هل تخطط إسرائيل لترحيل بدو النقب إلى الضفة الغربية؟

أبحاث كثيرة أعدتها مراكز صهيونية متخصصة من أجل فك لغز كراهية الفلسطينيين والعرب والمسلمين لليهود المحتلين، ولكنهم لم يتوصلوا إلى الدوافع التي أوصلت الاستشهادي إلى قلب الكيان الغاصب والمتضامن التركي والأجنبي إلى قطاع غزة، حيث إنهم اخطؤوا في التشخيص وخلطوا بين أعراض الداء والداء نفسه، فرغم قلة اليائسين والمتطرفين والجاهلين في المجتمع الفلسطيني إلا أن الصهاينة عزوا التضحية بالنفس إلى تلك الأعراض وغفلوا عن الداء وهو احتلالهم لفلسطين واستمرار جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني على مدار الساعة.

أحدث الجرائم الصهيونية حتى كتابة هذه السطور هو قرار ترحيل 30000 بدوي من النقب من قراهم إلى مناطق أخرى، حيث إن دولة الاحتلال ” إسرائيل” تسعى إلى ترحيل وتهجير مئة ألف بدوي فلسطيني من 45 قرية تنوي إزالتها عن الوجود بشكل قسري إلى 7 بلدات مثل: راهط وكسيفة واللقية وحورة وغيرها،كانت أقامتها ” إسرائيل” سابقا ورحلت إليها عشرات الآلاف من البدو بلغ تعدادهم اليوم مئة ألف بعد أن هدمت قراهم، بحجة أن تلك القرى غير قانونية وستكرر نفس الجريمة مع النصف المتبقي بشكل تدريجي.

دولة الاحتلال تدعي الديمقراطية والتحضر والإنسانية ولكنها تتعامل بشكل همجي ووحشي مع بني البشر وخاصة الفلسطيني سواء في المناطق المحتلة عام 67 أو عام 48 ،فهي تهدف إلى مصادرة أكثر من مليون دونم يمتلكها البدو من أجل تفريغ المناطق الأكثر حيوية في النقب لإحلال المغتصبين اليهود مكان الفلسطينيين أصحاب الأرض الشرعيين والأصليين، وهي كذلك ترمي إلى وضع البدو في مدن أشبه بأماكن النوم “منامة”والتي تخلو من المرافق الهامة ليظل البدوي يعمل لدى اليهودي في مصنعه وبيته وحقله ويأخذ حاجاته اليومية منه .

راهط تعتبر من أكبر مدن الترحيل وهي قريبة جدا من حدود الضفة الغربية (10 كم جنوبا)، وربما يكون ذلك خطة لتجميع البدو في مناطق محاذية لحدود الضفة الغربية بحيث يتم ضمها وسكانها لأراضي السلطة الفلسطينية ضمن ما يسمى بـ”تبادل الأراضي” الذي اقترحته (إسرائيل) ووافقت عليه السلطة الفلسطينية، بحيث تحتفظ الأولى بالكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية وتأخذ السلطة مقابل ذلك من الأراضي المحتلة عام 48 ربما تكون من منطقة النقب والمنطقة الشمالية، حيث مدينة أم الفحم وغيرها من البلدات العربية.