الأربعاء 14/مايو/2025

الاعتصامُ السادس عشر

نور الفكر

ستة عشر اعتصامًا و6 مسيرات، هي حصيلة ما أنجزته لجنة أهالي المعتقلين السياسيين بالتعاون مع رابطة الشباب المسلم والمتضامنين معهم في الخليل، ضمن إطار المطالبة بحرية الممارسة السياسية، والإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين، والكف عن الملاحقة والتهديد وسياسة الاستدعاءات المستمرة والمتواصلة، ناهيكم عن اعتصامات التضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال الصهيونية والتضامن مع المفصولين من وظائفهم تحت ذرائع سياسيّة.

أربعة أشهر منذ توقيع المصالحة الفلسطينية في القاهرة، ولا زال هناك إصرار لا يُقهر على مواصلة الاعتصام حتى إغلاق ملف الاعتقال السياسي الأسود، كل خميس تتجدد الوقفة، وتُرفع اللافتات، وتُطلق الهتافات، ويُخاطب جمهور المارة، كما يُخاطَب المشاهِد للتقرير المرئي عبر بعض الفضائيات كقناة القدس وmix التابعة لوكالة معًا، وفلسطين اليوم، وanb الإيرانية، والأقصى أحيانًا.

هنّ نساء الخليل اللاتي حملن على عاتقهن مواصلة الطريق لانتزاع الحريات بطريق سلميّة نظيفة، ودون إخلال بالأمن والنظام العام، رغم مضايقات مناديب السُلطة، ورغم ظروفهن الصعبة أحيانًا، ورغم القهر الذي لوّع قلوب الأمهات والزوجات والأبناء.

ينظر الكثيرين بسواداوية للعدد ويبث كلامًا مثبِّطًا لا يقل سواداوية عن تلك الهمم المتثاقلة إلى الأرض ولا تملك من أمرها إلا نقدًا سليطًا في كل الاتجاهات.

ليست المشكلة في العدد الخارج للشارع فاهمًا واعيًا لأهدافه، فهذا على الأقل يثبت في وجه العواصف، ولا يُراد في هذه المرحلة أن يكثر العدد على حساب الفهم والإدراك، ولهذا أي زيادة وتوسع يُفضَّل أن تكون مدروسة ليُراهن على ثباتها في الميدان، وكل جهد يُبذل في هذا الاتجاه ليس بالضرورة أن يكون مشفوعًا بإذن بل هو مبادرة تعتمد على قائدها.

إن المشكلة التي لا بد من تسليط الضوء عليها، هو غياب النخبة المثقفة في المجتمع : الأكاديمية والرسمية والاعتبارية من التواجد في هكذا تجمع يحمل قضية وطنية بامتياز ولا ينادي بفئوية، فأين وعيهم؟ وكيف ينظرون إلى قضايا وطنهم؟ وماذا ينتظرون ليتحركوا؟

وهنا أقصد بوضوح : نواب الشرعية –مرة أخرى-، والكتّاب المشهورين أصحاب الكلمة الحرة، وحتى شخصيات المجتمع الاجتماعية متمثلة في عائلات القيادات الفلسطينية وعائلات الشهداء والأسرى من القيادات أيضًا.

غياب الشرائح التي تحظى بالمكانة الاجتماعية يترك هذه الجهود والطاقات وحدها في وجه الاستبداد والظلم، رغم أن هذه الفئات عانت من الظلم في مراحل متعددة وتعرف معنى أن لا يفقه محيطها مصابها!

فزوجة الشهيد أو الأسير، وحتى ابنته أو أبناؤه، هم أصحاب قضايا، لم يُقلَّدوا وسائم بأبآئهم وأزواجهم تشريفًا؛ بل تكليفًا لقيادة المجتمع وحمل قضاياه والعمل على تحشيد الجهود لخدمتها، تعظُم الابتلاءات فتزداد همة البذل والعطاء، والعكس استثناء –رغم أن الواقع يعكس القاعدة-!!!

أمام ثبات المعتصمين أو المعتصمات، وتخلي النخبة المثقفة، وغياب الشرائح صاحبة القضايا الحيوية في مجتمعنا، لا نملك إلا أن نقول أن الجهود المتكاتفة لا بد أن تثمر واقعًا جديدًا، ففلسطين لكل مَن يسعى لجعلها أفضل، ولعل غياب التفاعل اليوم لن يطول أكثر؛ فما تحمله الأيام القادمة أكبر ولعله يختصر الكثير من القول ويتطلب الكثير من العمل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...