محللون: الشعب الفلسطيني بحاجة لموقف تركي إستراتيجي لدعم قضيته (تقرير)

أجمع محللون سياسيون فلسطينيون، أن الإجراءات التركية الأخيرة ضد الكيان الصهيوني يمكن أن تؤثر على العلاقات التركية – الصهيونية، لافتين النظر إلى أن هذه الإجراءات غير كافيةٍ بحق الكيان الذي ارتكب جريمة حربٍ بحق مدنيين أتراك.

وأوضح المحللون أن الاحتلال يحاول بمكره أن يخفف من حدة الأزمة مع تركيا، فيما يحاول إظهار أن تركيا هي المتضرر الأكبر من أي تراجعٍ في مستوى العلاقات السياسية والعسكرية والدبلوماسية.

وطالب المحللون بأن يكون هناك موقف تركي إستراتيجي لدعم ومناصرة القضية الفلسطينية، وألا يكون هذا الموقف تكتيكيًّا كردة فعلٍ هنا أو هناك.

رد مخفف

من جانبه؛ أكد المحلل السياسي حسن عبدو أن الإجراءات التركية ضد الاحتلال الصهيوني ورغم أهميتها إلا أنها لا تتناسب مع حجم الجريمة التي ارتكبها الاحتلال.

وقال في تصريحاتٍ خاصة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “الاحتلال ارتكب جريمة في المياه الدولية ضد أتراك مدنيين وذلك يعد جريمة حرب، والرد التركي هو ردٌ مخففٌ، ففي الظروف العادية يكون هناك قطعٌ للعلاقات”.

ولكنه أكد في الوقت ذاته أن هذه الإجراءات سيكون لها تأثيرها على عدم مشروعية هذه الممارسات الصهيونية، سواء ضد الفلسطينيين أو المناصرين للقضية الفلسطينية الذي يعملون لفك الحصار عن غزة.

وأشار المحلل السياسي، إلى أن تركيا لها أهميةُ وثقلٌ كبيرٌ وهي فاعلٌ إقليميٌ وازنٌ ومهمٌ للكيان الصهيوني، لافتًا إلى أن العلاقات الاقتصادية بينها وبين تركيا لم تتأثر في المرحلة الماضية برغم هذه الجريمة، مع تراجع العلاقات العسكرية والسياسية.

وحول تأثير هذه الإجراءات على الاحتلال وإمكانية قيامه بأي عدوان ضد الشعب الفلسطيني، أوضح عبدو، أن دولة الاحتلال عندما تخسر فاعلا إقليميًّا بهذه المكانة بدون شك فهي تتراجع مكانتها وفرص تأييدها لأي عدوان محتمَل.

ومضى يقول: “وهي الآن تصطدم مع أجواء إقليمية غير مواتية لأي عدوانٍ سواء في مصر أو تركيا أو غيرها من البلدان العربية”.

وأعرب المحلل السياسي عن أمله أن يكون الموقف التركي المناصر للقضية الفلسطينية إستراتيجيًّا وليس تكتيكيًّا.

تهرب صهيوني

أما المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الصهيونية باسم أبو عطايا، فقد أكد أن دولة الاحتلال تحاول دائمًا أن تتهرب من التصعيد بالموقف مع تركيا وأنها تحاول لململة الأمور في محاولةٍ منها لإبراز أن تركيا هي المتضرر من هذا التصعيد وليس هي.

وقال أبو عطايا في تصريحٍ خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: إن “الإجراءات التركية الأخيرة كطرد السفير وتخفيض التمثيل الدبلوماسي التركي لدى الاحتلال سيكون له تأثيره القوي على العلاقات التركية الصهيونية، لذا فإن الاحتلال يحاول أن يكسب هذه الدولة الكبيرة الإسلامية والتي أصبح لها وزنها في المنطقة”.

وأشار إلى أن الخسارة لدى الاحتلال ستكون دبلوماسية وسياسية وتجارية في الوقت ذاته.

وأكد أن الإجراءات التركية تعتبر موقفًا قويًّا لم يجرؤ عليه أحد من قبل، وأضاف: “هذا ما قد يشجع بعض الدول العربية خصوصًا كتلك التي قامت بها ثورات أن يلاقي مثل هذا الموقف لديها قبولاً في المستقبل”.

وحول إمكانية أن تشكل هذه الإجراءات تأثيرًا مستقبليًّا على أي عدوانٍ قادمٍ على الشعب الفلسطيني، أكد المحلل السياسي، أن الموقف التركي كان قويًّا، لكن هناك أيضًا تقرير بالمر الذي شرعن الحصار على غزة وأعطى الكيان الصهيوني المبررات للدفاع عن نفسها وتشديد الحصار.

وذكر أن أي مساعداتٍ تصل إلى غزة يجب أن تصل عبر التنسيق مع الكيان الصهيوني والسلطة في رام الله، مبينًا أن دولة الاحتلال سوف تستغل كل ذلك من أجل تشديد الحصار وزيادة العدوان على غزة.

ومضى يقول: إن “دولة الاحتلال تشعر بعد هذا التقرير أنه أصبح لديها حماية دولية ومبررات لأي اعتداءات وتشديد للحصار على الفلسطينيين، فيما سيصبح موقف الدول الأوروبية ضعيفًا إلى حدٍّ ما تجاه مناصرة الفلسطينيين”.

وأشار المحلل السياسي أبو عطايا، إلى أن الموقف التركي يعبر عن مصالح تركيا أكثر منها مصالح عامة، مبينًا أن تركيا لا تستطيع فعل أكثر من طرد السفير وخفض مستوى العلاقات التجارية والعسكرية والسياسية والدبلوماسية.

وتابع: “لذا فإن موقف تركيا في أي تحركات قادمة سيكون ضعيفًا؛ لأنها بذلك استنفدت كل ما بوسعها من إجراءات، فماذا يمكن أن تفعل بعد ذلك، فهي لا تستطيع بحكم علاقاتها مع الاحتلال أن تجيّش أسطولاً للهجوم على دولة الاحتلال، ولكن أقصى ما يمكن أن تفعله أن تمارس ضغوطًا سياسية ودبلوماسية لا أكثر”.