تكامل أدوار وتحديات

الهجمة المنسقة التي يشنها قطعان المستوطنين “الإسرائيليين” ضد كل مقدس وثابت وحق فلسطيني، في ظل حماية مطلقة لهم من الكيان، وهجمة لا تقل ضراوة على الفلسطينيين، تترافق مع حملة ضغط وابتزاز دولية لمصادرة وضرب الحق الفلسطيني المثبت لدى الشرعية الدولية في الاعتراف الدولي بالدولة، لا يمكن إلا أن يأتي في سياق تكامل أدوار بين دولة الإرهاب المنظم، ومستوطنيها الذين انتهجوا العدوان والقتل منذ وطأت أقدامهم الأرض الفلسطينية.
إرهاب المستوطنين يتكرر، بتنا نسمع يومياً عن اعتداء هنا، وانتهاك لحرمة المساجد وقدسيتها هناك، حرق أملاك للفلسطينيين، وضرب لأحد أهم مصادر رزقهم ودعائم اقتصادهم من خلال هجمة متصاعدة ضد أشجار الزيتون، تخريب متعمد، وتصعيد متسق مع سياسة رسمية وحملة كذب على مستوى العالم لتجريد الفلسطينيين من حقهم، وضرب مسعاهم الدولي للاعتراف.
التصعيد سيستمر، وسيأخذ منحى تصاعدياً وأشد شراسة كلما مضى يوم، واقترب موعد انعقاد مجلس الأمن، وستستغل دولة الإرهاب المنظم كل سانحة لضرب مقومات أي دولة مستقبلية للفلسطينيين، من خلال تغولها الاستعماري، وجدار الضم والتوسع، وتقطيع أوصال المدن، ومصادرة حقوق وأرزاق الفلسطينيين، وسرقة أراضيهم واجتثاث زيتونهم، والاعتداء على مقدساتهم ومساجدهم، وتصعيد حملة التهويد الهائلة ضد القدس المحتلة.
لم يكن هذا العدوان ليأتي بهذه الشراسة والسفور، لولا تضافر ظروف إقليمية ودولية لمصلحة الرواية والأهداف “الإسرائيلية”، أو على الأقل اجتماع هذه الظروف ضد مصلحة الفلسطينيين، المنشغلين في أكثر من ملف شائك، والمواجهين بأكثر من تحد وجودي في وقت واحد.
على المستوى الداخلي الفلسطيني، تشكل “إسرائيل” التحدي الوجودي الأشد خطورة، وهذا أمر مفروغ منه، ويحمل هذا التحدي أكثر من جانب، ويشارك في تشكيل صورته أكثر من عنصر، فهناك التصعيد العسكري والسياسي الذي ينتهجه الكيان، وهناك الهجمات الشرسة التي يشنها قطعان المستوطنين، والحصار المضروب على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، وغير ذلك كثير من أشكال البغي والعدوان.
على المستوى الإقليمي، يظهر المشهد العربي مثقلاً بأحمال حركات التغيير والثورة، ومتطلبات ما تشكله مرحلة الانتقال إلى الديمقراطية، من تحديات كبيرة، وحالة استقرار هش، وأحياناً انعدام الاستقرار، المترافق مع صعود وهبوط منحنى مد المطالب والضغوط الشعبية.
المشهد الدولي ليس أفضل حالاً، فهناك معركة حامية تنتظر الفلسطينيين على صعيد كبرى المنظمات الدولية، وحملة أمريكية “إسرائيلية” منسقة ضد الاعتراف بدولتهم، بحجج ومبررات ودعاية تكفي لتقويض أنظمة قائمة، واتهامات مفصلة “على المقاس” للنيل من الفلسطينيين، وشرعنة إرهاب الكيان المنظم بحقهم.
التحديات كثيرة وكبيرة، والفلسطينيون أمام حرب متعددة الجبهات، والقادم لن يكون يسيراً عليهم، وقد بدأت نذره بالظهور، وليس أبلغ من ذلك، ما تشهده السلطة الفلسطينية من عجز مالي بالغ، طال مصادر رزق عشرات الآلاف من موظفي السلطة، وهجمات المستوطنين لضرب موسم الزيتون الذي يعلق عليه المزارعون الفلسطينيون الآمال كل عام لرفدهم بمصدر دخل محلي رئيس.
صحيفة الخليج الإماراتية
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...