي تعارض العنف، تقضم من الشرعية الدولية لـ”إسرائيل”، آخذة في التطرف، هي كيان معادٍ.

واذا كان منذ الان لا يوجد مع من يمكن الحديث، فان من الافضل ان تكون الفزاعة في الجهة الاخرى هي حماس، التي تعرف في معظم أرجاء العالم كمنظمة معادية، وليس سلام فياض، الذي يعرف في معظم ارجاء العالم كمعتدل، متنور و«غربي». ومرة اخرى، قبل انعاش الستر الواقية، ينبغي التشديد على أن الحديث لا يدور عن السياسة الإسرائيلية الرسمية، بل عن خطط وأماني لاقلية في القيادة. سبتمبر في اكتوبر إذن ماذا سيكون في سبتمبر؟ مثلما هو الحال دوما، هذا منوط بمن تسأل.

فضلا عن ذلك، فان سبتمبر يقع هذه السنة بالذات في اكتوبر. فعلى فرض ان الخطوة في الامم المتحدة ستتم مع حلول نهاية الشهر، فان نضوج الاحداث، اذا ما نضجت، ستقع في اكتوبر، الشهر الذي تجتمع فيه هذه السنة معظم الاعياد. بحيث أن مفهوم «بعد الاعياد» هذه السنة يحصل على مضمون جديد. نكتفي بان نصل إلى هذا الموعد ونحن على قيد الحياة.
ومرة اخرى ينبغي أن نتذكر ونأمل: في النهاية، احتمال لا بأس به في أن كل هذا الامر سيمر، على الاقل من حيث العنف في الميدان، بسلام. “إسرائيل” مبرمجة. الجيش جاهز ومستعد، الشرطة متدربة، في الاشهر الاخيرة انزل في موانىء “إسرائيل” مئات الحاويات المحملة بالمعدات المتنوعة لتفريق المظاهرات وثمة عدد لا حصر له من الابتكارات المختلفة والمتنوعة. هذا يذكرنا بشيء ما بالاستعدادات للمواجهة في العام 2000. في حينه ايضا كان الجيش جاهزا (بالاساس بفضل نائب رئيس الاركان بوغي يعلون).

بل ربما جاهز أكثر مما ينبغي، وسحق بسهولة نسبية الانتفاضة الفلسطينية في ايامها الاولى، الامر الذي نقل الانتفاضة إلى مطارح الجنون والدم للمخربين الانتحاريين. القاسم المشترك للموعدين التاريخيين هو هوية وزير الدفاع في حينه والان، ايهود باراك. فلمرة واحدة سبق أن أغرق المنطقة بالدم والنار، ونأمل الا يحصل له هذا مرة ثانية. الربيع العربي واذا وصلنا إلى تركيا، يجدر بنا أن ننتبه إلى الفوارق بين سبتمبر 2011 وبين نوفمبر 2000 (اندلاع الانـتفاضة الثانية). في حينه كان العالم كله تقريبا معنا، ضد الفلسطينيين وارهابهم الاجرامي. في حينه كانت لنا علاقات استراتيجية مع مصر وتركيا. الشرق الاوسط كان مستقرا. معظم الدول العربية كانت معتدلة، هادئة ولم تحتمل عرفات.

اليوم، ذات الشيء، ولكن فقط بالعكس. العالم كله ضدنا، الفلسطينيون يتمتعون بتأييد جارف بالاجماع تقريبا. وعلى فرض أن ليس لديهم نية للعودة إلى العنف، فهم على ما يبدو لم يفقدوا شرعيتهم. اطلاق جنود الجيش الإسرائيلي النار على متظاهرين غير مسلحين في الحاجز قد يصبح مصيبة شاملة يضع جنود الجيش الإسرائيلي في صف واحد مع زعران القذافي او جنود بشار الاسد، واذا ما حصل هذا، فيما أن “إسرائيل” معزولة، محاصرة، بل وأميركا الكبرى تكاد لا تساعدها، فمن شأننا ان ندخل إلى ايلول طويل واســــود على نحو خاص. في تشرين الاول.

مؤتمر دولي منذ أيام عقد في تل أبيب مؤتمر دولي اعدته وزارة التعاون الاقليمي برئاسة النائب الاول لرئيس الوزراء سلفان شالوم. وفي حفل الافتتاح الذي شاركت فيه وفود من الخارج، دبلوماسيون وسفراء كثيرون القى رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت خطاب، وقدمه شالوم للحضور بكلمات حميمة. وقف اولمرت هناك وانتقد الحكومة بشدة، في الموضوع الفلسطيني وفي الموضوع التركي على حد سواء.

من جهة اخرى، لم يذكر اولمرت نتانياهو بالاسم ووجه انتقادا عموميا إلى «الحكومة». بالمقابل كان لاولمرت الكثير من الكلمات الدافئة والمثنية على المضيف، سلفان شالوم وكذا على القيادة الفلسطينية القائمة التي اثنى عليها بحماسة كبيرة.

يديعوت أحرونوت، 13/9/2011

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات