الأحد 11/مايو/2025

تحذير صهيوني من الانجرار لمواجهة مع الفلسطينيين في أيلول

تحذير صهيوني من الانجرار لمواجهة مع الفلسطينيين في أيلول
اختلطت عندنا في المدة الأخيرة جميع الأنباء السيئة: تدهور العلاقات مع تركيا، الوضع في مصر، إطلاق الصواريخ من غزة، والإجراء الفلسطيني في الأمم المتحدة، وتصريح قائد الجبهة الداخلية، بداية الأسبوع، عن احتمال الحرب الشاملة. ويبدو انه من أجل توضيح الصورة نحتاج إلى “الفصل بين المتغيرات”.

إن الشأن الأكثر إقلاقا بين جميع الموضوعات المذكورة هو ما يتوقع أن يحصل لنا من جانب السلطة الفلسطينية. ينبغي تناول الشؤون الأخرى بجدية أيضا لكن لا واحد منها يعرض دولة إسرائيل لتهديد كبير في الأمد القصير، أما الشأن الفلسطيني فكذلك.

حتى إذا لم يستقر رأي مجلس الأمن على قبول دولة فلسطين عضوا في الأمم المتحدة فسيظل يتوقع أن نكون بين أمرين: خطوات معادية لإسرائيل من قبل دول كثيرة في العالم ونشاط فلسطيني على الأرض. وفي حين أن قدرتنا على التأثير في الإجراءات الدولية محدودة، فإننا نستطيع أن نختار كيف نرد على النشاط الفلسطيني المتوقع. أمام إسرائيل طريقتا عمل: فإما الخروج لصراع وجها لوجه مع كل محاولة فلسطينية لصب مضمون في إعلان استقلالهم، وإما الامتناع عن أي صدام ما لم يكن الحديث يدور عن مس بمصلحة إسرائيلية حقيقية.

إن اختيار الطريقة الأولى يعني الأخذ بخطوات رد على مجرد الإعلان الفلسطيني، ووقف التعاون الأمني، وقطع تحويل أموال الضرائب، وإلغاء رسمي لالتزام إسرائيل اتفاقات أوسلو واتفاقات باريس (الاتفاق الذي رتب العلاقات الاقتصادية)، بل خطوات ضد كل من أيد إنشاء دولة فلسطينية في الأمم المتحدة.

اختيار هذه الطريقة سيؤدي سريعا جدا إلى صدام بين إسرائيل والجماعة الدولية. وسينشئ وحدة فلسطينية (بين “فتح” و”حماس”) ويفضي بالضرورة إلى الانتفاضة الثالثة التي ستسمى سريعاً جداً “حرب استقلال الشعب الفلسطيني”، فسيكون من الخطأ، إذاً، اختيار هذه الطريقة.

الطريقة الثانية، التي تقول إن الفلسطينيين يستطيعون أن يفعلوا ويعلنوا ما شاؤوا بشرط ألا يمسوا بمصالحنا الحقيقية، هي الطريقة الصحيحة. فما هي المصالح الحيوية؟ إن كل محاولة فلسطينية لاختراق بلدة إسرائيلية أو معسكر للجيش أو هدم الجدار يجب أن توقف بصرامة. وكل محاولة فلسطينية لتحقيق سيادة على طول حدود إسرائيل مع الأردن مع اجتياز الحدود أو محاولة للسيطرة على المعبر يجب أن تُصد، وهي لا تزال في مهدها، وهذه أيضا حال كل محاولة لإحداث وجود عسكري/ شرطي في المناطق (ج).

إن مزايا هذا التوجه الدفاعي ثلاث: أولا، سيكون من السهل تفسير عملنا بأنه دفاع عن الذات لا عقوبة للفلسطينيين الذين تجرأوا على الدعوة إلى الاستقلال. وثانيا، ستزيد احتمالات أن تمتنع الأكثرية الصامتة الفلسطينية عن مشاركة نشيطة ضد إسرائيل. وثالثا وهو الأهم أنه يوجد احتمال لأن تظل القرارات في الأمم المتحدة والتصريحات في رام الله عن إنشاء دولة فلسطينية، على الورق فقط.

إن “التسونامي السياسي”، كما سمى ايهود باراك النشاط السياسي الفلسطيني قد يكون موجة عالية في الحقيقة، لكنها عابرة. كل ذلك بشرط أن نتصرف بهدوء أعصاب وأن نمتنع عن دخول تحرشات غير ضرورية.

يديعوت أحرونوت، 12/9/2011

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات